كورونا لبنان: الوفاة الأولى و52 إصابة مؤكدة

المدن - مجتمع

الثلاثاء 2020/03/10
بعد الإعلان عن أول حالة وفاة نتيجة فيروس كورونا، أكد مدير مستشفى الحريري الحكومي، فراس الأبيض، أنّه تم تسجيل 11 إصابة جديدة بالفيروس في الساعات الـ24 الأخيرة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين بكورونا إلى 52 حالة، 3 منها غير مستقرّة. ولفت الأبيض في مؤتمر صحفي إلى وجود 23 حالة أخرى في الحجر الصحي وذلك بعد إجراء الفحوص لـ202 شخصاً في الساعات الأخيرة. وأكدت إدارة المستشفى على أنّ حالة الوفاة ناجمة عن مضاعفات الإصابة بكورونا، رافقها هبوط في ضغط الدم وارتفاع في الحرارة ما أنتج وفاة المريض.
لم يشكل الإعلان عن وفاة المواطن جان خوري، بعد إصابته بفيروس كورونا، حدثاً للمواطنين، بقدر ما فعلته الصور التي نقلت عن تعقيم المجلس النيابي، أو تعميم بلدية بيروت إقفال الحدائق العامة. وإذا كان إعلان المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، في بيان، عن وفاة هذا المواطن الذي أصيب بالفيروس في مصر، شكل حالة هلع بين المواطنين، إلا أن قرارات إقفال المتاحف والحدائق تصدرت تعليقات الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، مستغربين هذه القرارات، خصوصاً أن الذين يزورون المتاحف سنوياً يعدون على أصابع اليد، والحدائق متوفرة بندرة ولا يزورها إلا القليل من المواطنين أيضاً.

إلى ذلك استغرب الناشطون تعقيم المجلس النيابي، الفارغ منذ مدة من قاطنيه، بينما لم يتم اتخاذ أي إجراء في الإدارات العامة التي تكتظ بالموظفين والمواطنين. وطالت الانتقادات إدارة الضمان الاجتماعي لعدم اتخاذ إجراءات وقائية من كورونا طوال الفترة السابقة. وعندما شعرت بالهلع، راحت تمنع المواطنين من الصعود إلى المبنى قبل وضع الكمامات والقفازات. ولم توفر الإدارة هذه المستلزمات على الأبواب. ما جعل الزائرين يشترونها بأثمان باهظة من أحد الأشخاص على أبواب المبنى. 

وفي جديد كورونا، صدر عن وزارة الصحة مذكرة لاعتماد مستشفيات جامعية كمراكز لإجراء الفحوصات المخبرية لفيروس كورونا. وجاء في المذكرة أنه مع ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها بالإصابة بهذا الفيروس، خصوصاً في ظل الطلب المرتفع على إجراء الفحوصات، تعتمد المختبرات الجامعية لمستشفيات الجامعة الأميركية ومستشفى القديس جاورجيوس ومختبر مستشفى رزق ومستشفى أوتيل ديو، كمراكز لإجراء الفحوصات، على أن تحال الحالات الإيجابية إلى مستشفى رفيق الحريري لمتابعة العزل والاستشفاء.

بعيد إعلان وزارة الصحة عن وفاة خوري (56 عاما)، الذي كان يعاني من مرض السكري، وتم تشخيصه في مستشفى سيدة المعونات في جبيل، ونقل إلى مستشفى الحريري الحكومي في بيروت، اعتبر وزير الصحة حمد حسن أن "حالة الوفاة تشكل منعطفاً بالتعاطي عبر رفع درجة المسؤولية"، مؤكداً أن "التشخيص السريع أساسي في هذا الموضوع". وأشار إلى أن "هذه الفترة تحتم علينا التعاطي بمقاربة مختلفة وبواقعية أكثر، لأن دون ذلك سيكون الموضوع أصعب بالمعالجة".

الهلع في المصرف
انتشر تسجيل صوتي لإحدى موظفات بنك بيروت فرع سن الفيل، التي كانت برفقة 6 موظفين آخرين من البنك، في حفلة عيد ميلاد، وتبين أن أحد الحاضرين في الحفل مصاب بفيروس كورونا. وقالت الموظفة لأحد زملائها وهي تبكي أن مدير الفرع طلب من الموظفين الحجر المنزلي. وقيل أن ثلاثة من الموظفين أظهر الفحص أنهم مصابون بالفيروس. كما تواردت معلومات عن إخلاء مبنى الإدارة العامة لبنك بيروت، وأن أكثر من 100 موظف سيخضعون للحجر الصحي للتأكد من سلامتهم، ومعرفة من أصيب بعد اختلاط أحد الموظفين في مناسبة اجتماعية بمريض كورونا في غرفة واحدة لساعات عدة. 

وهذا استدعى من إدارة بنك بيروت إصدار بيان توضيحي قالت فيه إنه "تم إرسال 7 موظفين إلى منازلهم كتدبير وقائي، إثر تواجدهم مع أحد المصابين في مناسبة اجتماعية". كما "اتخذت الإدارة التدابير الإنسانية الاحترازية اللازمة لاحتواء تفشّي فيروس كورونا، وعليه طُلب من 20 موظفاً التزام الحجر المنزلي الوقائي إلى حين صدور النتائج المخبرية، علماً أنه لم يتم تسجيل أي إصابة حتى الآن".

دعوات كشافة المهدي 
في وقت لم تثبت حفنة التراب للقديس مار شربل، التي شغلت الرأي العام في اليومين السابقين، نجاعتها في علاج فيروس كورونا بعد، دعت كشافة المهدي سكان الضاحية الجنوبية إلى التجمع مساء اليوم الثلاثاء في 10 آذار، على الشرفات وأسطح الأبنية، والمشاركة في مراسم التكبير ودعاء الحجّة، لدفع البلاء والأمراض ولتعجيل الفرج ونصرة الإسلام ولحفظ السيد علي الخامنئي". 

ولكون الصلاة والتضرع إلى الله لا يكفيان لاتقاء شر بلاء كورونا، عملت فرق الكشافة وبعض العناصر الحزبية على رش شوارع الضاحية بمعقمات، كإجراء لتفادي المزيد من الإصابات في هذه المنطقة، خصوصاً في ظل كثرة الأشخاص الذين زاروا الأماكن الدينية في إيران في الفترة السابقة.  

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذت اليوم لمنع انتشار وباء كورونا، أصدرت بلدية بيروت تعميماً طلب فيه محافظ بيروت القاضي زياد شبيب إقفال الحدائق العامة في المدينة، لاسيما حرج بيروت وحديقة الرئيس رينيه معوض بشكل مؤقت. كما صدر تعميم عن وزارة الثقافة لإقفال المتحف الوطني والمتاحف التابعة للوزارة كإجراء وقائي من كورونا. 

إلى ذلك أصدرت وزيرة الشباب والرياضة فارتينيه أوهانيان تعميماً للتشدد بتطبيق التعميم السابق عن الوزارة والقاضي بدعوة الاتحادات والجمعيات والأندية الرياضية والشبابية والكشفية إلى تعليق الانشطة على انواعها الرسمية أو الودية حتى نهاية شهر آذار الجاري. وشددت الوزارة على أن هذا القرار لا يستثني الأكاديميات الرياضية الخاصة والأندية الرياضية الصحية الخاصة، أو أي مساحة تجمّع، وهي تحمل من يخالفه المسؤولية القانونية والأخلاقية.

بدوره طالب الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان "الهيئات والمؤسسات الرسمية ووزارة العمل، بإلزام أصحاب العمل اتخاذ التدابير الوقائية لحماية العمال في المؤسسات، وتنفيذ الاجراءات الضرورية التي تصدر عن وزارة الصحة تفاديا لتفشي فيروس كورونا"، وناشد المؤسسات الرسمية من ضمان اجتماعي وتعاونيات موظفي الدولة "اتخاذ الاجراءات الوقائية وإجراء عملية تعقيم لأماكن العمل واتخاذ التدابير اللازمة من أجل حماية العمال والموظفين والمراجعين". 

أمام تراجع نشاط القطاعات الاقتصادية بسبب الهلع من كورونا، لفت نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي إلى عدم وجود قرار حتى الساعة بإقفال المطاعم للوقاية من "كورونا". وأكّد أن النقابة تعمل بقدر المستطاع حماية القطاع من أجل استمراريّته. 

من ناحيته غرّد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي عبر "تويتر" قائلا: "في هذه الظروف الصعبة، يأتي قرار إقفال مراكز الترفيه من دور سينما، معارض ومسارح وأندية ليلية وأندية رياضية حرصًا على سلامة المواطنين، رغم ما يعنيه هذا القرار وللأسف من ضرر على انتظام العمل والعائدات، إلا أن الغاية منه هي المصلحة القومية والصحة العامة. مع التذكير بضرورة تفادي الأمكنة المكتظة والتجمعات والالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة العامة". 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024