"رسائل إلى شاعر شاب" لريلكه.. في ترجمة جديدة

المدن - ثقافة

الأربعاء 2018/10/10
أصدرت دار الكرمة "رسائل إلى شاعر شاب" لريلكه، بترجمة صلاح هلال مباشرة عن الألمانية.
في بداية القرن العشرين، كتب راينر ماريا ريلكه، سلسلة من الرسائل المؤثرة إلى ضابط شاب، يسديه النصيحة في الكتابة والحب والشهوة والمعاناة وطبيعة النصيحة نفسها. وقد أصبحت هذه الرسائل العميقة والشعرية منذ ذلك الحين، مؤثرة بشكل كبير في أجيال وأجيال من الكُتَّاب والفنانين من جميع الاتجاهات والمشارب.

ولد ريلكه في براغ، في 4 كانو الأول/ديسمبر1875. بعد انفصال والديه العام 1884، عاش مع والدته. أراد والداه توجيهه نحو المهن العسكرية، فسجلاه تباعًا في مدارس عسكرية عديدة، ابتداء من العام 1886. لكنه فُصل منها نهائيًّا العام 1891، لعدم ملاءمته البدنية للحياة العسكرية. وكان قد بدأ كتابة القصائد والقصص القصيرة في سنوات المراهقة تلك، وأصدر أول ديوان شعري له العام 1894، "حياة وأغانٍ".
نال الشهادة الثانوية في براغ العام 1895، وبدأ دراسات عليا في الأدب وتاريخ الفن، ثم انتقل إلى ميونيخ، حيث بدأ دراسة الفلسفة، وتعرف إلى لو أندرياس سالومي، التي ستصبح عشيقته أولًا، ثم صديقته الحميمة مدى الحياة.
في العام 1897، انتقل معها إلى برلين، وغير اسمه من "رينيه" إلى "راينر". خلال رحلة إلى إيطاليا العام 1898، إلى فلورانس وفياريدجو تحديدًا، كتب النسخة الأولى من مسرحيته "الأميرة البيضاء".
عاد إلى برلين والتحق بجامعتها ليدرس تاريخ الفن. بين 1899 و1900 قام برحلتين إلى روسيا، مع لو، وبدأ يحضر لكتاب عن الرسامين الروس، لكنه لم يكمله، وتعرف إلى تولستوي.
تعرف إلى كلارا فستهوف، وهي نحاتة وتلميذة رودان، في صيف 1900، وتزوجها في العام التالي ورزقا بنتًا وحيدة، في العام نفسه.
في العام 1902، كلفه ناشر ألماني بتأليف كتاب عن رودان، فتوجه إلى باريس والتقى النحات، ونُشر الكتاب العام 1903. عمل سكرتيرًا لرودان بين 1906 و1907، ونشر روايته الوحيدة، "دفاتر مالته لاوريدز بريجه" العام 1910. سافر إلى أفريقيا الشمالية ومصر نهاية العام 1910 وحتى مارس 1911.
قضى معظم سنوات الحرب العالمية الأولى في ميونيخ، لتعذر عودته إلى باريس في تلك الظروف. بعد الحرب، العام 1919، تنقل بين مدن سويسرا وألقى سلسلة محاضرات، واستقر في مقاطعة فاليه ابتداء من 1921. في العام 1923 نشر ديوانيه الأشهر، "مرثيات دوينو" و"قصائد أورفيوس".
أصيب بسرطان في الدم وأقام في المصحات السويسرية مرارًا بين 1924 و1926، وفي هذه السنوات كتب قصائد بالفرنسية وترجم أعمال بول فاليري إلى الألمانية، والتقى الشاعر الفرنسي أكثر من مرة. توفي راينر ماريا ريلكه في 26 ديسمبر 1926.

من أجواء الرسائل:
"لذلك، سيدي العزيز، لم أجد لك نصيحة إلا تلك: تعمَّق في ذاتك وابحث في أعماقها التي تنبع منها حياتك، ففي نبعها ستجد الإجابة عن السؤال ما إذا كان عليك أن تُبدع. خذها كما تبدو، من دون تأويل.
ربما يتضح عندها أنك خُلقت لتكون فنانًا... ستجد حياتك على أي حال من تلك اللحظة طُرقًا خاصة بها، وأتمنى، أكثر مما يمكنني قوله، أن تكون تلك الطرق جيدة وغنية ورحبة". 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024