عودة جيمس دين

المدن - ثقافة

الخميس 2019/11/07
يعود الممثل الأميركي جيمس دين من العالم الآخر ليظهر في فيلم جديد.. هذا ما أعلنته شركة إنتاج أميركية، ما أثار ضجة حول فكرة تجسيد أحد أهم أيقونات هوليوود. وذكرت شركة ماجيك سيتي فيلمز، الأربعاء، أنها حصلت على حقوق من ورثة دين لتقدم بالاستعانة بالوسائل الرقمية بطل فيلم "متمرد بلا قضية" في فيلم من أفلام الحركة عن حرب فيتنام بعنوان (فايندنغ جاك).

وقتل دين في حادث سيارة العام 1955 وعمره 24 عاماً. وخلّف تراثا سينمائيا وسيرة شخصية حولته إلى أسطورة سينمائية إن لم نقل أيقونة سينمائية لها ملايين الأتباع، رغم مضي نصف قرن على وفاته.

وفي الحقيقة أن ظاهرة جيمس دين كانت الأشهر من نوعها في هوليوود منذ رحيل الممثل والعاشق الشهير رودولف فالنتينو في العام 1926 وهو في سن الحادية والثلاثين. كما أنه يضاهي أسطورة الممثلة الراحلة مارلين مونرو التي ولدت في العام 1926، وهو العام الذي توفي فيه رودولف فالنتينو، وتوفيت في العام 1962 في سن السادسة والثلاثين.

عاش جيمس دين حياة مضطربة مليئة بالتناقضات. فقد كان فناناً موهوباً، لكنه عاش طفولة معذبة اتسمت بالحرمان من حنان الأبوين والافتقار إلى الإحساس بالأمان والاستقرار. وبعدما  انتقل مع أسرته من ولاية إنديانا التي ولد فيها، إلى مدينة لوس انجليس في ولاية كاليفورنيا، توفيت والدته وهو في سن التاسعة، وعاد بعد ذلك ليعيش مع أقرباء له في مزرعة بولاية إنديانا مسقط رأسه.

وفي العام 1951 انتقل جيمس دين إلى مدينة نيويورك وعمل في مطاعمها، شأنه في ذلك شأن الكثيرين من الممثلين المكافحين. وبعد الظهور في عدد من الأدوار المسرحية القصيرة في مسارح برودواي، انضم إلى «استديو الممثلين» الشهير الذي تخرج فيه عدد من مشاهير الممثلين الأميركيين مما يعرف بأسلوب «التمثيل المنهجي» الذي اشتهر به ممثلون مثل مارلون براندو ومونتغمري كليفت وبول نيومان، إلا أنه لم يواظب على الدراسة. وتبرز عدم قدرة جيمس دين على متابعة أي عمل يحتاج إلى الانتظام والانضباط في جميع مراحل حياته، مما يعبر عن حالة عدم الأمان والاستقرار التي عاشها منذ الطفولة.

وبعد ذلك عاد إلى القيام بالأدوار التلفزيونية القصيرة ثم قام بدور فتى عربي في مسرحية «اللاأخلاقي» في العام 1954، وفاز عن ذلك الدور بجائزة دانيال بلوم المسرحية. ولفت أداؤه في تلك المسرحية انتباه المنتجين السينمائيين في هوليوود وأسفر عن توقيع عقد بينه وبين استديو الأخوة وارنر، وعن قيامه ببطولة ثلاثة روائع سينمائية خلال مدة تزيد قليلا على العام بين العامين 1954 و1955، وهي فيلم «شرق عدن» للمخرج إيليا كازان، وفيلم «متمرد بدون قضية» للمخرج نيكولاس راي، وفيلم «العملاق» للمخرج جورج ستيفنس.
  
وسيظهر دين في الفيلم الجديد من خلال مزيج من الصور واللقطات القديمة إلى جانب تسليط مشاهد مولدة باستخدام الكمبيوتر على ممثلين. وسيقوم ممثل مختلف بالأداء الصوتي لما سيكون دوراً ثانوياً لشخصية دين.

وقال المنتج أنتون إرنست في بيان ”نشعر بالفخر الشديد لأن عائلته تدعمنا وسنتخذ كل الاحتياطات اللازمة لضمان عدم المساس مطلقا بتراثه كواحد من أهم أساطير السينما حتى الآن“. وأضاف ”تعتبر العائلة هذا الفيلم فيلمه الرابع وهو فيلم لم يمثله أبدا. لا ننوي أن نخذل معجبيه“.

ومع ذلك أصابت الفكرة كثيرين من عشاق دين بالفزع. وكتب موقع ستايل بابليكيشن إسكواير دوت كوم مقالا عدد فيه ”35 ممثلا يمكنهم القيام بالدور“ بينما أطلق موقع فايس دوت كوم مناشدة ”نرجوكم لا تفعلوا ذلك“.

وكتبت لينزي رومين من موقع نيرديست على تويتر ”هذا من أكثر الأشياء التي تقشعر لها الأبدان“.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024