عائلة "أبو إياد" ستقاضي ناشر مذكراته

المدن - ثقافة

الثلاثاء 2020/05/19
(*) صديقنا المغيّب عن كتابه!!
طبعة جديدة من مذكرات صلاح خلف (أبو إياد) صدرت عن دار نشر أردنية، لكنّها، استبعدت اسم الكاتب، عن الغلاف. أبو إياد ليس كاتب مذكراته، وإنما الصحافي الفرنسي اريك رولو، صديق شعبنا، وعندما رحل، لم نفقد قلمًا مسنونًا مساندًا لنا في الصحافة الفرنسية، وإنما أصبحت قضيتنا يتيمة على موائد صحافة مدينة الأنوار.

رولو، أيضًا صديق مخيم الدهيشة. خلال أَحْصِرَة مخيم الدهيشة الطويلة، زارنا، وكتب عنّا. جاء إلى المخيم الذي رفض سكانه الهزيمة، وانتفضوا مبكرًا، وخبروا السجون والشهادة. تمتع رولو بثقافة واسعة، عن شؤون منطقتنا، وبخفة ظل، ولغة عربية بلهجة مصرية. لم يكن أيديولوجيًا، مما جعله منفتحًا أكثر على تجارب وثورات متباينة. 

رولو لم يكف عن الحديث، عن صداقته مع عبد الناصر، الذي منحه سبقًا صحافيًا، وهو خبر إطلاق سراح سجناء اليسار المصري.

ولمذكرات أبو إياد، حكاية. جاء رولو إلى بيروت، مكلفًا من دار النشر ليكتب مذكرات أبو عمّار، لكن الزعيم الفلسطيني ماطل وراوغ لسببٍ غير معلوم، وعندما التقى رولو، أبو إياد، في حومة الانتظار في فنادق بيروت، عرض عليه أن يكتب مذكراته، وافق أبو إياد بشرط أن لا يعلم أبو عمّار عن الموضوع حتى انتهاء تسجيل المذكرات، وهكذا كان، وكسبنا إحدى أهم المذكرات عن المقاومة الفلسطينية المعاصرة. وخسرنا مذكرات أبو عمّار، ولم تصدر، على علمي، سيرة عنه يعتد بها.

يبدو أنَّ دار النشر التي أعادت نشر "فلسطيني بلا هوية"، تعتقد بانعدام الفروق بين صحافي وكاتب ودبلوماسي مثل رولو، وكتّاب استدعاءات المحاكم. رغم انها أبقت على مقدمة رولو للكتاب.

رحل رولو، صديق فلسطين، الفرنسيّ، اليهوديّ، المصريّ، الملتزم بقضايا الشعوب المقهورة، الذي اثبت أنَّ الإنسان، يمكن أن يكون أنسانًا، متسلحًا بالوعي، والضمير، بغض النظر عن العِرق، والدين، والمنبت. وربما هذا يزعج الهراونة الجدد. أطلق الغربيون على المسلمين لقب السراسنة، أي عبيد سارة.

الهراونة الجدد، هم عبيد أُمّ هارون المظلومة، عادوها بدون سبب. من حظهم أن الحمق لا يباع، وإلَّا لكسد. الحمق ببلاش، يا لروعة الفيس بوك، على انتشاره.

***
بوست على بوست..!
عطفًا على المنشور الخاص بمذكرات الشهيد صلاح خلف (أبو إياد) التي أعدها للنشر الصحافي الفرنسي صديق شعبنا أريك رولو، وصدرت، بطبعة جديدة، في عمّان، أحبت علياء ابنة الشهيد التنويه:
"يا ريت توضح بمنشور ثان إننا كعائلة لا نعرف بهذا الكتاب، وسوف نقاضي دار النشر، خصوصًا أن والدي تبرع بريع الكتاب إلى أسر الشهداء".
سألت الأستاذة علياء، إذا كانت تذكر شيئًا من ذكريات والدها عن الكتاب أو ذكرياتها الشخصية عنه.
"ما أعرفه أن أريك رولو سافر إلى بيروت، وسجّل أحاديث وذكريات للوالد طويلة جدًا، ورولو أخرج الكتاب بالصورة التي ظهرت فيه، وان والدي كان يجتمع برولو في بيت صديق لبناني، وليس في مكتب الوالد الذي طلب أن يكون نصيبه من ريع الكتاب لصالح أسر الشهداء".
-إلى أي مدى كان الوالد راضيًا عن الكتاب؟
*راض جدًا.
-هل كان الوالد يفكر باستكمال ذكرياته؟
*نعم ولكن بطريقه أخرى.
-كيف؟
*كان يريد أن يكتبها عندما يترك العمل في الحركة، ويتفرغ هو للكتابة. كان نفسه يكتبها ببيت له في يافا.
-هل كان يفكر جديًا بالتقاعد من الحركة في يومٍ ما؟
*ساعات كتيرة لما كان يحس بضغط من الأقربين والأعداء، كان يفكر بترك كل شي ولكنّه استشهد كما كان يتمني.
-كم كان عمرك لدى استشهاده؟
*21 سنة. أنا الوحيدة من إخوتي التي كانت في تونس وقت الاستشهاد.
**
هذا بوست على بوست، تيمنًا ببرنامج العلامة حسن الكرمي قول على قول. بالطبع، هناك دائمًا رأي آخر، وبالطبع في هذا الفضاء متسع لأي رد.

(*) مدونتان نشرهما الكاتب الفلسطيني أسامة العيسة في صفحته الفايسبوكية
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024