كورونا ديترويت... أجساد تهوي كطائرات محترقة

فادي سعد

الأربعاء 2020/04/15
اتصلَتْ بي مديرة قسم الأمراض الصدرية والعناية المشددة في المستشفى الذي أعمل فيه: "علينا الاستعداد لهجمة الوباء". لا أعرف إذا كانت كلمة "هجمة" هي الترجمة الأدق. يمكن أيضاً ترجمة ما قالته المديرة بالانكليزية إلى "اندفاعة"، "قمّة"، "موجة". المهم هنا أن الوباء الذي كان بعيداً، آتٍ وبقوة، وعلينا أن نستعد. كيف يستعد الإنسان لوباء؟ نستعد للسفر بالحقائب، للهجرة بالبكاء، للامتحانات بالدراسة... لكن ماذا علينا أن نفعل هنا؟ نلبس بذلة أنيقة وحذاءً لامعاً ونمسك علبة تعقيم اليدين وننتظر؟ كيف يمكن للمرء أن يستعد لحالة غامضة مجهولة مخيفة لم تمرّ ولن تمرّ في حياته القصيرة سوى مرّة واحدة؟

أكملتْ المديرة: "الأسبوع المقبل ستتضاعف إصابات الكورونا بشكل كبير في ديترويت. نحاول استنفار كل إمكاناتنا الطبية. حوّلنا أقساماً عديدة من المشفى إلى أسرَّة للعناية المشدّدة فقط. استقدمْنا كوادر طبية جديدة. جلبنا آلات تنفّس إضافية. طلبيات عديدة من كمّامات
N-95 في الطريق. ننسّق مع بقية المستشفيات، وسيتم تبادل المعلومات. لدينا اجتماع غداً صباحاً لجميع الأطباء العاملين في العناية المشددة لمراجعة آخر التجهيزات والبروتوكولات وساعات العمل، هل تستطيع المجيء؟".

"بالطبع، نلتقي غداً". 
أغلقتُ السماعة. جاءت اللحظة التي كنا نترقّبها. المستشفيات كلها تستعد. مدينة ديترويت، ولاية ميشيغان، الأمة الأميركية كلها تستعد. سأكون مستعداً. لم أكن أعلم أنه مهما حاول المرء، من الصعب جداً أن يكون مستعداً للأشياء الغامضة والمجهولة والقاتلة التي لا تأتي سوى مرّة واحدة في حياته. 

***

لستُ معتاداً على مشهدٍ كهذا. الشوارع التي تمتلئ عادة بالحركة والأصوات والسيارات، شبه فارغة. مقفرة وبائسة كمدينة خراب خائفة من أن تتنفّس حتى لا تتلوّث رئتاها. كيف وصلْنا إلى هنا؟ مدينة من دون صخب ليست مدينة. مدينة مُطفَأة. عالم بأكمله يذوي من الخوف. 
كأنني أقود سيارتي إلى العمل وحيداً. فراغ أمامي وفراغ خلفي. مقهى ستاربكس الذي أتوقف عنده، كل صباح، مغلق. كل شيء مغلق. الحياة مغلقة. حاكمة الولاية أمرتْ الجميع بإغلاق محلّاتهم والجلوس في البيت. الجميع مع استثناءات قليلة جداً: مخازن بيع الطعام، الصيدليات، والمستشفيات طبعاً. بتُّ من القلائل الذين لم يتوقف عملهم منذ وصول الكورونا. لا بل، للأسف، زاد عملي. زاد كثيراً.

أصلُ أبكر من المعتاد، فالطريق صار يأخذ وقتاً أقل. المستشفى حيث أعمل لم يعد نفسه. الوجوه في الداخل باتت كلها مُكَمّمة، ومختبئة خلف دروع من الألبسة والدروع البلاستيكية الواقية. أحياناً لم أعد أتعرّف على الزملاء. الكلام بين الأطباء من مسافة أمتار، والحديث قلّما يحيد عن آخر أخبار الوباء وآخر قصص الضحايا. الهواء ثقيل مُعبَّأ بالقلق والحذر والخوف... والكآبة. هنا، في الداخل، الحرب على أشدّها وطبولها تصمّ الآذان. وعلى المرء أن يحذر الألغام. قد يكون الفيروس مختبئاً في كيبوردات الكومبيوترات؛ على الطاولات؛ مقابض الأبواب؛ في المراحيض. بعض الأطباء يمسحون بالمناديل المعقّمة كل ما تمر عليه أيديهم. لا أحد يعلم بالضبط كم يمكنه أن يعيش الفيروس على الأسطح. أغسلُ يديّ أكثر من عشرين مرّة في اليوم حتى غزتهما الشقوق. أشعر بالراحة عندما أفعل. على الأقل، لن أشعر بالذنب إذا وصل إليّ الفيروس.   
     
***
العزلة كانت تستهويني دائماً. أنجزُ الكثير داخلها. أقرأ وأكتبُ وأتخيّل العالم الذي يحلو لي. لذلك عندما توقف الضجيج في هذا البلد الذي ليس من السهل دائماً الهرب من ضجيجه، ظننتُ أنني أستطيع أن أنجز الكثير. قراءات وكتابات كثيرة تنتظر. ظننتُ أني سأستغل هذا الصمت وهذا الهدوء وهذه الكآبة العامة. الجوّ المثالي للكتابة. لكنّ الترقّب والانتظار والقلق.. كانت كلها تبتلع الساعات والأيام ولا تُبقي منها شيئاً. لم أستطع التركيز على الإطلاق. إرهاق العمل، ثم هذه العزلة المريبة الملوّثة. العزلة الحقيقية أن تكون في الداخل عندما يكون الجميع في الخارج. العزلة اختيار، وهذا الذي نعيشه شيء آخر. حجْرٌ مفروض علينا مُحاط بالقضبان. عزلة ما قبل الكورونا لا تشبه ما بعدها. العزلة الأولى اختيارية، أنت سيّدها، تشهرها في وجه العالم متحدّياً ومتكبّراً. بينما عزلة الكورونا القسرية، هي التي تقودك من ياقة قيمصك، تجرّك خلفها ذليلاً، كما يجرّك رجل مخابرات إلى زنزانة تحت الأرض. وعندما تكون في زنزانة تحت الأرض، من الصعب أن تفعل شيئاً مفيداً سوى التفكير في لحظة الإفراج عنك.

انتهيتُ من فحص المرضى في جولتي الصباحية في المستشفى. بات أكثر من 90% من المرضى الذين أراهم كل يوم، مرضى بفيروس الكورونا. مرضى في غرف معزولة بطريقة خاصة للوقاية من العدوى. نلبس ثياباً خاصة للعزل قبل الدخول إلى غرفة كل مريض. قبعة، حاجز بلاستيكي شفّاف للعينين، كمامة على الفم، بدلة واقية، غطاء للأحذية، قفازان. عدّة كاملة للقتال. إنها الحرب. 
أحد المرضى اليوم لم يكن في غرفة العزل، فنتيجة اختبار الكورونا لديه جاءت سلبية. لا خطر إذاً. وُضِع في غرفة عادية. ممرضّته وجميع من يعتنون به، كان يدخلون غرفته ويخرجون من دون أي لباس واقٍ. شككتُ في الأمر، فالكثير من أعراضه مطابق لمرضى الكورونا. طلبتُ إعادة الفحص. فاختبار الكورونا ليس مثالياً. نسبة 25% من المصابين بالكورونا تكون نتيجة الاختبار لديهم سلبية. جاءت نتيجة الاختبار الثاني، ايجابية. أخبرتُ ممرّضته: "يجب أن نضعه في غرفة العزل وبسرعة". نَظَرتْ إليّ برعب: "بوزيتيف!"، ثم أكملتْ بانكسار: "لقد تعرّضتُ للفيروس إذاً". الآن، ستبدأ بالنسبة إلى هذه الممرضة فترة الانتظار. الممرضة التي كانت تفحص المريض وتنظّفه وتعتني به، من دون وقاية، ستنتظر أياماً طويلة. ستترقّب أي عارض ينذر بالإصابة. سعال جاف، ألم خفيف في الحلق، قشعريرة عابرة. أي شيء الآن يمكن أن يتضخّم معناه إلى درجة الهلع. الكثير من الممرضات والممرضين وجد الفيروس طريقه إليهم. نانسي، الممرضة اللطيفة، تقبع الآن في العناية المشددة بعدما أُصيبَتْ بالعدوى. تقاتل من أجل البقاء على قيد الحياة.

إذا أراد المرء التحدّث عن شجاعة ما، عن تفانٍ ما، عن سلوك مدعاة للإعجاب والإلهام، فلا يمكنه سوى أن يذكر أولاً وأخيراً هؤلاء الممرضات والممرضين من جميع الأجناس والأعمار. خطّ الدفاع الأول والأخطر. هؤلاء الذين يصطدم بهم الفيروس أولاً قبل الآخرين. لم أسمع ممرضة تشتكي أو تحاول فعل أقل مما تفعله عادة. الموضوع بالنسبة إليهم شرف عسكري.

سألتْني ممرضة في إحدى المناوبات: "هل أنت خائف؟". بالطبع أنا خائف. خائف على نفسي وعلى عائلتي. زملائي الأطباء، جميعهم خائفون. لا نصرّح بخوفنا، لكننا نتحدث عنه همساً كأحد الأسرار التي لا نريد أن يطلّع عليها أحد. لا أحد منّا يريد أن يدّعي بطولة ما، ولا أحد يسعى خلفها. ولنكن أكثر وضوحاً، لا أحد يبحث عن الشهادة. شخصياً، لا أعرف طبيباً دخل مهنة الطب كي يضحّي بحياته. لكن الميثاق السرّي الآخر الذي نردّده مع أنفسنا، هو أن لا يشوّهنا الفيروس. أن نبقى نمارس المهنة بأكثر ما يمكن من حرفية وأخلاقية وإنسانية. ربّما هذا هو انتصارنا الصغير الذي يمكن أن نعلنه يوماً. لا شيء أكثر جزاء من أن تقوم بعملك بأفضل ما يمكن في أصعب الظروف.

وربّما للخوف بعض الميّزات. فالخوف يشحذ الرؤية ويجعلها أكثر دقة ووضوحاً. الخوف من فقدان الشيء يجعلك تدرك قيمة الشيء أكثر. كليشيه ربّما، لكن بعض الكليشيهات يستحق التكرار. بعد أن ينتهي كل شيء، قد نحتفل بالحياة أكثر ونشتُمها أقلّ. قد نصبح أقل تبرّماً بها وبمصاعبها اليومية. أقول "قد". الحياة التي خفنا من خسارتها. 

***
للقصة شقّان. الأول تراجيدي. مَن يمكنه الهرب من تراجيدية الموت؟ لكن هناك شقّاً آخر يبعث على الأمل، ويتم تجاهله كثيراً في هذه المعمعة. الحديث عن الشق المأساوي مُحقٌّ وضروري، لكن لا يخفى الإثارة التي يراها البعض في التركيز عليه. لدى الميديا مثلاً وتوابعها. يجب أن نتذكر دائماً أن للقصة شقّان. 
سأحاول أن أسردَ القصة كاملة. 
البارحة كان يوماً عصيباً. ثلاث جثث، وثلاث عائلات منكوبة. حاولنا فعل كل شيء. آلة التنفّس الاصطناعي لم تعد تستطيع الحفاظ على مستوى مقبول من الأوكسيجين في الدم لأن الفيروس افترس الرئتَين تماماً ولم يُبق منهما شيء. كان كل جسد يهوي كما تهوي طائرة محترقة.

الضحايا في الأربعينات والخمسينات. حاولنا فعل كلّ شيء. توجيه ضربات للقلب. صدمه بالكهرباء. ثم أعلنّا الهزيمة. الهزيمة تلو الأخرى. وأصعب ما في الهزيمة في معارك الكورونا هو الاتصال بعائلة المتوفي. "آسف، لا يمكنكم القدوم لتوديعه". لم يعد يُسمح لأحد بزيارة أحد. لم يعد يُسمح لأحد بدخول المستشفيات سوى العاملين فيها. مرضى الكورونا يعانون في غرفهم وحيدين، ويموتون في غرفهم وحيدين. هذا أقسى ما يفعله الفيروس. هذه هي نذالته. ليس هناك من عناق أخير، ولا كلمة وداع، ولا يد تُمسك يد المحتضر. ابنة رجل من الضحايا أرادت رؤيته عبر "فايس تايم". حملتُ هاتفي الآيفون واقتربتُ من الميت. هكذا تم الوداع. عبر الشاشة من بعيد. عدتُ إلى البيت وأنا أحمل جبلاً في صدري. لم تكن لديّ أية رغبة في الكلام. وضعتُ رأسي على وسادتي وحاولتُ النوم.

اليوم، استطعتُ تخريج أربعة مرضى إلى البيت. إضافة إلى خمسة مرضى آخرين يُبدون تحسّناً يومياً، ويقترب موعد خروجهم من المستشفى. أكثر من 98% من مرضى الكورونا يتحسّنون. إحدى المريضات لم تعد في حاجة لآلة التنفّس الاصطناعي وصارت تتنفس من دون أي مساعدة. لقد نجتْ، ويتكاثر عدد الذين ينجون كل يوم. بعض الأدوية يُبدي مفعولاً إيجابياً على مسار المرض. لا أحد يحتفل بالناجين كما يجب. لا أحد يحكي رحلتهم ذات النهاية السعيدة. الميديا مشغولة بأشياء أخرى لا علاقة لها بالموت والحياة. والقضية هنا هي قضية موت وحياة، فقط لا غير. 

***
في طريق العودة من العمل، تتصل بي زوجتي وتطلب مني جلب بعض الأغراض. أمرُّ على محلّ التسوّق القريب من البيت. المحلّ شبه فارغ في هذه الأيام. أقف منتظراً لدفع ثمن الأغراض. ما زلتُ مرتدياً بدلتي الطبّية الزرقاء التي تفصح عن مهنتي. الواقفون معي في الدور ينظرون إلي بقلق. ثيابي لا توحي بالطمأنينة. ثيابي التي قد تحمل في ثناياها الخفية بعض الفيروسات العالقة من مكان العمل. أصل إلى الكاشيير، يُخَيّل إليّ أنها ترتدّ قليلاً إلى الوراء عندما ترى ثيابي المشبوهة. أدفع وأخرج مسرعاً من المحل. لا ألوم أحداً. أفهم جيداً مدعاة القلق.

أصل البيت لأمارس البروتوكول اليومي نفسه الذي اتفقت عليه مع زوجتي. لا عناق لأحد. أحيي الأولاد من بعيد وأخلع ثيابي فوراً عند العتبة. توضع الثياب في كيس خاص، ومن ثم مباشرة إلى الغسّالة. وأذهب بدوري فوراً لأخذ حمّام ساخن. الماء الحارّ عدوّ الفيروس. لا عناق ولا قُبل. فالقبلة قد يكون ثمنها كبيراً. 
أحيانا أشعر أني أصبحتُ الوباء يمشي على قدمين. 

***
أخيراً استطعتُ النوم. حلمتُ بأني أسعل، ثم اشتدّ سعالي إلى درجة الاختناق. صرتُ متيّقناً أني أُصبتُ بالكورونا. ذهبت إلى عيادة الطبيب. أجرى لي صوراً شعاعية كثيرة، ثم أخبرني بأني مُصاب بالسرطان وأحتاج عملية جراحية طويلة. 
استيقظتُ معكَّر المزاج. لم يكن لديّ عمل يوم. لم أكن أسعل، إلّا أنني بدأت أشعر بألم في الحلق. قستُ حرارتي، كانت طبيعية. وجع الحلق أقلقني قليلاً. عدتُ فقستُ حرارتي، ما زالت طبيعية. انتبهتْ زوجتي: "لماذا تقيس حرارتك كثيراً اليوم؟ هل تشعر بشيء؟". "لا، ما في شي، كلو تمام"... بعد الظهر، قستُ حرارتي مرتين أخريين، كانت الأرقام دائماً تُشير إلى أنها طبيعية، لكن وجع الحلق ما زال موجوداً. 

***
كانت المناوبة الليلة مُرهِقة. كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحاً عندما اتصل بي طبيب الطوارئ: "لدينا حالة كوفيد صعبة، أظن أنها يجب أن تكون في قسم العناية المشددة". نزلتُ مع الطبيب المساعد لفحص المريضة. كانت كاثرين في الـ91 من العمر. لديها ندبة في وسط صدرها من جراحة قلب مفتوح سابقة. كانت كاثرين شبه غائبة عن الوعي، حرارتها عالية، نسبة الأوكسجين منخفضة جداً وتتنفس بسرعة وعدم انتظام. اختبار الكورونا جاء إيجابياً. صورة الصدر تُظهر ذات رئة شديدة بسبب الفيروس. قلتُ لطبيب الطوارئ أنها بحاجة إلى جهاز التنفّس الاصطناعي فوراً. "أعلمُ"، أجابني، "لكن كاثرين تركتْ وراءها وصيّة طبية تقول بشكل واضح أنها لا تريد أن يتم تنبيبها. لا تريد جهاز التنفس الاصطناعي ولا تريد أن يتم إنعاشها في حال توقف قلبها". تطلّعتُ إلى وجه كاثرين، كانت تتنفس بصعوبة بالغة، لكن رغبة المريض مقدّسة هنا. لا مجال لمخالفة وصيّتها. "حسناً، في هذه الحالة، كل ما نستطيع أن نفعله، هو نقلها إلى العناية المشددة وإعطائها الأوكسجين". صعدتُ إلى غرفتي. كاثرين ستموت. من المستحيل لامرأة في التسعينات وبهذه الحالة التنفسية السيئة الاستمرار من دون تنفس صناعي. ذات الرئة لديها شديدة. ستموت كاثرين كما مات غيرها. من خبرتي الطببية، كنتُ متأكداً من ذلك. المسألة مسألة وقت.

حاولتُ النوم بضع ساعات. حوالي السابعة صباحاً، بدأتُ جولتي الصباحية على المرضى. أردتُ أن أبدأ بكاثرين. كنتُ أتوقع جسداً يحتضر. لكن كاثرين كانت من خلف الباب الزجاجي تلوّح لي بيدها. كانت مستيقظة ومستوى الأكسجين لديها مرتفع. كان تنفسها أفضل بكثير. لم أصدّق! شيء أشبه بالمعجزة. لم يكن من المفترض أن تكون كاثرين حيّة، لكنها كانت أكثر من ذلك. كانت تبتسم. لم أرَ في حياتي شراسة كهذه في التعلّق في الحياة. هذا الوغد يمكن هزيمته. لوّحْتُ بدوري لكاثرين بيدي، واجتاحتني رغبة عارمة في البكاء. 
                     
(*) نصّ كتبه الشاعر والطبيب السوري المقيم في أميركا فادي سعد، خصيصاً لـ"المدن"، عن يوميات كورونا.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024