النظام يتقدم جنوبي حلب..و"تحرير الشام" لا تقاتل

المدن - عرب وعالم

الخميس 2017/11/30
حققت مليشيات النظام تقدماً سريعاً على حساب المعارضة المسلحة في منطقة جبل الحص من ريف حلب الجنوبي، الثلاثاء والأربعاء، بعدما استقدمت المزيد من التعزيزات العسكرية إلى جبهات القتال من "لواء القدس" و"لواء الباقر" و"الفرقة 30/حرس جمهوري". وأشرف على انتشار تلك التعزيزات، وقيادة عملياتها بشكل مباشر، قائد عمليات النظام في المنطقة الشمالية اللواء محمد خضور. التعزيزات الجديدة التي وصلت تضمنت أيضاً أكثر من 30 دبابة ومدرعة، ومدافع 57 الثقيلة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

وتقدمت مليشيات النظام في محورين؛ الأول نحو القرى والبلدات غربي خناصر، بشكل مباشر، وتتألف من مليشيات "حزب الله" اللبناني و"حركة النجباء" العراقية و"لواء الباقر" السوري و"فاطميون" الأفغانية، والمتمركزة أساساً في "كتيبة عبيدة" بالقرب من خناصر. وتمكنت المليشيات في هذا المحور من السيطرة على قرى الحجارة والرشادية والحويحي ورسم سيالة ورملة ورسم كبارة ورسم الأبيض وطلفاح. وحاولت المليشيات إحراز مزيد من التقدم على حساب فصائل المعارضة و"تحرير الشام"، وهاجمت قرى معيزيلة وبرج سبينة، مستعينة بالدبابات والقصف المدفعي والصاروخي الذي استهدف محاور القتال مع المعارضة في جبل الحص.


(المصدر: LM)

وحققت مليشيات النظام تقدماً آخراً في محور جنوب غربي خناصر بقيادة اللواء خضور، وسيطرت على قرى وبلدات رجم الصوان وأبو هويش ورسم الخلا وعبيسان وتلة عبيسان والعزيزية وجديدة وأبو أحمد. وحاولت المليشيات التقدم نحو تبارة الزبيب وأخو حسن وتل فا وعليص غرباً، إلا أنها لم تتمكن من التقدم على الرغم من استخدامها الأسلحة الثقيلة بكثافة عالية.

مليشيات النظام استفادت بشكل كبير من الغارات الجوية التي شنها الطيران الحربي على المناطق المستهدفة في محوري التقدم البري في جبل الحص. وشنت الطائرات أكثر من 60 غارة جوية، الثلاثاء والأربعاء، طالت 20 قرية وبلدة في المنطقة التي أصبحت شبه مهجورة من سكانها بسبب القصف المتواصل.

وكان للدبابات أثر فعاّل في معارك المليشيات الأخيرة، ما مكّنها من اختراق دفاعات المعارضة و"تحرير الشام" المستعصية عليها منذ ما يقارب الشهر. ومن أهم أسباب انهيار دفاعات المعارضة و"تحرير الشام" أمام المليشيات في منطقة جبل الحص أن قسماً كبيراً من المجموعات المسلحة التابعة لـ"تحرير الشام" علقت عملها في المنطقة على خلفية الحملة الأمنية التي شنتها "تحرير الشام" على شخصيات كبيرة في تنظيم "القاعدة". ويمكن القول إن "قاطع البادية" التابع لـ"تحرير الشام" لم يكن حاضراً بقوة كما جرت العادة في معارك التصدي على تلك المحاور.

فصائل معارضة من بينها "الفرقة 23" و"فيلق الشام"، وفصائل أخرى، بالإضافة لـ"تحرير الشام"، استقدمت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة المشتعلة، الأربعاء، وبدأت هجوماً معاكساً ضد محوري المليشيات المتقدمة في جبل الحص، وتمكنت بعد ساعات من القتال والمعارك والقصف المتبادل، من استعادة السيطرة على بعض المواقع التي خسرتها، أهمها قرى طلفاح والحويحي ورملة وسيالة في المحور الأول، والعزيزية وعبيسان وتلتها في المحور الثاني. وما تزال المعارك بين الطرفين بين كر وفر، وتحاول مليشيات النظام تثبيت مواقعها المتقدمة، بينما تسعى فصائل المعارضة و"تحرير الشام" للاستمرار في الهجوم المعاكس بهدف استعادة كامل المواقع التي خسرتها خلال الساعات الـ48 الماضية.

وخسرت مليشيات النظام أكثر من 30 عنصراً خلال المعارك الأخيرة، في جبل الحص، ودمرت المعارضة دبابتين ومدفع 57، واغتنمت سيارات رباعية الدفع وأسلحة رشاشة.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024