رحيل محمد سبيلا.. الفيلسوف المغربي الذي شغلته الحداثة

المدن - ثقافة

الأربعاء 2021/07/21
توفى المفكر المغربي محمد سبيلا، الثلاثاء، في العاصمة الرباط، عن 79 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا... نعته وسائل إعلام مغربية بأنه كان من "النادرين الذين لا يركنون إلى الجاهز من الأفكار، ويهوون الشغب الفكري"، وهو "أحد أهم من جاد بهم الزمن على المغرب من مثقفين ومفكرين، اشتغلوا بنكران ذات طوال حياتهم على مشاريع فكرية رأوا فيها تقعيداً للمجتمع الذي يطمحون إليه".

ونشر اتحاد كتّاب المغرب بهذه المناسبة الأليمة، نعياً استحضر فيه مناقب الفقيد، قائلاً: "عرف مفكرنا الدكتور محمد سبيلا -رحمه الله- بحضوره الفكري والفلسفي والتنويري والعقلاني في المغرب والعالم العربي، وما تعكسه مؤلفاته ومصنفاته العديدة والمؤثرة والمضيئة لعديد القضايا الفكرية والفلسفية، فضلاً عن ترجماته الرصينة لمجموعة من الكتب والنصوص الفكرية والفلسفية والمفاهيمية المرجعية الأساسية"، مضيفًا أن "الفقيد من أبرز المفكرين والباحثين والفلاسفة وأحد رواد الحداثة الفكرية في المغرب والعالم العربي، ومن مجددي الدرس الفلسفي والفكري في الجامعة المغربية".

ولد سبيلا في الدار البيضاء العام 1942، وهو أحد أبرز الكتّاب والفلاسفة في المغرب. ونال عضوية اتحاد كتّاب المغرب العام 1967، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في 1974، ثم الدكتوراه من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة الرباط، العام 1992، ليصبح أستاذاً بها. وترأس شعبة الفلسفة وعلم الاجتماع وعلم النفس بكليَّة الآداب في فاس. كما شغل بين سنتَي 1994 و2006 منصب رئيس جمعية الفلسفة بالمغرب.

تراوحت كتبه ما بين البحث الفكري والفلسفي وكذا الترجمة، ففاق منتجه عشرات الكتب، نعدد منها على سبيل المثال لا الحصر "مدارات الحداثة" و"الحداثة وما بعد الحداثة" و"الأصولية والحداثة" و"للسياسة بالسياسة" و"في الشرط الفلسفي المعاصر" و"في تحولات المجتمع المغربي"... إضافة إلى ترجماته العديدة التي نذكر منها "التقنية-الحقيقة-الوجود" لمارتن هايدغر و"نظام الخطاب" لميشيل فوكو و"الفلسفة بين العلم والإيديولوجيا" للوي ألتوسير.

وسؤال الحداثة، بما هو بحسبه "السبيل إلى نهضة مغربية وعربية مأمولة"، شغل المركز داخل فكر محمد سبيلا، مخلصاً له عقود حياته الخمس، إذ يرى أنه في العالم العربي "اقتبسنا فقط جزءاً من الحداثة وهو الحداثة السياسية، والحديث هنا عن الانتقال الديموقراطي، بينما الانتقال إلى ثقافة الحداثة يبدو عسيراً، لأن الزمن الثقافي أبطأ من الزمن التاريخي".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024