رحلت ماجدة الصباحي.. التي أبكت سارتر وأحبّت رشدي أباظة

المدن - ثقافة

الخميس 2020/01/16
توفيت الفنانة ماجدة الصباحي عن عمر ناهز 89 عاماً، وكانت قد اختفت عن الساحة الفنية منذ أن قدمت فيلم "ونسيت أني امرأة"، مع المخرج عاطف سالم قبل 26 عاماً. واقتصر ظهورها على المناسبات العائلية والخاصة... بعد مشوار فني طويل زخر بعشرات الأفلام الاجتماعية والوطنية والدينية.

ونعت نقابة المهن التمثيلية في مصر، الفنانة الراحلة عبر صفحتها الرسمية في "فايسبوك"، كما سارع فنانون من مختلف الأجيال لمواساة أسرتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تجاوز رصيدها الفني 60 فيلماً سينمائياً، بعضها مأخوذ عن أعمال أدبية، مثل "السراب" عن قصة لنجيب محفوظ، و"أنف وثلاث عيون" عن قصة لإحسان عبد القدوس، و"الرجل الذي فقد ظله" عن قصة لفتحي غانم.

في السادس من أيار/مايو 1931، ولدت عفاف علي كامل أحمد عبد الرحمن الصباحي، والتي اختارت اسم الشهرة "ماجدة"، في محافظة طنطا، وحصلت على شهادة البكالوريا في اللغة الفرنسية. والدها كان من كبار موظفي وزارة المواصلات. وهي في عمر الخامسة عشرة، قررت أن تمثّل بعدما عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة في فيلم "الناصح" عام 1949 أمام ​إسماعيل ياسين​، لكنها طلبت منه تغيير اسمها في التتر إلى ماجدة حتى لا يعرف أحد من أسرتها. 

تميزت بصوتها الناعم وأدائها المفعم بالمشاعر الدافئة واهتمت بالتعبير عن الفتاة المصرية التواقة للحرية في حقبة الستينيات من القرن الماضي فقدمت أفلام "المراهقات" و"حواء على الطريق" و"الحقيقة العارية". وأبدعت ماجدة في الأدوار الرومانسية والفتاة الدلوعة، ولفتت انتباه الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر ذات مرة وقال عنها "هذه الممثلة أبكتني وأنستني جنسيتي"... ولمعت ماجدة أيضاً في الأدوار السياسية وأبرزها في المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد في فيلم "جميلة"، كما قدمت دور الصحافية التي تكتب عن الحرب خلال فترة حرب أكتوبر في فيلم "العمر لحظة" مع أحمد زكي وأحمد مظهر. وهي مثلت الفتاة البسيطة نعيمة بائعة الجرائد في فيلم "بياعة الجرايد"، والفلاحة في فيلم "النداهة"، وقدمت الشخصيات الدينية منها دور "حبيبة"، التي تحملت التعذيب وفقدت بصرها في فيلم "هجرة الرسول"، وجميلة في فيلم "انتصار الإسلام"، وهند الخولانية زوجة بلال مؤذن الرسول فى فيلم "بلال".

وكونت ماجدة الصباحي ثنائيات مع العديد من النجوم، وفي دعاية "أول قبلة لماجدة الصباحي في السينما"، وبحسب الصحافية ايمان علي، تمّ الترويج لفيلمها "شاطئ الاسرار"، وهو الفيلم الذي جمعها بعمر الشريف. وخلال التصوير اتفق عمر والمخرج ​عاطف سالم​ بأن يفاجئها بقبلة ووقع الخلاف، فأصرت على حذف المشهد قبل ان يتم التصالح، فوافقت بعدها على عرضه، وعلى الرغم من رفضها القبلات في فيلمها مع فريد الأطرش "من أجل حبي"، لكنها وافقت على القبلات التي جمعتها برشدي أباظة في فيلم "المراهقات"، وذكرت في مذكراتها أنه أحبها وطلب يدها وعائلتها رفضته.

خاضت ماجدة تجربة إخراج وحيدة في فيلم "من أحب" الذي أنتجته وأخرجته وشاركت في كتابته مع صبري العسكري ووجيه نجيب عام 1966.
تزوجت من الممثل الراحل إيهاب نافع الذي شاركها بطولة عدد من الأفلام مثل "القبلة الأخيرة" و"النداهة"، وقيل ان هذا الزواج أغضب رشدي أباظة.
حصلت على جائزة النيل في مجال الفنون العام 2016 وهي أرفع جائزة مصرية وكرمتها الدولة في عيد الفن العام 2014.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024