منعم الفيتوري..عن جلال مالكشاه، الشاعر الكردي، الليبرالي واليساري

المدن - ثقافة

الأحد 2020/11/15
توفي جلال مالكشاه، الشاعر الكردي، المعروف بتوجّهه الليبرالي واليساري في بداية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، عن عمر يناهز 69 عامًا. حيث قضى حياته في فقر وعزلة ومطارد وسجين منذ عهد بهلوي وحتى نظام الملالي الاستبدادي الحالي. مرت سنوات من القهر والعزلة لشاعر ثوري أمام أعين كل من عرفه. شاعر عكس شعره أصوات كل المنكوبين والمضطهدين وضحايا القمع والاستبداد، الذين ظلوا لسنوات مهملين وراء كواليس التمييز والفقر والقمع والقمع الوطني، وضحّوا بأرواحهم من أجل القليل من الحرية. عرف عنه بأنه أحد روّاد الشّعر الكردي الحديث، بالإضافة إلى أنه يُوصف بعشيق الحرية والإنسانيّة، وقاهر الاستبداد حيث لم يبع قلمه لأيّ سلطة كانت.

جلال مالكشاه شاعر وكاتب ومترجم مشهور، تعرّض للسجن والتعذيب مرارًا وتكرارًا في محاكم ما قبل الثورة وما بعدها في إيران كما قلنا، بسبب كتاباته السياسية والأدبية والثوريةّ والنقدية حتى وفاته. كانت أنشطته الأدبية في سنواته الأولى باللغة الفارسية، وبعد الثورة قرّر العودة إلى لغته الأم الكردية كتابةً وشعراً. وخلال الفترة نفسها تعرّف على "ماموستا حيمان" (محمد أمين شيخ الإسلامي مكري) وعُيّن في "منشورات صلاح الدين الأيوبي" حيث تولّى القسم الأدبي في "مجلة صرفة". كما أصبح مالكشا رئيس تحرير لمجلة "برشانج" في مدينة أربيل العراقية لإعداد ونشر 5 أعداد فقط، ثم ذهب إلى أورميا حيث اهتم بالكتابة وبرعاية الشعراء الشباب في "معهد الأحمد خاني الثقافي". عمل مالكشاه لأكثر من 14 عامًا ككاتب وصحافي في القسم الكردي بمختلف المطابع. نُشرت قصائد مالكشاه في إصدارات متفرّقة، وفي ثلاثة كتب، "سلسلة الكلمات، والقلوب / أنين الكلمات المقيّدة"، "الأعمال" و"مجموعة القصائد الكردية والفارسية" نشر على نطاقٍ واسعٍ داخل إيران. تمت ترجمة أعمال مالكشاه إلى لغات عالميّة، مثل: الإنكليزية والروسية والفرنسية والعربية. ومن أشهر أعمال جلال مالكشاه قصائد تاسى (حنين إلى الماضي) وتافانافار (آثم) وكافيه كورم (ابني كافيه) وبيردار (شجرة قديمة) وقافلة ونسر وغراب. تُرجمت التحفة الأدبية "الشجرة القديمة"، التي تقدم بشكل جميل وصفاً مأساوياً للوضع في كردستان، إلى عدة لغات.

ووصف شيركو بيكس -وهو شاعرٌ كرديّ معروف- شعر جلال مالكشاه بأنه "سببٌ في تطوّر اللغة والأدب الكرديين"، ويقول بأنّ لغته هي لغة معبرة ودقيقة على صفحة أدبنا، وشعره يرتفع من القلب ويتربع داخل قلوبنا. قال أحمد شاملو أيضًا أنه إذا كان لدى أي شخص ليقول أيّ شيءٍ في الشعر الفارسي مستقبلاً، فهو بلا شكّ مدينٌ للشاعر جلال مالكشاه.

من شعره:
أنا طائر الفينيق
موجودٌ في الأساطير والتاريخ.
إذا قتلتني ألف مرة،
فإنّني سأحوّل رمادي،
إلى بيتٍ أبكي بداخله!
.....
بعد هجمات تنظيم داعش الإرهابي على مدينة كوباني عام 2014، كتب قصيدة لـ "مقاومة كوباني"، مما أدّى إلى استدعائه لمكتب استخبارات سنندج، وتهديده، بعد ذلك طُلب منه عدم نشر أيّ شعر عن كوباني وداعش. قال في حديث له بعد ملاحقته من قبل استخبارات سنندج:
"لم أوقّع على أيّ تعهد، وأخبرتهم بأنّني شاعر، والشّعر هو ملجئي لأعبّر عمّا يجول بخاطري. يمكنك أن تفعل ما تريد".

(*) مدونة نشرها الكاتب منعم الفيتوري في صفحته الفايسبوكية
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024