حملة على إشيل مبيمبي بعدما شبّه الإستيطان الإسرائيلي بالأبارتهايد

المدن - ثقافة

الخميس 2020/05/21
تصاعدت ضجة في ألمانيا حول المفكر الكاميروني، إشيل مبيمبي، لأنه كتب مقالاً ساوى فيه بين سياسة الاستيطان الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا (الأبارتهايد). ونشرت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، أربع مقالات عن السجال، واعترضت مجموعة من الشخصيات على مقال المفكر الكاميروني، من بينها لورينز دوتش، المتحدثة باسم السياسة الثقافية للمجموعة البرلمانية، للحزب الديمقراطي الليبرالي في برلمان "نوردرهاين ويستفالن"، علاوة على مفوض الحكومة الاتحادية، لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين، عقب إلغاء الحدث الثقافي "روخترينال" الذي كان مقرراً تنظيمه في ألمانيا صيف هذه السنة، بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، ورفض كلايم الاعتذار لإشيل بعدما اتهمه بمعاداة السامية.

ووفقا لما ذكرته لورينز دوتش، فإن إشيل مبيمبي، أظهر معاداة للسامية، حيث أشار في كتابه "سياسات العداوة" العام 2016 إلى أن سياسة الاستيطان الإسرائيلية، تتشابه في نواح عديدة، بنظام الفصل العنصري الذي كان مطبقاً في جنوب إفريقيا "الأبارتايد".
غير أن هذا كله، لم يثن مفوض الحكومة الاتحادية، لمكافحة معاداة السامية، عن دعم هجمات النائبة لورينز دوتش، واصفاً التوازي بين الاستيطان الإسرائيلي والفصل العنصري في جنوب إفريقيا أو "الأبارتيد"، بأنه "نمط معروف معاد للسامية"، مؤكدين على أن إشيل مبيمبي "شكك أيضا في حق إسرائيل في الوجود".

وترجم المغربي، المهدي المقدمي، ملخص الجدل حول المفكر الكاميروني، الذي كتب في أعمدة مجلة "جون أفريك"، قائلاً: "عندما علمت بهذه التهم، انتابتني رغبة في التقيؤ (حرفياً)، لقد اعتقدت أنه مقلب لا غير". ويضيف مبيمبي: "إن تعبير كلاين، لا ينم عن موقعه في السلطة، بل عن جهله التام بأساسيات النقاش الأكاديمي"، و"كل ما كتبته أو صرحت به، يقوم على أساس واحد، هو الأمل في بناء وتطوير مجتمع عالمي حقيقي، لا يستثنى منه أي شخص".

يقول مبيمبي أيضاً بأن معاداة السامية، ليست إلا "جريمة فظيعة"، مؤكداً عدم استخفافه بواقعة "المحرقة"، أو مساواته بين القتل الجماعي لليهود، والفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ويقول أيضاً انه يحترم المحرّمات الألمانية.

ووجه نحو 700 من المثقفين والكتاب والفنانين الأفارقة رسالة إلى المستشارة أنجيلا ميركل، والرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير، ينتقدون "الادعاءات الكاذبة بمعاداة السامية" التي وجهها "المتطرفون اليمينيون" و"الجماعات المحافظة والعنصرية" في ألمانيا ضد مبمبي. وقال البيان إن ادعاء معاداة السامية ليس فقط بلا أساس من الصحة، لكنه يمثل أيضًا "أداة سياسية غير مقبولة لكارثة إنسانية مروعة". كما أنه يضر بالحق في "النقد وحرية الفكر والتعبير والحرية الأكاديمية والفنية وحرية الضمير". وحذر الموقعون، أيضاً، من العواقب السلبية لمثل هذه الإدعاءات غير المبررة لفعل معاداة السامية، مؤمنين بأنها تصنع: "مناخاً من الخوف في ألمانيا، وتردع المثقفين والصحافيين وعامة الناس، عن ممارسة حريتهم في التعبير، حول القضايا المثيرة للجدل، والتي ينبغي مناقشتها علنا"، "نرى أن هنالك حاجة، في هذه اللحظة بالذات، إلى خطاب حر ونقدي حول إسرائيل، أكثر من أي وقت مضى".

وفي العام 2010، وقع المفكر الكاميروني على رسالة من أكاديميين في جنوب إفريقيا، يدعون جامعة جوهانسبرغ إلى إلغاء شراكة مع جامعة بن غوريون في النقب في إسرائيل. وقد اتهم الموقعون الجامعة بأنها على صلة بالجيش وصناعة الأسلحة.

وللتذكير، فإن إشيل مبيمبي، من مواليد العام 1957، ويعتبر شخصية معروفة في ألمانيا، إذ تم تكريمه في العديد من المناسبات، كمفكر بارز في موضوع "ما بعد مرحلة الاستعمار". حصل على جائزة "جيوشويستر شول"، لنقده "العقل الزنجي"، كما كرمته مدينة "لودفيغشافن" باعتباره "أحد أهم المفكرين في القارة السمراء"، عبر إهدائه جائزة "إرنست بلوخ". ومنحته مؤسسة "جيردا هنكل"، جائزة عن إنجازاته البحثية البارزة. وتُرجم له الى العربية (دار روافد والنديم) كتاباه "نقد العقد الزنجي"، "سياسات العداوة"... 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024