أفضل خطة لضمان دفاع متوازن وهجوم سريع في "فيفا20"

أحمد شوقي علي

الإثنين 2020/03/23
في عزل الكورونا، ليس هناك من وسيلة، لدفع كل ذلك الزمن الذي سال فجأة، على غير رغبة منا، سوى القراءة أو مشاهدة الأفلام، أو الكتابة أو الرسم أو الموسيقى (وذلك في حالة امتلاك ما يؤهل لممارسة أي منها). أما من يقدّر الجمال من أمثالي؛ أصحاب الخيال الواسع، والنفس التي تهادن الوحدة وتأنس بملاطفة الذات، فليس لهم من سلوى إلا ألعاب الفيديو؛ أنا أحب الـ"Fifa"، وكل ما ابتغيه في هذه الدنيا من مجد أن أصير يومًا أحد مطوريها، وإن كنت لم أجد الوسيلة بعد.


لعب الـ"Fifa" أجمل من الحياة ذاتها، لأنه يرجئ شعورك بالإخفاق في خلق الجمال، ويستوعب توترك الناتج عنه، ربما يمنحك –بطيبة- وَهمَ خلقه، وساذج من يتخيل أن ممارسة اللعبة يمكن أن تأتي –مثلاً- كتعويض لتوقف كرة القدم، للحد من انتشار الفيروس القاتل، إنما كرة القدم غايتها الأساسية الفوز، والجمال فيها عرضي. أما الـFifa، فتمنحك وهماً جميلاً، فرصة لإعادة تشكيل الحياة وفق مقاس خيالك، رحبًا كان أو ضيقًا... لماذا نحب الكتابة؟ لأن فينا من الله شغف الخلق، وأنت تخلق عبر تلك اللعبة/الوهم عالماً تعاين من خلاله الفناء وإعادة الإحياء، تراقب الزمن كيف يفعل باللاعبين ومسيراتهم، تشتري وتبيع، تكسب وتفقد، لكنك لا تخسر، أنت ببساطة تدرك الخلود، تدركه لغاية صدور النسخة الجديدة من اللعبة، التي تعيدك إلى الغواية ذاتها، ولكن بعد أن تمنحك –بكل كرم- خيارات أكثر.


غاية القول، أن النسخة الأخيرة من "Fifa 20"، أرقتني كثيرًا لفهم آلية التحكم باللاعبين في حالتي الدفاع والهجوم، وتلك –بحسب ظني- ليست أزمتي وحدي، وإنما يواجهها الجميع منذ إصدار النسخة الجديدة من اللعبة. ثمة مشكلة واضحة مع تمركز اللاعبين أثناء ارتدادهم للخط الخلفي للدفاع. ورغم التحديثات التي أصدرتها شركة "EA" تباعًا، لتيسير المسألة على المستخدمين، يظل ارتداد اللاعبين بشكل جيد، للذود عن مرماهم في حالة الهجوم المعاكس، أو التحول السريع للهجوم في حالة النجاح في قطع الكرة، أمراً مؤرقًا.

ثمة وضعين للدفاع يمكن التحكم في الاختيار بينهما، من طريق إعدادات ذراع اللعبة، هما "Legacy Defending" و"Tactical Defending". الأول هو النمط التقليدي في الدفاع، والذي اعتادت اللعبة أن تقدمه، حتى نسخة "Fifa 18". أما الثاني، فهو نمط استحدث مع النسخ التالية "Fifa 19/Fifa 20"، وتأتي إعدادات "Fifa 20" دائمًا مضبوطة على النمط الثاني، لكن الكثيرين يغيرونه إلى الأول، اذ إنه أكثر اعتيادية، ويسمح للنظام الإلكتروني للعبة بالمساعدة بشكل كبير في ضبط حركة اللاعبين، ما يقلل من الأخطاء التي قد تنتج عن تحريك المدافعين بصورة غير سليمة. أما النمط المستحدث، فيمنح ذراع التحكم، المسؤولية المطلقة في تحريك لاعبيه، وهو ما قد تنتج عنه اندفاعات يقوم بها المدافعون قد لا تُحمد عقباها، وسواء استخدمت أياً من النمطين، ستظل مشكلة الدفاع قائمة، فلماذا يحدث ذلك؟


لا ينتبه لاعبو الفيفا إلى ضرورة ضبط الـ"Tactics" أثناء وضع الخطة، والاعتماد بدلاً من ذلك على الإعدادات النمطية المسجلة سلفاً في النظام، والتي قد لا تتناسب مع خطة اللعب التي ستختار. لذلك من المهم جدًا منح اللاعبين أوامر واضحة لتحركاتهم، وفق خطة اللعب التي تنتهجها، كي يتصرفوا على أساسها في الملعب.

فما هي أنسب خطة لذلك، وما هي الأوامر التي يجب إن تعطيها للاعبي فريقك؟

في الواقع أستخدمُ خطة لعب "4-2-3-1 Wide"، على أن يمتلك أحد لاعبي الارتكاز في الوسط، مهارات هجومية، فيما يملك الآخر مهارات أكثر دفاعية. وكذلك أختارُ أحد الجناحين، أقرب للمهاجم منه للجناح، كي يشارك رأس الحربة الصريح في الضغط أثناء عملية التحول للهجوم. وكذلك أختار صانع لعب سريع، ليستطيع الانطلاق بالكرة في العمق، أو على الجانبين في حالة التواجد بمفرده في منتصف ملعب الخصم.

لكن لكي يتحقق ذلك، عليك القيام بالأمرين، أولهما ضبط الـ"Tactics" للتحكم في حركة الفريق كاملة أثناء الهجوم والدفاع، والثاني ضبط "Instructions" بمنح اللاعبين أوامر بكيفية التحرك داخل الملعب في الحالتين.

أولاً: التكتيك
يجب ضبط تكتيك اللعب كما هو موضح في الصورة، حيث إنك عندما تختار وضع الدفاع «Drop back»، فإنك تجعل فريقك يعود بأكمله إلى الخط الخلفي لحظة فقدانه الكرة، مما يضغط بشكل أكبر على المنافس ويمنحك فرصة أكبر لقطع الكرة. لذلك، يجب ألا تكون المساحات بين لاعبيك كبيرة (لذا اضبط الـWidth على أربع نقاط) ويجب أيضًا ألا يكونوا متقدمين في عمق الفريق المنافس بدرجة تجعلهم يأخذون وقتًا أطول في عملية ارتدادهم للخلف.

أما بالنسبة إلى الهجوم فيجب أن تضبطه على بناء الهجمة سريعًا "Fast build up"، ولكن بصورة يتشكل خلالها اللاعبون قريبين من بعضهم البعض، حيث سيمنحك ذلك التحكم في وسط الملعب، في حالة إذا كنت تلعب الكرة على الأرض ولا تعتمد على التمرير الطويل (لذا اضبط المساحات بين اللاعبين على خمس نقاط). وإذا كنت مثلي، تعتمد على تكثيف اللاعبين خارج منطقة الجزاء، وتعتمد داخلها على المهاجمين القادرين الذين يتقنون الألعاب الهوائية فقط، فاختر أن تكون الشارة المتحكمة في كثافة اللاعبين داخل منطقة جزاء الخصم، مضبوطة على أربع نقاط. أما في الكرات الثابتة، مثل الركنيّات والضربات الثابتة، فاضبط الشارة على نقطتين فقط. 


ثانيًا: التعليمات
هذه الخاصية تمنحك التحكم في حركة اللاعبين، سواء امتلكوا الكرة في حالة الهجوم، أو فقدوها محاولين الارتداد للدفاع.

أستخدمُ في خطتي مهاجمًا صريحًا دائمًا، ويجب أن تحرص أن يكون ذلك المهاجم قوي البنية وألا تقل الـStrength الخاصة به عن 75 درجة، حتى يكون قادرًا على الحفاظ على الكرة أثناء التلاحم أو مواجهات لاعب ضد لاعب، وكي يصبح المهاجم صريحًا، أعطه أمرًا أن يكون «Target Man». (كما الصورة).

أما جناحا الطرف، فأنا عادة ما أعطي أحدهما مهام هجومية أكثر من الآخر، حيث يتحرك كأنه Target man، كما ينضم إلى قلب الملعب ليكون أقرب إلى المهاجم في الصندوق، ويساعده في الضغط على دفاع الخصم ليمتلك مساحة أفضل للتهديف. أما الجناح الآخر، فأمنحه أمرًا بالدخول فقط إلى القلب ليضيف زيادة عددية مع زميليه، ويصنع كثافة في منتصف ملعب الخصم، فيما لا أعطي لصانع اللعب تحت المهاجم أي مهام إضافية سوى أن يلتزم بمكانه في المنتصف.

وبالنسبة للاعبي الارتكاز، فيجب أن يمتلك أحدهما قدرات هجومية وسرعة، فيما يمتلك الآخر قدرات دفاعية وبنيان قوي. فمثلما اخترت مهاجمي قوياً، يجب أن يكون لاعب الارتكاز المدافع بمثل قوته، لتكون له الغلبة في اقتناص الكرة. لذلك، أمنح لاعب الوسط المدافع تعليمات بألا يتقدم للهجوم، وأن يغطي منتصف الملعب في حالة الدفاع (غالباً ما يقع المستخدمون في خطأ أن يمنحوا لاعبي الارتكاز أوامر بتغطية الأجناب في حالة الدفاع، ما يجعل منتصف الملعب فارغًا أمام الخصم الذي يهاجمك). أما بالنسبة للاعب صاحب القدرات الهجومية، فلا تمنحه أي مهام إضافية سوى تغطية منتصف الملعب مع زميله في حالة الارتداد.

وحتى لا ترهق ظهيري الجانب، إكتفِ فقط بمنحهما أمرًا بتغيير الأماكن مع الجناحين في حالة الهجوم، ليحتلا الطرفين في حالة دخول الجناحين إلى قلب الملعب.

وتذكر دائما، وهذه نقط في غاية الأهمية، أنك كلما منحت لاعبيك مهام أكبر من الطبيعية، فإنهم يفقدون طاقتهم أسرع من غيرهم، ويكون عليك تغييرهم بلاعبين أكثر نشاطاً في وقت مبكر من المباراة. وكلما منحتهم تعليمات أقل، كأمر أو اثنين على الأكثر، كلما استطاعوا الاحتفاظ بطاقاتهم لوقت أطول، خصوصاً هؤلاء اللاعبين الذين لا يملكون طاقات (Stamina) عالية.
وعزلة سعيدة، قصيرة، وآمنة للجميع.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024