عادل الأسطة.. الست كورونا تقرأ بوكاشيو

المدن - ثقافة

الخميس 2020/03/26
لفت الناقد العراقي الصديق، عبدالله ابراهيم، المقيم في قطر، نظرنا إلى بداية قصص جيوفاني بوكاشيو "الديكاميرون" (ص39 - 47 من ترجمة المرحوم صالح علماني الصادرة عن دار المدى في دمشق 2006)، وفيها وصف ما جرى في مدينة فلورنسا في إيطاليا في العام 1348م، حينما انتشر وباء الطاعون، وعقّب د.عبدالله قائلاً إن ما نحياه الآن شبيه بما عاشته تلك المدينة وريفها في ذلك العام.

كما لو أن التاريخ يعيد نفسه، والصحيح أنني عدت إلى تلك الصفحات أقرؤها من جديد.
إن تفشى وباء الكورونا، فسوف نحيا ما عاشته فلورنسا، وحتى اللحظة شاهدنا بعض أشرطة الفيديو التي ترينا حرق جثث الميتين بالوباء. ربما نعيش حالة الرعب التي عاشها سكان المدينة الإيطالية، لكننا، حتى اللحظة، لم نمر بما مرت به. شخصياً، تذكرت رواية علاء حليحل "أورفوار عكا"، حيث عاشت عكا في العام 1800، تحت حصار قوات نابليون بونابرت، وفتك بها، وفوق الحصار جاء الطاعون..

وعدت أن أنقل فقرة من رواية علاء حليحل، لكني عندما قرأت مقدمة "الديكاميرون" رأيت أن وصف ما جرى في عكا قليل مقارنة بالوصف الذي أورده بوكاشيو. سبقنا كلنا في الإشارة إلى إتيان الأدب على الطاعون، الصديق Zuhair Jawan حيث أتى على طاعون طيبة في المسرحية الإغريقية "اويب ملكاً" واقتبس منها فقرة... ربما يكون تفشي الست كورونا من حظ يحيى يخلف، وروايته التي لم يعد أحد يذكرها، "راكب الريح"، إذ أفاد فيها من "الديكاميرون".
مصائب قوم عند قوم فوائد، وربما وجب أن يشكر يخلف الست كورونا! بعين الله.

(*) مدونة نشرها الكاتب الفلسطيني عادل الأسطة في صفحته الفايسبوكية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024