اعتداء المُصلّين على ساحة الموسيقى في معرض القاهرة(*)

المدن - ثقافة

السبت 2019/01/26
(*) اعتداء المُصلّين على ساحة الموسيقى في معرض الكتاب، رغم وجود أماكن مخصصة للصلاة، مشكلة ثقافية. بمعنى أن سببها الأول ثقافة الناس الذين فقدوا احساسهم بالنظام والترتيب والحقوق. 

المُصلّون يعتقدون أن الصلاة أولى من الكلام الفاضي والمسخرة! وهو اعتقاد شخصي لن نجادلهم فيه، لكنهم حين يسعون إلى تطبيقه، عليهم أن يفعلوا ذلك من دون مساس بنظام المكان.. أقصد أي مكان في الدنيا. لهم فقط أن يفعلوا ذلك في المكان المخصص لهم للصلاة، أو في أي مكان حيث لا يتعارض الأمر مع قوانينه أو ظروفه.

لسبب أو لآخر اختار المصلّون الأتقياء إقامة صلاتهم بالقرب من الفرقة الموسيقية، منتظرين بالطبع أن تتوقف الفرقة لأجل خاطرهم أولاً، ثم لأجل خاطر كل من فاتته الصلاة فقرر إقامتها مع الجماعة، ثم مع الجماعة الأخرى التي قررت الصلاة في المكان نفسه حين رأت من يصلون..وهكذا.. هذا ما أسميه مشكلة في الثقافة.

المرعب أن هذه الثقافة هي المسيطرة، الناس غير قادرين على التفرقة بين الحق والواجب، بين القناعة الشخصية والممارسة في حدود النظام. دليل انتشار هذه الثقافة أن المنظمين حين استدعوا رجال الأمن لضبط الأمور، قال مسؤول الأمن مستنكراً: هل نمنع الناس من الصلاة؟ 

هنا صلب القضية، هذا الخلط وعدم القدرة على التفرقة بين الحقوق والواجبات والقناعات وشكل ممارسة هذه القناعات.

أتذكر الآن مشهد بعض المصلّين وهم يقطعون الشارع بعد صلاة الجمعة بهدوء، وكأن من حقهم أن تنتظرهم السيارات، فهم كانوا في صلاة، لذا على الدنيا كلها والأنظمة كلها، حتى المنطق، عليه أن يتغير من أجلهم. 

أخي المُصلّي، من الخطأ ان تصلّي في المكان الخطأ، ومن المرعب أن تعتبر صَلاتَك في المكان الخطأ حق لك وأن على الجميع احترامه.

(*) مدونة كتبها الروائي المصري وليد علاء الدين في صفحته الفايسبوكية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024