كورونا يخطف الفنان مروان محفوظ في دمشق

المدن - ثقافة

السبت 2020/07/25
حين قيل إن الفنان اللبناني مروان محفوظ(1942- 2020) رحل بعد اصابته بالكورونا في دمشق، بدا أن اشياء كثيرة نجهلها عنه، والجهل ربما مرده أنه نادرا ما تمر اخباره في الصحف ووسائل الاعلام، انقطع لسنوات عن الغناء وهاجر كغيره من اللبنانيين، وبقي في وجدان الجمهور بأغانيه، خصوصاً أغنيتي "يا سيف عالأعدا طايل"، و"خايف كون عشقتك" اللتين تحضران في السهرات والامسيات، وباتتا من كلاسيكيات الليل اللبناني...

كثر لا يعرفون اسم مروان محفوظ الحقيقي، ولم ينتبهوا إليه إلا حين أُعلن عن رحيله، وكثر لا يعرفون أنه هاجر الى كندا، ولم يفكروا ان يتابعوا حفلة جديدة له، ربما هو قرر ان يكون بعيدا، والمفارقة انه توفي حين قرر ان يغني في دار الاوبرا في دمشق، خطفه وباء الكورونا سريعاً... وفي آخر تصريحاته الصحافية قال مروان محفوظ لوكالة "سانا" إنه يحرص دوماً على الغناء في قلب دمشق وعلى مسرح الأوبرا واعتبر أن سوريا هي بيته وأهلها أحبابه فهو لم يغب عنها طوال سنوات الحرب، ويميل الى الحزب القومي. وكانت تربطه علاقات وثيقة مع أصدقاء سوريين وخصوصا الملحن الراحل سهيل عرفة والد الفنانة أمل عرفة التي نعته على حسابها الخاص على فيسبوك وكتبت قائلة "كيف أرثيك! يا رفيق الدرب مع روحي (ابي)... اليوم كمل المشوار معه وسلم عليه. الفنان الكبير مروان محفوظ في ذمة الله".


مروان محفوظ واسمه الحقيقي انطون، تربى في بلدة المريجات البقاعية، قبل انتقاله الى بيروت في ال 12 من عمره. درس أصول الغناء والموسيقى لمدة خمس سنوات على يد الأستاذ سليم الحلو في المعهد الموسيقي في بيروت، وأطلّ من خلال برنامج "الفن هوايتي" الذي كان يقدمه رشاد الميمي على تلفزيون لبنان". وغنى محفوظ في البرنامج لوديع الصافي "طل الصباح" وأغاني أخرى. ومن هنا كانت انطلاقته نحو الاحتراف، حيث استدعاه الأخوان رحباني وضمّاه إلى فرقتهما، يقول في مقابلة مع جريدة "الديار": "بعد نجاحي في برنامج "الفن هوايتي" حيث شجعني الفنان الراحل وديع الصافي، بدا مشواري الفني يتبلور، وكان معي المطرب الصديق محمد زين الذي لم يأخذ حقه، وكذلك خليل المير الذي نقل لي رسالة من عاصي الرحباني للذهاب اليه، واذكر اني غنيت للكبير عاصي بيت عتابا قلت فيه:
مع نسيم الصبح لبعتلك تحيات
اذا مرت على الموتى تحيات
وانا منسى مودتكم تحيات
البراري سمها يصبح شراب
 
شارك محفوظ في أول عمل مسرحي في بعلبك "دواليب الهوا" عام 1965 من بطولة الشحرورة صباح والفنان نصري شمس الدين. إلى أن كان اللقاء مع زياد الرحباني عن 1973 حيث لعب البطولة في مسرحية "سهرية" إلى جانب الفنانة جورجيت صايغ وجوزيف صقر. وغنى في هذه المسرحية أشهر أغانيه... وبعد هذه المسرحية أصبح مروان محفوظ إسماً لامعاً في عالم الفن اللبناني حيث لحن له كل من فيلمون وهبي والأخوين رحباني وزياد الرحباني ووديع الصافي وإلياس رحباني وغيرهم.
اشترك محفوظ  مع الأخوين رحباني في مختلف المسرحيات التي قدماها من بطولة فيروز منذ عام 1965 إلى عام 1973 وبينها "أيام فخر الدين" و"هالة والملك" و"الشخص" و"يعيش .. يعيش" و"صح النوم" و"ناس من ورق" و"المحطة".
كما شارك في فيلم "سفر برلك" في عام 1967 من كتابة الأخوين رحباني وإخراج المصري هنري بركات وبطولة فيروز.


وفي العام 1975 منعت الحرب محفوظ من تقديمه لاستعراض من تأليف الشاعر غسان مطر مع ملكة جمال الكون جورجينا رزق والفنان رضا كبريت، ولكن هذا الاستعراض جال في بلدان اخرى. قدم محفوظ عشرات الاغنيات من 157 اغنية من إلحان وكلمات كل من: الاخوان رحباني، زياد الرحباني، الياس الرحباني، وديع الصافي، ايلي شويري، عازار حبيب، سهيل عرفة، فليمون وهبي، جوزف ايوب، جوزف عطالله، حسن عبد النبي، غسان زرزور، عبد الفتاح سكر، نايف علي، وسليم طباع.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024