المدن - ثقافة
الحرية الفردية
يتابع القسم الثاني من الكتاب، "القسم التركيبي"، تأثيرات ظاهرة النقود التاريخية في العالم، أي في شعور الأفراد بالحياة، وفي ترابط مصائرهم، وفي الثقافة العامة، وفيه 3 فصول. في الفصل الرابع، "الحرية الفردية"، 3 مباحث. يُعنى المؤلف في الأول بالحرية التي توجد بالارتباط مع الالتزامات، وتدرجاتها التي تتوقف على ما إذا كانت تلك الالتزامات تشمل الشخص أو منتجات العمل (الدفع النقدي بوصفه الشكل الأكثر توافقًا مع الحرية الشخصية)؛ ووجهة نظر في مسألة تعظيم القيم من خلال تغيرات الملكية؛ والتطور الثقافي الذي يزيد عدد الأشخاص الذين يعتمد المرء عليهم، مع نقصان متزامن في الصلات بأشخاص محددين فرديًا؛ والنقود بوصفها حامل العلاقات الموضوعية بين الأشخاص، ومن ثمّ حامل الحرية الفردية.
في المبحث الثاني تحليلٌ للملكية بوصفها فعلًا؛ وللتبعية المتبادلة بين التملك والكينونة؛ ولانحلال هذه التبعية بواسطة ملكية النقود؛ ولغياب الحرية بوصفه تداخل سلاسل عقلية: هذا الغياب يكون في حدّه الأدنى عندما يكون تداخل كل سلسلة منها بالأكثر عمومية في السلسلة الأخرى؛ وللحرية بوصفها انطباع الأنا عن الأشياء، وبوصفها ملكية.
ويتناول المؤلف، في المبحث الثالث، مسائل تمايز الشخص عن الملكية: إنشاء المسافة وإضفاء الموضوعية التقنية من خلال النقود؛ وفصل الشخصية بكليتها عن نشاطات عملها الفردية ونتائجه بالنسبة إلى تقويم تلك النشاطات؛ واستقلال الفرد إزاء المجموعة وأشكال جمعيات جديدة بفضل النقود؛ والعلاقات العامة بين الاقتصاد النقدي ومبدأ الفردانية.
المكافئ النقدي للقيم الشخصية
في الفصل الخامس، "المكافئ النقدي للقيم الشخصية"، 3 مباحث. يركز زيمل في الأول على مسألة الديّة؛ والانتقال من التقويم النفعي للإنسان إلى التقويم الموضوعي والتقويم المطلق؛ والغرامة النقدية ومراحل الثقافة؛ وتقدم تمايز الإنسان وحيادية النقود بوصفها سببًا لعدم تلاؤمها المتزايد؛ وشراء الزوجة وقيمة المرأة؛ وتقسيم العمل بين الجنسين والمهر؛ والعلاقة النموذجية بين النقود والبغاء، وتشابه تطوره مع تطور ديّة القتل؛ وزواج المال؛ والرشوة مثالًا على التميز والنقود.
ويدرس زيمل في المبحث الثاني تحوُّل حقوق محددة إلى مطالب نقدية؛ وقابلية تحقيق المطالب؛ وتحويل القيم الموضوعية إلى قيم نقدية: المعنى السلبي للحرية واقتلاع جذر الشخصية؛ وتباين القيمة بين الإنجاز الشخصي والمكافئ النقدي.
أما المبحث الثالث فينظر في مال العمل وتأسيسه؛ وعمل العقل المجاني؛ واختلاف أنماط العمل بوصفها فوارق كمية؛ والعمل العضلي بوصفه وحدة العمل؛ وقابلية اختزال قيمة العمل الجسدي إلى قيمة العمل النفسي؛ واختلافات نفعية العمل كأساس في مقابل مال العمل.
أسلوب الحياة
في الفصل السادس والأخير، "أسلوب الحياة"، 3 مباحث. يُعنى أولها بتحقق تفوق الوظائف العقلية على الوظائف الشعورية بفضل الاقتصاد النقدي (غياب خاصية أسلوب الحياة وموضوعيته)؛ والدور المزدوج للعقل والنقود وهو، بحسب مضمونهما، دور فوق شخصي، وبحسب وظيفتهما، فردي وأنوي (العلاقة بالنزعة العقلانية للقانون والمنطق)؛ والطبيعة الحسابية للعصر الحديث.
ويُعنى ثانيها بمفهوم الثقافة؛ وتنامي ثقافة الأشياء وتخلّف ثقافة الأشخاص؛ وإضفاء الموضوعية على العقل؛ وتقسيم العمل سببًا في افتراق الثقافة الذاتية والموضوعية ورجحان الأولى أحيانًا؛ وعلاقة النقود بحاملي هذه النزعات المضادة.
أما ثالثها فيُعنى بتغيرات المسافة بين الأنا والأشياء، بوصفها تعبيرًا عن تباينات أسلوب الحياة؛ والميول الحديثة نحو تكبير المسافة وتصغيرها ودور النقود في هذه العملية المزدوجة؛ والائتمان؛ وسيادة التكنولوجيا؛ وإيقاع أو تناظر مضامين الحياة ونقيضه؛ وتجاور الميلين أو تعاقبهما وتطورات النقود من حيث هي مثيلتهما وحاملتهما؛ وسرعة إيقاع الحياة وتغيراتها وتغيرات الموجودات النقدية؛ وتركيز التداول النقدي؛ وتحريك القيم؛ والثبات والحركة بوصفهما من خصائص فهم العالم وتركيبه في الطابع النسبي للكينونة والنقود من حيث هي الرمز التاريخي للكينونة.
جورج زيمل
فيلسوف وعالم اجتماع ألماني. أحد الآباء المؤسسين لعلم الاجتماع الألماني ومؤسس ما يسمى علم الاجتماع الصوري أو الشكلي. كتب في شتى الموضوعات الفلسفية والاجتماعية وحتى السيكولوجية. اهتم بدراسة ظواهر مجتمعية لافتة، مثل الفقر، والموضة، والنقود، والدين، والجمال، والمدينة، والغريب، والثقافة. من مؤلفاته المهمة: Über soziale Differenzierung "في الاختلاف الاجتماعي"، وDer Konflikt der modernen Kultur "صراع الثقافة الحديثة"، وPhilosophie der Mode "فلسفة الموضة"، وDie Großstädte und das Geistesleben "المدن الكبرى والحياة الذهنية".