مهرجان "ساوندزغود": روك وموسيقى إلكترونية في ريفون

حسن الساحلي

السبت 2019/09/07
يحاول مهرجان "ساوندزغود" Soundsgood Art and Music Festival ملء الفراغ الذي تركه غياب المهرجانات المخصصة للموسيقى البديلة هذا الصيف (آخرها "ويكربارك" الذي أعلن إلغاء نسخته السابعة منذ أيام)، أقلّه في الجانب المتعلق بالموسيقى الإلكترونية وأنماط الروك التي تأخذ الحصة الأكبر منه.


تنظم نسخة المهرجان الأولى في بلدة ريفون (كسروان)، وتحديداً في الحرش المجاور لمنزل أكرم حاج، أحد أعضاء فرقة الروك التجريبي "كينماتيك" (تقدم عرضاً في المهرجان مع مغني الراب "الدرويش" هاني السواح) وثنائي الإلكترو - آكويستيك  Escalieh 301b مع زياد مكرزل. يشرف على تنظيم المهرجان أيضاً جيرارد رشدان، وهو عضو سابق في "كينماتيك" يعمل منذ عقد تقريباً في مجال الموسيقى البديلة، ويمتلك خلفية موسيقية مشابهة للحاج، تحبذ الخليط الإلكتروني – الكهربائي الذي نجده في البرنامج.

ربما هي من المرات القليلة التي يجتمع فيها هذا العدد من فرق الروك في مهرجان واحد للموسيقى البديلة. السبب لا ينحصر في خلفيات المنظمين فقط، بل بصعود الروك في لبنان منذ عقد على الأقل (رغم تراجعه عالمياً في مجال الموسيقى التجارية) وبشكل خاص الفرق المنضوية تحت خانة "إيندي روك" مثل "بوست كاردز" (جوليا صبرا، مروان طعمة، راني بشارة، باسكال سمردجيان) التي تعتبر الأقدم بين فرق الروك، وهي من الحاضرين الدائيمن في مهرجانات الموسيقى البديلة وقد قامت سابقاً بعدة جولات خارج لبنان، وأيضاً فرقة "Wondergaap" (ريان فياض، ريان صايغ، ميشال معوض، كيفين جاموس) التي تعتبر فرقة "إيندي" أيضاً، تتراوح أنماطها بين الـ"سينث بوب" والـ"بوست بانك" وتمتلك طاقة جميلة وموسيقى حالمة، استطاعت خلال السنوات مراكمة مجموعة فيديوهات موسيقية رسمت هويتها البصرية المميزة.


تقدم فرقة "كوزو" ("دريم روك"، "شوغايز"، و"ماث روك") ألبومها الجديد Tokyo Metabolism Syndrom الذي يستوحي من العمارة مفاهيمه الموسيقية. تطورت الفرقة بشكل كبير خلال السنوات الماضية (تتألف من آندرو جورج، جورج فلوتي، شربل أبو شقرا، إيلي خوري) رغم صغر سن اعضائها (بداية العشرينات) وأصبحت بسرعة من الفرق البارزة في الوسط البيروتي (قامت بعدد من الجولات خارج لبنان). تعتمد الفرقة على الغيتار الكهربائي بشكل كبير، وتتميز موسيقاها بكلمات هامسة، واستخدام كبير للساوند سكايبس، والآمبينت.

يحمل المهرجان أيضاً توجهاً تجريبياً واضحاً، ما يظهر مع فرقة "كينماتيك" (أنطوني صهيون، رودي غفاري، روي خازن، أكرم حاج) التي تعتمد على الإرتجال في أعمالها، وتستعمل خليطاً من الأصوات المهلوسة والدرون والسينثسايزر العنيف، بطرق إنتاج تعيد الإعتبار للكاسيت الممغنط Magnetic Tape (تأثرت بفرق "كراوت روك" مثل "كان" و"تورتوس")، كما مع فادي طبال صاحب استديو "تيونفورك" وأحد أعضاء فرقة "باني تايلرز" مع شربل هبر. يعتبر الإثنان من المؤثرين على فرق الروك المشاركة وبشكل خاص "كوزو"، و"كينماتيك". تعتمد موسيقى طبال على الإختزال وتستعمل أنماطاً مثل الآمبينت، الموسيقى الكلاسيكية المعاصرة، والإلكترونيكا، وفي أحيان كثيرة لا يستمعل سوى غيتار كهربائي في مقطوعاته.

يبقى حضور التجريب أكبر في الشق الإلكروني من البرنامج، وخاصة مع زياد مكرزل صاحب الإيقاعات المغايرة للسائد في الساحة الإلكترونية الذي سيقدم عرضين، أحدها منفرداً والثاني مع موسيقي إلكتروني لا يقل تجريباً هو ساري موسى Radio KVM، كما مع "ريناتا" التي تعتبر من الفاعلين الأساسيين في مجال الموسيقى الإلكترونية التجريبية ومن مؤسسي تجمع "فريكوينت ديفكت" الذي يفتح المجال لأشد الأنماط صخباً وضجيجاً وتشوهاً في مركزه القريب من المدينة الصناعية (المكلس).


لا ينحصر المهرجان فقط في الموسيقى، فيقدم كل من فراس حلاق وأيمن نحلة عروضاً بصرية مع الحفلات تحاول بناء سرد موازٍ لتعزيز التجربة السمعية للجمهور، وكنا قد رأينا هذين الإسمين سابقاً في حفلات أخرى مع بعض فرق الروك والموسيقيين الإلكترونيين المشاركين. أما دانا برشيني وشيرين سبيتي، وأيمن نحلة فيقدمون ثلاثة تجهيزات فنية تنضوي تحت ثيمة إعادة التدوير البيئي الذي يتخذه المهرجان عنواناً له (سيجبر المهرجان الجميع على شراء كؤوس للمشروب ويفترض أن لا يخرج منه أي نفايات غير قابلة للتدوير).

 

المعلومات الكاملة عن المهرجان: هنا

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024