"ما بقى إلا نوصل"...أفلام الهجرة وحقوق الانسان في بيروت

المدن - ثقافة

الجمعة 2019/06/07
تُقام الدورة الرابعة من مهرجان الأفلام "ما بقى إلا نوصل" الذي يتناول قضايا حقوق الإنسان والهجرة!، في سينما متروبوليس أمبير صوفيل من 13 إلى 16 حزيران/يونيو الجاري.

وهذا العام يُقدّم المهرجان فنانين وصحافيين ونشطاء مندفعين خلف إيمانهم بقضيتهم، كما يحاول الإجابة عن تساؤلات عن التوثيق والسرد واستعادة الذكريات.

يفتتح المهرجان بـ"طرس، رحلة الصعود إلى المرئي" لغسان حلواني الذي يروي حكاية اختفاء قسري، باعتبارها حكاية آلاف الأشخاص الذين خُطِفوا خلال الحرب الأهلية اللبنانية. ونظراً إلى الأصداء التي حقّقها عرض فيلم "تدمر" لمونيكا بورغمان ولقمان سليم العام الماضي، سيعرض من جديد. في فيلم "تدمر"، يروي عددٌ من المعتقلين اللبنانيين السابقين في السجون السورية ما تعرّضوا له أثناء "اختفائهم".


محور خاص
ويركّز المهرجان، بصورة خاصة، على حكايا نساء مُلهِمات. يوثّق فيلم "نائلة والانتفاضة" للمخرجة جوليا باشا، المسيرة اللافتة التي خاضتها نائلة عايش وجماعة من النساء خلال الانتفاضة الأولى في أواخر الثمانينيات. ماذا حلّ بهن عندما انتهت الانتفاضة ولماذا أصبحن مهمّشات إلى هذه الدرجة في السياسة؟ ويُسلّط فيلم "أخوات السرعة " للمخرجة عنبر فارس، الضوء، على نساء فلسطينيات مصمّمات على الانطلاق أبعد وأسرع مما قد يخطر في بال أحد. فيما ينسج الفيلم خيوط حياتهن في الحلبة وخارجها، ونشاهد كيف يتحدى الفريق النسائي الأول في عالم سباق السيارات في الشرق الأوسط، القيود الاجتماعية والسياسية المفروضة عليه. أخيراً، يبثّ فيلم "وردة" لغسان سلهب الحياة في كتابات المفكرة الماركسية روزا لكسمبورغ.

وإذا كان في إمكان الرياضة أن تتخذ طابعاً سياسياً، فهذا ينطبق أيضاً على الموسيقى. يُسلّط فيلم "موسيقى الميتال السورية هي حرب" للمخرج منذر درويش، الضوء على مؤدّي موسيقى الـ"هيفي ميتال" وعشّاقها في سوريا، عارِضاً قصصهم من خلال حوار يتّسم بالبساطة والسلاسة. هل عشّاق موسيقى الـ"ميتال" مسيَّسون، أم أنهم يصبحون مسيَّسين من خلال ردود الأفعال التي يُصادفونها؟ إلى جانب عرض الوثائقي، مع دعوة الى نقاش حول هذا الموضوع. فالموسيقى، شأنها شأن أي نوع فنّي آخر، هي تعبير، إنما هل هو بالضرورة تعبير سياسي؟ سوف نناقش هذه المسائل عبر "سكايب" مع مخرج الفيلم، ومباشرةً مع الأخوات كسرواني اللواتي سيشاركن في حلقة النقاش، فضلاً عن تقديم عرض مقتضب.


فيلم "لسه عم تسجّل"، إخراج سعيد البطل وغياث أيوب، وثائقيٌّ مؤثّر يُطارد تفكير المُشاهِد، عن المدنيين في دوما بعدسة طالبَين في مادة الفنون يُحاولان تدريب الآخرين حتى في ظلمة الحرب. وفي فيلم "الطيران الحربي في الأجواء"، تواكب كاميرا عبدالله الحكواتي الحياة اليومية لإحدى الأمهات العالقة مع أطفالها في الحصار والذين يحاولون تأمين قوتهم اليومي. وفي عرض خاص وحصري، يُعرض فيلم "مجانين حلب" للمخرجة لينا سنجاب. يروي الفيلم حكاية الطبيب حمزة الخطيب، والممرضة أم ابراهيم في مستشفى القدس الذي كان قد أًصبح المستشفى الوحيد المستمر في العمل في شرق حلب المحاصَر، وحكاية المصوّر الفوتوغرافي عبد القادر حبق، وعدد كبير آخر من موظفي المستشفى ومرضاها الذين لا يفقدون الأمل حتى في أسوء الظروف.

تتقصّى المخرجة السويسرية أنجا كوفمل عن الحرب من خلال قصة مختلفة. فهي تتطرق إلى حياة نسيبها وموته، هو الذي قُتِل خنقاً في يوغوسلافيا العام 1992 بعد ارتدائه بزّة عائدة لإحدى مجموعات المرتزقة الدولية. تتبنى كوفمل مقاربة شخصية في الفيلم، غير أن عملها يطرح عدداً من التساؤلات الأوسع نطاقاً عن الحرب وتغطية أخبارها والتورط في صراعات الآخرين.

وليس تحريف الوقائع ونشر "أخبار كاذبة" بالأمر الجديد، إنما ظهرت أساليب جديدة بغية التصدّي له. وأصبحت التحقيقات المفتوحة المصدر أكثر دقةً وعمقاً. لهذا، يعرض المهرجان فيلم "بلينكات الحقيقة في عالم ما بعد الحقيقة" للمخرج هانس بول، الذي يتطرق إلى صعود الصحافة الاستقصائية الشفافة والحائزة على جوائز من خلال مؤسسة بلينكات.

ويُختتم المهرجان بعرض فيلم "يوم آخر في الحياة" لراؤول دي لا فوينتي وداميان نينو. ويروي هذا الوثائقي، بالرسوم المتحركة، حكاية المراسل البولندي الشهير ريتشارد كابوتشينسكي في تغطيته للحرب الأهلية في أنغولا العام 1975. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024