محمد ربيع...أتوقع أن يزداد الإنتاج الجيد من الكتّاب الخليجيين(*)

محمد ربيع

الأحد 2018/12/23
(*)هناك الكثير من الروايات التجارية الآن في المكتبات العربية، وما يُطلق عليه في الغرب "خيال أدبي" أصبح قليلاً، ربما يعود ذلك لاتساع دائرة القراء، وتفضيلهم النصوص السهلة المباشرة التي تهتم بسرد حكاية مثيرة.

تأثير الجوائز يختلف من جائزة لأخرى، هناك جوائز بلا تأثير تقريبًا إلا المكافأة المالية التي يحصل عليها المؤلف، وجوائز أخرى تزيد من مبيعات الأعمال الفائزة. بشكل عام لا توجد قاعدة، ولا أعلم إن كان اهتمام القراء - والكتاب أيضًا - بالرواية التجارية يُعد تخريباً، أظن أنه تغير ما يطرأ على الرواية وكتابها.

أظن أن الروايات كفت عن إنتاج الأبطال منذ أول القرن العشرين، نماذج مهمة مثل عوليس والبحث عن الزمن المفقود، لم يهتم كتابها بهذا النوع من الأبطال، ما يحدث الآن ليس جديدًا أبداً.

لا أظن أن هذا التصور صحيح، أظن أن القراء يقرأون مواطنيهم بشكل أساسي، ثم يهتمون بقراءة الروايات المترجمة. وربما سبب كثرة الروايات المترجمة على رفوف المكتبات هو قلة الأعمال العربية الجيدة المنشورة حديثًا، وعدم اهتمام الناشرين بنشر الأعمال العربية المتميزة التي صدرت في الاعوام المئة الماضية.

أتوقع أن يزداد الإنتاج الجيد من الكتاب الخليجيين، يساندهم في ذلك وجود دور نشر متميزة ومنظمة، على عكس ما يحدث في مصر على سبيل المثال، حيث لا اهتمام بعملية التحرير والمراجعة اللغوية والتصميم والتوزيع إلا عند دور نشر قليلة جدا، أما الباقي فيمكن وصفه بكل أريحية بأنه "سمسار مطبعة". الكتابة والنشر خطان متشابكان طوال الوقت، هما يصعدان معًا أو ينتكسان معًا، وتبقى هناك استثناءات بسيطة أتمنى ألا تستمر طويلًا، كأن ينشر كاتب متميز نصوصه عند "سمسار مطبعة" مع علمه بأنه كذلك، أو كأن ينشر ناشر متميز كتابًا سخيفًا لأنه سيحقق مبيعات جيدة.

(*) مساهمة الروائي المصري محمد ربيع في ملف "الرواية العربية... إلى أين؟"
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024