خالد زيادة لـ"المدن": العزلة الإجبارية؛ إنه الشعور بالمرض

المدن - ثقافة

الأحد 2020/04/05
 
في فترة سابقة، قبل بضعة أشهر، كنت أفكر كثيراً بالعزلة وأن عملي يشغلني عن إنجاز بحث يراودني منذ سنوات. جاءت العزلة بغير موعد، لم تكن العزلة التي أنشدها وإنما حجر فرض نفسه على البشرية جمعاء لأول مرة في تاريخها.

فكرت بأنها الفرصة التي كنت افكر بها، وبدأت بترتيب أوراقي ومراجعي، لكنني اكتشفتُ أنها ليست العزلة التي كنت احلم بها، طالما انها عزلة اجبارية، أشبه بالسجن الذي يمنعك من عاداتك الصغيرة التي لا تستقيم حياة الفرد من دونها...

بالنسبة لي لا يمكن أن أبدا نهاري إذا لم أخرج من المنزل ولو لفترة قصيرة لا تتجاوز الساعة او نصف الساعة. كذلك لا بدّ لي من الخروج قبل مغيب الشمس والعودة إلى المنزل أول المساء، في الحالتين أشعر لو لم أفعل، كأنني مريض.
هذا هو بالضبط الشعور مع العزلة الإجبارية؛ إنه الشعور بالمرض او انك مريض مع وقف التنفيذ.
 
وفي زمن كورونا أقرأ الكثير من الكتب المتراكمة حول الثقافة والمجتمع في القرن التاسع عشر مثل كتاب "التراث والحداثة" لتيموثي ميتشل و"نشأة البيروقراطية الحديثة" لروبرت هنتر و"كل رجال الباشا" لخالد فهمي وغيرها كثير...
 (*) شهادة كتبها السفير السابق والباحث، خالد زيادة لـ"المدن" عن يوميات كورونا
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024