عودة 127 لبنانياً من كازاخستان.. والشركة المشغِّلة مربكة

المدن - مجتمع

الثلاثاء 2019/07/02
بعد الاعتداء الذي طال العشرات من العمال العرب واللبنانيين في كازاخستان، عقب نشر أحد العاملين صورة له مع فتاة كازاخية، اعتبرها العمال المحليين مسيئة لهم، عاد 127 لبنانياً إلى لبنان صباح الثلاثاء 2 تمّوز. فقد أوعز رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري إلى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، التحرّك بسرعة وإجراء الاتصالات اللازمة لتبيان تفاصيل الإشكال وإجلاء اللبنانيين الراغبين بالعودة.

طرد العمال
ووفق اللواء خير، في حديث لـ"المدن"، يوجد نحو مئتي عامل لبناني في شركة "سي سي سي" عاد منهم 127 عاملاً، بعدما تمّ التواصل مع الشركة، كي تمنحهم إجازات صيفية لحين جلاء الأمور. 

وأكّد خير وصول نحو أربعين عاملاً فلسطينياً يحملون جوازات سفر لبنانية مساء البارحة، وأن لا عودة مرتقبة لمزيد من اللبنانيين على جدول الأعمال. واعتبر خير هذا الإجراء نوعاً من الضغط على السلطات المحلية، لتأمين المستلزمات الأساسيّة، من حراسة وأمان، لحماية سلامة العاملين اللبنانيين.
وكشف خير عن أنّ السبب الأساسي لعمليات الشغب التي حصلت، مردّه تسريح الشركة نحو 1500 عامل كازاخي، من أصل نحو 20 ألفاً لديها، فاحتجّوا على تصرف الشركة، وقاموا بعمليات شغب طالت العمال الأجانب. 

صمت الشركة
من ناحيتها فضّلت شركة (سي سي سي) التزام الصمت بانتظار جلاء الأمور. ففي اتصال مع المدن، أكّد مكتب بيروت عدم رغبة الشركة بالتصريح حالياً للإعلام. وإذ نفت علمها بعدد العمال اللبنانيين لديها في كازاخستان، أكّدت أنّ من وصلوا إلى مطار بيروت هم جزء من مجموعة أكبر ما زالت هناك، لكن لا يعلمون عددهم. وقالت المتحدثة باسم الشركة: "مازلنا مربكين وضائعين، ولا نملك تفاصيل دقيقة، بالتالي لن نصرح قبل جلاء الأمور". 

ووفق أحد المهندسين الذين عملوا مع الشركة، منذ أول مشروع تسلّمته في كازاخستان مطلع العام 2000، فإنّ هذا النوع من الحوادث ليس الأوّل من نوعه، وسببها خلفيات مشابهة لما حدث مع أحد اللبنانيين أخيراً. فقد أدى نزاع سابق بين عمال أتراك والعمال المحليين إلى سقوط قتلى، بسبب عدم تفهّم الأجانب للعادات والتقاليد المحلية. ورجّح استبدال طاقم العمال الأجانب بآخرين، لا سيّما أنّ الشركة تمتلك عقوداً بمليارات الدولارات مع شركة "شيفرون" العالمية.

تجدر الإشارة إلى أن شركة "سي، سي، سي" لديها فروع في أكثر من أربعين دولة حول العالم، وتشغّل نحو 135 ألف موظّف. وكان قد أسّسها رجل الأعمال الفلسطيني سعيد خوري مع رجال أعمال آخرين، وكانت منظمة التحرير الفلسطينية والراحل ياسر عرفات يملكان أسهما فيها. وتلتزم الشركة أكثر من مشروع في كازاخستان، من ضمنها حقل تنغيز النفطي الذي تديره شركة "تنغيزشيفرويل" المساهمة، حيث وقع الإشكال بين العمال المحليين والأجانب.
وبعيداً من الصورة التي نشرها اللبناني إيلي داوود واعتذاره اللاحق من الشعب الكازاخي، فإنّ سوء معاملة العمال المحليين، وتدني أجورهم قياساً بالأجانب، وطرد هذا العدد الكبير منهم، أدّت إلى تنامي النزعة العنصرية، وما رافقها من أعمال شغب، أوقعت عشرات الجرحى في صفوف العمال اللبنانين والعرب.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024