بعد مالمو.. مطالبة بإلغاء عرض "الحبل السري" في اسطنبول

المدن - ثقافة

الأربعاء 2019/10/09
تتواصل حملة مجموعة من الناشطين السوريين على عروض فيلم "الجبل السري" للمخرج الليث حجو المقرب من النظام السوري. فبعد الاعتراض والسجال الفايسبوكي على عرضه في الدورة الحالية لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، يستنكرون عرضه في إسطنبول، غداً الخميس.

ويتناول الفيلم قصة زوجين تعرّض حيّهما للحصار، وعلقا تحت رحمة قناص يقطع الطرق ويطلق النار على كل ما يقع في مرماه، مما يمنع وصول القابلة إلى الزوجة الحامل التي تتعرض لمخاض مبكر. وبُنيت أحداث الفيلم على أنقاض مدينة الزبداني، من دون الإشارة إلى أنّ هذه المدينة دمّرها النظام السوري ومرتزقته، ما اعتبره الناشطون "تسويقاً للقتلة" و"تغطية على جرائم النظام من خلال الفن والسينما"، وسبق أن أحدث فيلم "جدار الصوت" لأحمد غصين سجالاً حاداً على خلفية تصويره في منطقة الزبداني نفسها، واتهم بأنه حوّل المأساة السورية مجرد ديكور لقصة عن لبنان خلال حرب تموز التي خاضها "حزب الله" مع اسرائيل...

واستنكر الناشط السوري علي دياب، في منشور على "فيسبوك"، وكتب مشيراً إلى "كمية الألم التي شعرت بها عندما رأيت الحي ومنزلي مدمرين، على غلاف مقال يتحدث عن الفيلم". أضاف "نعم إنه هناك في الطابق الأخير من البناء، على مرمى القناص، القناص الذي يترصد المدنيين ويحاصرهم، ويتربّص بامرأة في مخاضها في فيلمك، والذي تدّعي أنه من الإرهابيين ويستهدف منزلي وحارتي التي أردتها موقعاً لتصوير فيلمك الزائف، هو فعلاً من الإرهابيين، من إرهابيي جيش نظام بشار الأسد، هذه الحارة (جامع الدقاق) أعرفها شبراً شبراً، دمّرها الأسد وحزب الله وقتلوا أهلها ثم هجّروا من بقي منهم، لتكون موقع تصوير في فيلمك الكاذب".
كذلك أكد دياب أنّ "أيّ عمل لا يشير إلى الجاني، ويستخدم أنقاض مدينة مهجورة، هو عمل مشين"، وأضاف: "ألا يكفي أهل الزبداني قهرهم وتهجيرهم، لتأتي بكل وقاحة وتغتال ذاكرتنا، وتزور الحكاية وتبرّئ الجاني! بل والأوقح من ذلك قدومك إلى إسطنبول لتعرض وتناقش فيلمك".

وطالب دياب إدارة كافيه "لالي كود"، حيث سيعرض الفيلم في إسطنبول، بإلغاء العرض، وقال: "وبناء عليه أطالب إدارة (لالي كود) بإلغاء عرض الفيلم، الذي احتفى به نظام الأسد بكافة وسائل إعلامه، كونه يعزز روايته الكاذبة ويزور الحكاية، وإلا سأضطر آسفاً لحضور هذه المهزلة، وسأقول لليث حجو شخصياً (أنت كاذب ومزوّر)، وصدقوني لن أكون وحدي".
ويذكر أنّ كافيه "لالي كود" التي تعرّف عن نفسها على "فيسبوك" على أنها "الملتقى الذي يجمع الناس بكل أنواع الفن والأدب والإبداع"، والتي نسبت لنفسها السبق في استضافة الفنان السوري المعارض نوار بلبل، في عرض مسرحيته "مولانا" التي ناقشت قمع النظام قبل الثورة، دعت إلى حضور فيلم "الحبل السري"، مشيدة بأعمال حجو ومعتبرة إياه "من أهم المخرجين السوريين".

واذا كان بعض الناشطين فشلوا في منع الفيلم في السويد، فهل يحصل الأمر نفسه في تركيا؟ وهل يمكن فصل السينما ومضمونها عن الواقع السياسي؟ لا عجب في كل ذلك، فتركيا قامت باجراءات صارمة قبل أشهر ضد اللاجئين السوريين، والسلطان التركي أسرف في استعمال عبارة "خط أحمر" هنا و"خط أحمر" هناك، وفي النهاية تبيّن انها كلها خطوط خضراء او برتقالية.. 
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024