هي سيدة الدلع بلا منازع، وصاحبة مزاج في الحياة الزوجية، تطالب زوجها أن يجلب لها القهوة في الفراش في الصباح، هذا هو قمة الحب عندها. حكت هياتم في هذا الحوار الشائك عن تعرفها على رجل بخيل، ظل يلاحقها لمدة عام، وحينما قبلت دعوته أخيراً لوجبة عشاء، وجدته يطلب بصارة وفول بالطماطم، وهو ما نفّرها منه وجعلها تظنه يتهكم، واستفسرت منه: "إذا كنت ترغب في تناول أكلة حرشة، فلماذا لم تذهب لمطعم فول وطعمية؟".
كانت الراحلة سيدة الفكاهة وخفة الدم، كما كانت سيدة الكياسة والمرونة وتقبل التصريحات المثيرة للجدل. ولعل أصدق دليل على ذلك، ردها على انتقاد الفنان المصري محمد صبحي، على مشاهده معها في أحد أفلام المخرج الراحل سمير عبد العظيم، بابتلاعها النقد الذي وجهه صبحي لمشاهده معها، بقولها: "أنا أثق في محمد صبحي، ومثلت معه فيلمين، ولا أرى في رأيه أي إساءة، وأنا أحبه حباً كبيراً".
في سبتمبر العام الماضي، ظهرت هياتم مع الفنانة إسعاد يونس، في برنامجها "صاحبة السعادة"، لتتحدث عن انتصارها على السمنة. ظهرت هياتم بقوام فاتن، أميَل إلى النحافة فعلاً، مجسدة انتصارها على الشراهة، ومتباهية بتوقفها عن تناول اﻷكل بغزارة، ومستعرضة طرائق اﻷكل الجديدة وخبراتها مع الريجيم.
هي البونبوناية الطعمة، وقطعة الملبن، بحد وصف إسعاد يونس لها في هذا الحوار، الذي كشفت فيه هياتم، أنها بدأت مشوارها الفني ممثلة، وليست راقصة كما هو شائع. قالت هياتم ﻹسعاد يونس في هذا الحوار: "بدأت بالعمثل كممثلة، حينما شاهدني حسين جمعة، في إحدى مسابقات ملكات الجمال، ومثلت في مسرح سيد درويش، حيث لعبت دوراً في أوبريت شهرزاد".
تلقت هياتم عرضاً من عرابي وكيل الفنانين، الذي سألها إن كانت تجيد الرقص، وبدأت هياتم الرقص بعدها، ودخلت عالم التمثيل من هذا الباب، إذ قدمها عرابي في حفلة على الهواء بمناسبة الربيع، مع عبد الحليم حافظ، وسبق ذلك ظهور هياتم في فيلم "ثم تشرق الشمس" العام 1971.
رفضت هياتم قصراً في جنيف من أجل أن فنها، ورفضت اﻹنجاب من أجله، وقبل رحيلها أعلنت تقديرها لنور الدمرداش الذي قدمها في دور "سونة" في مسلسل "الدوامة" العام 1973، وهو العمل الذي ساهم في صعودها وانتشارها.
رحم الله هياتم، ملكة البهجة، وصاحبة الضحكة، والروح الحلوة والدندشة التي لا تنساها أجيال من المصريين.