"عمران"... دراسات حول المرأة والقضاء وأحياء الصفيح

المدن - ثقافة

الأحد 2020/11/01

أصدر "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات" العدد 34 من دوريّة "عُمران"، وضمّ العدد الجديد من المجلّة التي ولدت من أسئلة وإشكاليّات المأزق المنهجي والوظيفيّ الذي تواجهه العلوم الاجتماعية والإنسانيّة العربيّة في مرحلة التغيّرات الكبرى الجارية في العالم العربيّ؛ مجموعة دراسات وأبحاث معنيّة بمناقشة مسائل مُتعلّقة بحقوق المرأة ودورها والبطالة والفقر والعشوائيّات.

افتُتِحَ العدد بدراسة مُشتركة لعزّه الحاج سليمان، وعزّة شرارة بيضون تحت عنوان "نساء لبنان في سلك القضاء: إضافة أم مزيد من الشيء نفسه؟"، الغاية منها مُحاولة فهم الدور الذي تلعبهُ النساء القاضيات في القضاء اللبنانيّ، بالإضافة إلى فهم القيمة المضافة المُتمثّلة في أدائهنّ مقارنةً بالرجال، وذلك انطلاقًا من النتائج التي قدّمها تقرير أجندة الأمم المُتّحدة للتنمية المُستدامة لعام 2030.

وتُحاول الدراسة الإجابة على عدد من الأسئلة مثل: كيف اختلفت ممارسات القاضيات عن ممارسات القضاة الرجال في سلك القضاء اللبنانيّ المنفرد؟ وهل كرّست الأحكام الصادرة عن القاضيات النساء مبادئ دولة المؤسّسات والقانون؟ وهي قدّمت القاضيات مقاربة جديدة/ معنى مختلفًا لمفهوم العدالة؟ وهل هناك فروق في القرارات/ الأحكام الصادرة عن القضاء المنفرد؟ كيف انعكس وجود المرأة القاضية في مسارات المحاكمات أو في حيثيّات القرارات الصادرة في ملفّات المحاكمات؟ وتكشف الدراسة في النهاية أنّ القاضيات اللبنانيّات أكثر التزامًا من القُضاة الرجال لجهة الالتزام بتطبيق القواعد القانونيّة، والقواعد السلوكيّة للوظيفة القضائيّة أيضًا.

وتحت عنوان "حقوق المرأة في منظومة الإصلاحات السياسية في الجزائر بين مطلب الحقوق الفردية والتوافق مع المرجعية الدينية"، يبحث بلقاسم بن زنين مسألة حقوق المرأة الجزائريّة ضمن الإطار الذي رسمتهُ منظومة الإصلاحات السياسيّة التي اختبرتها الجزائر منذ استقلالها، مُبيّنًا الطريقة التي ظلّت فيها هذه الحقوق محكومة أو محصورة في نطاق المزايدات أو الاستثمار إن كان ضدّ الاستبداد السياسيّ أو في سياق الخصومة القائمة بين النظام الجزائريّ والإسلام السياسيّ، إذ يستغلّ النظام شعار حقوق المرأة عادةً للتصدّي للطرف الأخير الذي يربط بدوره بين الهويّة الدينيّة وحقوق المرأة في سياق دعواته لمقاومة ما يعتبرهُ تغريبًا للمجتمع الجزائريّ واستمرارًا للحقبة الثقافيّة الاستعماريّة أيضًا.

وفي دراسته المعنونة بـ "شباب الأحياء الصفيحية في المغرب: التمييز والوصم واستراتيجيات المقاومة؛ دراسة حالة دوار الصهد في مدينة تمارة"، يُبرز ياسين يسني شكل من أشكال القهر الاجتماعي المُتمثّل في العيش في أحياء صفيحيّة لا ترتبط صعوبة العيش فيها بغياب أبسط الخدمات الاجتماعيّة فقط، وإنّما بفقدان المكانة الاجتماعيّة، وهنا يُحاول الباحث المغربيّ الإجابة على أسئلة: كيف يتمّ بناء وصم الأحياء الفقيرة في المغرب؟ وكيف تُبنى الفروق المجالية؟ وما الصور النمطية التي ترتبط بها؟ وما آثارها وعواقبها في شباب هذه الأحياء؟ وفي توزيع فرص حياتهم وفي تحقيقهم للذات؟

واشتمل العدد الصادر حديثًا على دراسة لنبيل خطاب تحت عنوان "إنتاج الهامشيّة في سوق العمل البريطانيّ دراسة لتقاطعات الهوية الدينيّة والإثنيّة"، يبحث فيها إنتاج الهامشيّة في المجتمع البريطانيّ استنادًا إلى تقاطعات الهوية الدينيّة والإثنيّة، مُتخذًا من سوق العمل مسرحًا لبحثه. بالإضافة إلى دراسة معنونة "العطالة الطويلة الأمد بوصفها بناءً معياريًّا: أشكال وآليّات مقاومتها؛ مقاربة سوسيولوجية لحالة مدينة مكناس" بحثت فيه بشرى جعوني تكوّن العطالة الطويلة الأمد، وأشكال مُقاومتها، والآليّات التي تُساهم في تحقيق هذه المقاومة أيضًا.

أمّا باب الترجمة، فقد ضمّ ترجمة الحبيب الدرويش لدراسة بيار بورديو المعنونة بـ "الموضعة المشارِكة أو: في موضعة الشروط الاجتماعية للموضعة"، بينما اشتمل باب مراجعات الكتب على مراجعة لكتاب "رأس المال والأيديولوجيا" لتوماس بيكيتي، قدّمها عبد الحميد عبيدي، بالإضافة إلى مراجعة مريم هواري لكتاب "هدم الثنائيات في الدراسات الأمنيّة: تحليل جندري للنساء في المواقع القتالية" لمؤلّفتيه أييلت هارئيل شاليف، وشير دافنا تيكواع.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024