الثورة اللبنانية بألوان البريطاني طوم يونغ

المدن - ثقافة

الأحد 2019/11/17
منذ مدة برز اسم الرسام البريطاني الجنسية، اللبناني الهوى، طوم يونغ، رسم مطولا أحلامه في البيت الزهري البيروتي قرب المنارة، ثمّ في الفندق الكبير في صوفر، ولاحقا محطة القطار في رياق، وهي معالم تاريخية شبه مهجورة، أعاد الحياة إليها بألوانه، نبش تاريخها وماضيها، أظهر أن الفندق الكبير كان قبلة الساسة والمشاهير، نبش خفاياه وأسراره وحكاياته... جعلنا نسأل لماذا لا يكون في لبنان وسائل نقل مثل القطار؟

يتحدث يونغ دائماً عن ولعه بالمباني التاريخية والتراثية، وسبل المحافظة على ما تبقى من مبان قديمة، ويدرس تاريخها، يبدع بلوحات تستند الى صور قديمة وقصص وحكايات وأنماط العمارة والبيئة المحيطة، من بين رسومه سوق صيدا القديمة ومبنى الهوليداي آن، احد معالم الحرب الأهلية…

واليوم تتناقل صفحات الفايسبوك صور اللوحات التي رسمها يونغ، تجسّد يوميات الحراك اللبناني الذي بدأ في 17 تشرين الأول (اكتوبر)... لوحات تؤرخ بالألوان لوقائع حصلت وعلقت في الذاكرة التقطتها كاميرات المصورين ونشرت هنا وهناك، سواء الحشود التي نزلت بشكل عفوي إلى ساحتي رياض الصلح والشهداء وهتفت "ثورة" و"كلن يعني كلن"، أو من خلال السلسلة البشرية التي امتدت على طول الساحل اللبناني، اختار يونغ ان يواكب الحراك من خلال لوحاته، عاش يومياته، نزل الى الشارع، علق في زحمة قطع الطرق، رسم رموز الساحات وناسها ومعالمها، رسم العلم اللبناني والقبضات ورمزية مشاركة المرأة، وحتى حرق الاطارات في الشارع وغزو الهمجيين وحرق الخيم في رياض الصلح.

مواضيع كثيرة يتناولها الرسام البريطاني في لوحاته، تبين قدرة الألوان على تجميل الخراب، فنرى لغة النار تحمل الكثير من الشعر، ونلمح الإطار المشتعل متعة بصرية، وفي الوقت نفسه قدر الرسام أن يشخص الهمجيين بظلاميتهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024