الدوري الإنكليزي يدعم المثليين

عباس سعد

السبت 2016/11/26
طغت منذ الجمعة 25 تشرين الثاني 2016 ألوان قوس قزح، التي تستعمل عادة من قبل مثليي الجنس، على جميع منصات التواصل الاجتماعي التابعة رسمياً للدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، بعد إطلاق جمعيّة ستونوال (Stonewall) حملة تهدف إلى الدفاع عن حقوق مجتمع المثليين والمتحوّلين جنسياً في بريطانيا. هدف الحملة هو جعل الرياضة مكاناً لكل الناس بغض النظر عن توجههم الجنسي عبر التشجيع على محاربة الخطاب المعادي للمثليين والمتحولين في جميع الأطر والملاعب الرياضية. وتعتبر خطوة دعم الدوري الإنكليزي لهذه الحملة نجاحاً كبيراً لها نسبة إلى شعبية هذا الدوري محلياً وعالمياً وقدرته على إيصال الرسالة أكثر من أي جهة أخرى في بريطانيا.



نشاطات مختلفة ستقام مع مبارايات هذا الأسبوع لدعم الإندماج داخل الملاعب. فلوحات تقديم المباريات ستتلوّن بألوان قوس قزح، وتوزّع أعلام تحمل الألوان السبعة عند بداية كل مباراة، ويبقى لكل ناد مستضيف طريقته الخاصة في التعبير عن دعمه للحملة. إضافة إلى ذلك، ستتلوّن لوحات التلفزيون بألوان قوس قزح، شاملة زاوية النتائج والإحصاءات وخلفيات الإستديوهات التحليلية وغيرها. كما أن كثيراً من اللاعبين سيربطون أحذيتهم بالشريط  الملوّن وشارات الكابتن ستتلوّن أيضاً وسيضاء القوس الشهير في ملعب ويمبلي بهذه الألوان السبعة ليل السبت، في 26 تشرين الثاني.


ستونوال هي جمعية خيرية يعود تأسيسها إلى العام 1989 من قبل ناشطين سياسيين بريطانيين قاموا بتشكيل قوّة ضغط (Lobby) احتجاجاً على الفقرة 28 من قانون الحكم المحلي في بريطانيا التي تضمنّت خطاباً معادياً للمثليين والمتحولين. وينسب اسم هذه الجمعية إلى التظاهرات العنفية التي قام بها في العام 1969 مثليون ومتحولون ضدّ الشرطة في الولايات المتحدة الأميركية. انطلقت التظاهرات يومها من حانة للمثليين اسمها "ستونوال إن" في نيويورك. ويعتبر هذا الحدث الإنطلاقة الأهمّ في النضال الحديث لحركات تحرّر المثليين والمتحوّلين في أميركا. وتعتبر جمعية ستونوال الآن أكبر جمعية للدفاع عن حقوق المثليين والمتحوّلين في بريطانيا وأوروبا، ولها كثير من الإنجازات القانونية في سبيل تحرّرها المنشود في بريطانيا.


أطلقت الجمعية ضمن حملتها الأخيرة فيديو توضّح فيه أهدافها، وأشارت فيه إلى بعض الإحصائيات التي قامت بها قبل الحملة. تشير الجمعية إلى أنّ 72% من جمهور كرة القدم يسمعون تعابير هوموفوبية ضمن المباريات في السنوات الخمس الماضية، وأنّ 63% من جمهور الرياضة يقرّ بضرورة العمل كيل تصبح الملاعب أكثر حماية وتقبّلاً للمثليين والمتحوّلين. وأفادت احصاءات أخرى أن واحداً من خمسة مشجعين يخجل في حال عرف أن لاعبه المفضّل مثلي الجنس، وأنّ احتمال استعمال الخطاب المعادي للمثليين والمتحولين يتضاعف بين الشباب إذا كانت الغاية "المزاح" ظنّاً منهم أنّ المزاح لا يؤذي.


الحملات والشعارت الساعية لمحاربة الخطاب التمييزي ليست جديدة على الملاعب الأوروبية. فمنذ العام 2001 سيطرت حملة "لا للعنصرية" على ملاعب كرة القدم الأوروبية ضمن منافسات دوري الأبطال والدوري الأوروبي عبر تعليق شعارها في منتصف الملعب وعلى جميع قمصان اللاعبين وشارات الكابتن وكذلك ضمن مختلف برامج البث التلفزيوني. هذه الحملة امتدّت لتظهر شعاراتها في مختلف المسابقات الأوروبية والعالمية، خصوصاً اليورو وكأس العالم.

 


ملاعب كرة القدم بحيويّتها واستمراريّتها تشكّل أداة مهمّة للتأثير والتغيير الثقافي، وبسبب شعبيّتها تشكّل اللعبة مفتاحاً لايصال الرسائل الداعية إلى التسامح والتخلّص من الخطاب العنصري والهوموفوبي وللتأكيد أنّ كرة القدم هي لعبة للجميع من دون استثناء بسبب العرق أو التوجّه الجنسي. ففي مقال نشر على الموقع الرسمي للدوري الإنكليزي، أشار الرئيس التنفيذي للدوري إلى أنّ "الدوري الإنكليزي يدور حول كرة القدم الجميلة المقدّمة للجميع من دون تمييز. ومشاركتنا في هذه الحملة هي تأكيد أنّ مجتمع المثليين والمتحوّلين هو جزء أساسي من مجتمعنا".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024