حسن الساحلي
استعان منظمو المشروع بالمخرجة فرح شيا، التي قدمت خدماتها مجاناً من اجل نقل العرض إلى الشاشة (جميع العاملين قدموا خدماتهم مجاناً): "قبل شهر من العرض قمنا بمجموعة تجارب لمعرفة كيفية وضع الكاميرات ومواقعها. أردنا أن يشعر الجمهور كأنه موجود مكان المتفرج في الصالة (صالة مسرح "بلاك بوكس" الذي تعرض أيضاً لبعض الأضرار بسبب إنفجار المرفأ)، لذلك وضعنا ثلاث كاميرات لتكون في مستوى المشاهد (إلى اليمين، الوسط واليسار) وصرنا ننتقل بينها خلال العرض. لذلك، الأشخاص الذين شاهدوا العمل لم يشعروا أنهم يشاهدون فيلماً، بل شعورا أنهم موجودون معنا على المسرح. ينطبق هذا أيضاً على لبنانيين موجودين في الاغتراب، لا تتاح لهم مشاهدة المسرح اللبناني لكنهم شعروا كأنهم زاروا بيروت لساعات قليلة قبل العودة مجدداً الى بلادهم".
لكن هل يمكن تعميم هذه التجربة، لتكون نموذجاً يمكن تكراره عند انتهاء كورونا؟
تقول أبيض إنها مهمة صعبة، خصوصاً في بلد مثل لبنان لأن هذه العروض تحتاج إلى امكانات انتاجية كبيرة، غالباً غير موجودة لدى المسرحيين: "هذه المرة قدم الجميع خدماتهم مجاناً لأن العرض مخصص للتبرع من اجل المسرح اللبناني، لكن كيف يمكن تأمين ثلاث او اربع كاميرات كل مرة؟ وشخص يهتم بالصوت والمونتاج وغيرها من الأمور التقنية ذات الكلفة العالية؟"
استند نص المسرحية، التي قسمت إلى ستة أجزاء، على مواد كتبها ستة مسرحيين إنكليز، أرادوا التضامن مع المسرح اللبناني الذي تعرض لأضرار كبيرة: "النصوص التي قدمها الكتّاب ليست مناسبة فعلياً للحظة التي نعيشها، لذلك جعلنا العمل أكثر محلية وباللهجة اللبنانية، حيث أدخل كل ممثل شيئاً من نفسه أو من حياته، إلى الشخصية التي يقدمها، وقررنا أن نجعل الأحداث تحصل قبل الإنفجار بوقت قصير، لأني ما زلت أشعر أنه من المبكر معالجة الموضوع، وأشعر أني لم أفهم بعد ما حصل. لذلك قررنا أن نركز على هذا التدهور الذي كنا نعيشه في مرحلة ما قبل الإنفجار، وجعلنا المسرحية تنتهي الساعة السادسة وخمس دقائق، حين تنتبه الشخصيات للحريق الموجود في المرفأ. ساعدَنا وجود أهم الممثلين اللبنانيين في المسرحية، الذين قدموا الكثير من عندهم، ولم يكن ينقص سوى جوليا قصار وعايدة صبرا ورفيق علي أحمد لتكتمل هذه المجموعة المثالية".