اللبنانية: طالب يجمع التبرعات لتسجيل زملائه

حنان حمدان

الأحد 2018/10/07

كتب محمد طالب (26 عاماً) على صفحته في فايسبوك: "الفكرة بسيطة كتير، نحنا كلنا شباب وعادي فينا نساعد بعض، صار وقت تسجيل بالجامعة وفي ناس مش قادرة تتسجل، بالفعل في ناس مش قادرة أبداً، لهيك رح نعمل تبرعات بين بعض، كل شخص قد ما بيقدر، حتى لو 5000، ومنحاول نساعد قد ما فينا".

ولم يكتف محمد بطلب جمع التبرعات في البوست، إنما طلب ممن يعرف أي شخص بحاجة إلى مساعدة، أن يتواصل معه من أجل أن يكون من ضمن قائمة الأسماء التي تحتاج إلى مساعدة في حال تم تأمين مبالغ كافية. وكان لافتاً أنه عرض الذهاب إلى المتبرعين من أجل تحصيل الأموال "رح نجي لعندك، ووين ما بدك".

"الفكرة بسيطة جداً، وأتت فجأة. كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن الجامعة، وأخبرني ممازحاً أنه غير قادر على دفع كلفة التسجيل. فكتبت البوست في فايسبوك وطلبت تشييره وفعل ذلك كثيرون"، يقول محمد لـ"المدن".

يؤمن محمد بفكرة العطاء من دون مقابل، لاسيما لدى طلاب الجامعات او الخريجين، فكيف حين يتعلق الأمر بمساعدة أشخاص لمتابعة تعليمهم. ويشير إلى أن اسم الشخص الذي يتم جمع أموال التسجيل له هو سري للغاية، وقد أصبحت القائمة تضم أربعة أشخاص ممن يحتاجون إلى المساعدة، لا يعرف سوى شخص منهم ولم يسأل عن الأسماء الأخرى، لناحية المنطقة او الكلية.

ورغم التفاعل الكبير الذي لاقاه البوست في فايسبوك، لم يتجاوز عدد المتبرعين 10 أشخاص حتى الآن. يتفق محمد مع كل شخص على مكان محدد لاستلام الأموال، ويضعه في علبة، والمبلغ الذي تم جمعه حتى الآن لم يتعد 100 ألف ليرة، بينما يبلغ رسم التسجيل في كليات الجامعة اللبنانية نحو 500 ألف تقريباً لغير المضمونين.

لذلك، يدعو محمد، وهو خريج كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، كل من يمكنه المساعدة في هذا الموضوع عدم التردد او وضع حجج، كالقول لماذا لم يعمل الطالب خلال العطلة الصيفية من أجل تأمين رسوم التسجيل، لأنه ببساطة لا أحد يعلم ما هي ظروف الأشخاص وهل حقاً وجدوا عملاً أم لا، وهذه التساؤلات ليست سوى دليل على أننا فقدنا حس المساعدة.

ونتيجة لذلك، يضع محمد خطة بديلة لتأمين رسوم تسجيل ولو شخص واحد. فرغم تمنياته وسعيه من أجل تأمين الأموال للأسماء التي سجلت في القائمة، إلا أنه سيعمد في حال لم تكن الأموال كافية إلى وضع صناديق مياه في حرم الجامعة لجمع المساعدات من خلال المساعدة بشراء عبوة مياه ولكن ليس بسعرها الحقيقي، إنما بما أمكن لكل شخص أن يدفع ويسهم في تسجيل طالب ربما ستمنعه الظروف من متابعة تعليمه.

ويشير عدد من الطلاب إلى وجود مبادرات شبيهة داخل كليات الجامعة اللبنانية، لكن ما يميز هذه المبادرة عفويتها وأنها نابعة من القلب من دون وجود غايات في خلفياتها، على عكس تلك التي تقوم بها الأحزاب لطلابها المنتمين فحسب.

للتواصل مع محمد على الرقم: 71255657

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024