ذاكرة... رشيد رضا واليهود

المدن - ثقافة

الإثنين 2020/11/30
(*) الشيخ رشيد رضا يتحدث العام 1898 عن الوحدة الوطنية مع اليهود وعن الحرية والعدالة والمساواة بين العباد في البلاد. 
 
في العدد الأول من مجلته الشهرية "المنار"، كتب الشيخ محمد رشيد رضا، متحدثاً عن قضية درايفوس التي هزت فرنسا بعدما نشر إميل زولا مقاله الشهير: "إني أتهم..."

ومما جاء في مقال رضا تحت عنوان "اليهود في فرنسا وفي مصر" (المنار المجلد الأول-1898- ص 53-55): "لقد شاعت أنباء المشاكل السياسية التي قامت في فرنسا إثر مسألة درايفوس وقضية زولا وما قاساه اليهود فيها من الاهانة والاضطهاد وسوء المعاملة... ولا يحسب القراء أن هذا الاضطهاد قد نشأ عن تعصب ديني في الأمة الفرنسوية... وكيف وهي أقرب إلى وهن العقيدة منها الى التعصب الذي مثاره الغلو في الدين... أما مصدر هذا الاضطهاد فالتعصب الجنسي (أي العرقي) والحسد الذميم أثارهما في صدور الأمة (الفرنسية) فئة من أرباب الجرائد المعادين لليهود الطامعين بما في أيديهم من خزائن الأموال...
ومن الغريب أن داء الجرائد الفرنسية قد سرى الى بعض الجرائد المصرية فقامت تصلي اليهود ناراً حامية وتأخذ عليهم مهارتهم في الكسب وتفننهم في أساليب الربح. أما نحن فإن رأينا أن الحرية العمومية ليست مختصة بفريق دون فريق. فإن التمدن الصحيح والعدالة الحقيقية يفرضان المساواة المطلقة بين جميع بني الانسان في المنافع العمومية... فالمأمول أن لا يدخل الكتاب في هيئتنا الشرقية عاملاً جديداً للنزاع والشقاق فحسبنا ما لدينا من تلك العوامل القبيحة وإنا الآن أحوج الى عوامل الاتفاق منا الى عوامل الشقاق... وعسى أن يستفيد إخواننا الشرقيون لا سيما المسلمون منهم بما نقص عليهم من أحوال الأمم "وما يتذكر إلا من ينيب" (سورة غافر،الآية 13)".

انتهى كلام شيخ السلفية قبل أكثر من قرن وربع قرن من الزمن...
فهل يقرأ سلفيو وتقدميو اليوم هذا الكلام فيتذكرون وينيبون رأفة بالأوطان والدول وعملاً بمبدأ الحرية العمومية والتمدن الصحيح والعدالة الحقيقية والمساواة المطلقة بين بني الانسان في المنافع العمومية؟

(*) مدونة نشرها الباحث سعود المولى في صفحته الفايسبوكية.
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024