سمير اليوسف... هل أسكت محمود درويش المرأة فعلاً؟

المدن - ثقافة

الأحد 2020/08/02
صحافيّة فلسطينية مبتدئة عطف عليها ليبراليو صحيفة هآرتس الاسرائيلية ومنحوها فرصة للكلام، فماذا فعلت بهذه الفرصة؟ انتهزتها بكتابة مقالة هجائية مطوّلة ضد محمود درويش متهمة الشاعر بأنه يُسكت المرأة.

طبعاً لربما شاءت الصحافيّة الشابة أن ترد الجميل للاسرائيليين من خلال التهجم على من يعتبره الشعب الفلسطيني رمزاً من رموزهم الوطنية.

وقد يكون الدافع أشدّ سخافة أنها كمبتدئة تحاول أن تثير الاهتمام حولها من خلال مهاجمة قامة بحجم درويش. الكثيرون من المبتدئين يفعلون ذلك من أجل غاية كهذه.

فهل أسكت محمود درويش المرأة فعلاً؟
الشاعر الذي كتب "ريتا والبندقية"؟ الشاعر الذي كتب عن والدته أكثر من قصيدة واحدة ملهمة؟ كتب عن الحبيبة في أكثر من قصيدة.

وربما درويش شأنه شأن كل الشعراء العرب، بمن فيهم شعراء ما يُسمى بالحداثة وقصيدة النثر، ظل ذكوري المنطلق والتوجّه، ولكن لماذا استهدافه هو وحدة في نقطة كهذه اذا كان الذنب ذنباً جماعياً وتشارك فيه المرأة ايضاً؟

ثم هل أن صحيفة اسرائيلية، حتى وان كانت صحيفة ليبرالية، هي المكان الذي نريد أن نتناول فيها سيرة درويش خاصة بالتعريض على هذا النحو القبيح؟ أقصد كيف يمكن لمن يريد أن يعترض على كلام الصحافيّة الشابة ان يفعل ذلك؟
وهي صحافيّة، والصحافيون مع احترامنا لمهنتهم النزيهة جداً، لا أظنهم خيرّ الناس كفاءة لمناقشة الشعر. النص الشعري ليس بياناً سياسياً او مقالة صحافية نرد عليها.

علاوة على ذلك، وهنا نكتشف أكذوبة ادعاء الكلام باسم المرأة الفلسطينية التي تدعيها الصحافيّة المعنية: اسلوب هجومها. اللغة تفضح فعلاً. فلو لم أقرأ اسمها في أول المقال لكننت ظننت بأن كاتبها رجل متهيّج. أنها تتوسل الاسلوب الذكوري الذي يسعي لينسف كل ما حوله فلا يبقى أحد واقفاً ما عداه.

أخت الرجال صديقتنا هذه وربما اكثر!
ولكن على الارجح، وكما سبق وأشرنا، فان تمرين نقرّ الانف الذي زاولته هذه الفلسطينية-الاسرائيلية الشاطرة يهدف الى ارضاء اسيادها الاسرائيليين عسى أن يزداد عطفهم عليها قليلاً ويقبلونها كواحدة منهم.

شالوم يا اختاه!

(*) مدونة نشرها الكاتب الفلسطيني سمير اليوسف في صفحته الفايسبوكية
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024