فاروق مردم بيه عن "الحركة التصحيحيّة المجيدة"

المدن - ثقافة

الثلاثاء 2020/11/17
هذه أبياتٌ كتبتها في منتصف الثمانينات (1986؟) في ذكرى "الحركة التصحيحيّة المجيدة"، أُشير في مطلعها إلى قول البحتريّ:
العيشُ في ليل دارَيّا إذا بَرَدا / والراحُ نمزجُها بالماء من بَرَدى
أمّا دمشقُ فقد أبدتْ مَحاسنَها / وقد وفى لكَ مُطريها بما وَعَدا

***
العيشُ في الشامِ لا أنكى ولا أزرى/ والراحُ نمزجُها بالأدمع الحَرّى
أخنى الزمانُ عليها وهي غافلةٌ / وسامَها نَكَباتٍ تقصمُ الظهرا
يُمناهُ تصفعُها حتّى إذا تعبتْ/ أنابَ في الصفعِ عنها كفّهُ اليُسرى
أمّا دمشقُ فقد أخفتْ محاسنَها / منذُ استباحَ حماها البعثُ واستشرى
مَنْ كان بالأمس يُطريها انتحى كَمَداً / لمّا رآها خَلَتْ من كُلِّ ما يُطرى
فرامَ تُجَّارها من ربّهمْ مَدَداً / بعد انقلابينِ ذاقتْ منهما المُرّا
فمدَّهمْ بانْقلابٍ ثالثٍ رقصوا / لهُ وغنّوا فَكانَ الطامَّةَ الكُبرى
لمْ يُدركِ الراقصونَ الحُمْقُ أنّهُمُ / لنْ يملكوا بعدَهُ من أمرهمْ أمرا
وثَمَّ في الشامِ أفّاكون دَيْدَنُهُمْ / أنْ يُحسنوا  للطُغاة الطبل والزمرا
عُبْدانُ حاكمهمْ لا فرقَ عندَهُمُ/ إنْ كانً قيصرُ مَنْ وَلّاهُ أو كسرى
فمنْ وزيرٍ أجاد النهبَ فانتفختْ / أوداجُهُ وهْوَ بالفلسين لا يُشرى
أو مُخبرٍ مُرجفٍ سُنَّتْ مَخالبُهُ/ كي يوقع الحقدَ بين الناسِ والذُعرا
أو كاتبٍ كلّما جادتْ قريحتُهُ/ تقطَّرَ القَيحُ إنْ شعراً وإنْ نثرا
عاثوا فساداً وإفساداً فحَقَّ لَهُمْ / جزاءَ إحسانهمْ أنْ يَقتضوا أجرا
أسافلُ القومِ إلّا أنّ أسفلَهمْ / مّنْ شرّع القتلَ والتعذيبَ والقهرا
أردى حماةً وادمى قبلها حلباً / مِنْ بعدِ ألفٍ قضوا في تدمُرٍ نَحْرا
وراحَ يعسِفُ في لبنانَ عسكرُهُ /  لجرّهِ نحو ما لا يرتضي جرّا
تبّتْ يداهُ وللتاريخِ ذاكرةٌ / تأبى السُلوَّ عسى أن تنفعَ الذكرى
وفي العراق كما في الشام طاغيةٌ / والعُرْبُ والكُرْدُ في أرجائهِ أسرى
فلا تُصدّقْ مقالَ اللائذينَ بِهِ / أهلُ البلادِ بِمَنْ أشقاهُمُ أدرى
قبائِلُ البعث أنواعٌ مُنوَّعةٌ / وكلُّ واحدةٍ ...أخرى من الأُخرى

(*) مدونة من الصفحة الفايسبوكية للناشر فاروق مردم
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024