مستشفى هيكل: محامي الضحية يردّ ووزارة الصحة تحقّق

جنى الدهيبي

الخميس 2020/11/05
بعد أن تقدّم المحامي إيهاب بشكوى جزائية لدى النيابة العامة الإستئنافية في الشمال، ضد مستشفى "ألبير هيكل" والطبيب طه بزرباشي، بجرم وفاة المواطن محمد فياض (73 عامًا) نتيجة الإهمال والتقصير المفضي إلى الوفاة، عاد المجذوب وأصدر بيانًا ردّ فيه على بيان المستشفى، الذي تملصت فيه من الشكوى المرفوعة بحقها.

وحسب معلومات "المدن"، فإن وزارة الصحة أرسلت إثر الشكوى فريقًا للكشف على مستشفى هيكل، والتحقيق مع أطباء وجهات إدارية معنية بالملف.
وحسب بيان المجذوب، أكد أن رد مستشفى هيكل في موضوع وفاة فياض فيه تحريف للحقائق، لأنه يناقض  التقرير الصادر عن المستشفى والموقع من د. طه بزرباشي، و"من المعيب أن تلجأ المستشفى إلى تحريف الحقائق، لتبرئة نفسها من التقصير والإهمال وقلة الاحتراز، مما أدى إلى وفاة المرحوم محمد فياض. فإذا بالمستشفى وبسبب التكابر والتمنع عن الاعتراف بالخطأ والخوف من الإدانة، تقع باخطاء فادحة على قاعدة كاد المريب أن يقول خذوني". 

وفصّل المجذوب ردّه في البيان على الشكل الآتي:
أولاً: لقد ذكرت المستشفى في ردها أن المريض عندما وصل إليها كان يعاني من قصور تنفسي حاد. وهذا مناف للحقيقة. فالقصور التنفسي الحاد يحتاج إلى تدخل طبي سريع وأقلّه إعطاء المريض الأوكسيجين. فالمرحوم ذهب إلى المستشفى لإجراء صورة مقطعية للرئتين، ثم عاد إلى البيت. وبعد صدور تقرير الصورة قرر الدخول إلى المستشفى للبدء بالعلاج. وهناك فيديو واضح للمريض أثناء دخوله الطوارىء، حيث كان يتحدث مع أولاده من دون أن يضع كمامة أوكسيجين أو ظهور أي علامة للقصور التنفسي الحاد أو مجهود في التنفس.
ثانياً: ذكرت المستشفى في ردها أنه خلال العلاج تم بقاء نسبة Sat O2 : 99%، وفي ذلك تحريف للحقائق، لأن التقرير الطبي الصادر عنها والموقع من د. طه بزرباشي، ويشمل فحوص الدم يبين أنه بتاريخ 19_8_2020، نسبة SO2 : 88,9%، فضلاً عن ذلك لدينا فيديوهات وصور وبتواريخ مختلفة لجهاز مراقبة المؤشرات الحيوية للمريض، تظهر أن نسب الأوكسيجين متدنية، وذلك عكس ادعاءات المستشفى بكثير. وكم كان الأهل يتمنون ان تكون نسبة الأوكسيجين 99 في المئة، ولو لمرة واحدة.
ثالثاً: ذكرت المستشفى في ردها انه بتاريخ 30_8_2020 تدهور الوضع الصحي للمريض فتم وضعه على جهاز تنفس إصطناعي ثم اجراء عملية إنعاش القلب. وهذا يناقض تماماً التقرير الطبي الصادر عن المستشفى، والموقع من الدكتور طه بزرباشي، حين ذكر حرفياً بأنّ المريض تعرض إلى هبوط مفاجىء بالأوكسيجين، وفجأة توقف القلب، ليتم بعد ذلك وضع أنبوب الأوكسيجين والبدء بعملية إنعاش القلب. وهذا صلب الموضوع. لماذا التقصير والتأخير في وضع الأنبوب وإعطاء المريض حاجته من الأوكسيجين، مما تسبب له بهبوط حاد بالأوكسيجين، وبالتالي توقف القلب.
 
رابعاً: بالنسبة لإلتقاط المرحوم جرثومة تعرف بـStaphylococcus aureus ، فمن المعلوم أن هذه الجرثومة موجودة بشكل طبيعي كجزء من البكتيريا المساكنة لجسم الإنسان، وهي تدخل إلى الدم بسبب عدم كفاءة الطاقم الطبي أو التمريضي في التعقيم عن طريق معقمات خاصة، تمنع مهاجرة هذه البكتيريا إلى داخل الدم. وبما أنّ مناعة المريض خفيفة بسبب اصابته بالفيروس، فقد ساعدت هذه البكتيريا على زيادة الالتهابات. وبالتالي، تدهورت حالته الصحية. وحسب مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركي CDC، فإنّ هذه العدوى تكون خطيرة ومميتة في أماكن الرعاية الصحية، وخصوصاً للمرضى في العناية المركزة والمرضى الذين تم إدخال أجهزة طبية في أجسامهم، ولو كان المرحوم مصاباً بهذه الجرثومة لظهرت عوارضها عند دخوله المستشفى او في الأيام الأولى. ولكن عودة تدهور حالته بعد أسبوع من دخول المستشفى، وبالأخص بعد تحسنه كما أنتم اعترفتم لهو أكبر دليل على أنه التقطها داخل المستشفى.
وختم بالتوجه لمستشفى هيكل قائلًا "لو أنكم  تتقنون عملكم فعلاً، لراجعتم أقله ردكم. ولما اخطأتم باسم المرحوم محمد وليس محمود فياض. وإننا نكتفي بهذا القدر. ونرجو أن لا نضطر إلى كشف ما بحوزتنا من وثائق عبر وسائل الإعلام، والتي تثبت التقصير. فلنترك الأمر للقضاء، لأن ما يهمنا ليس التشهير بالمستشفى او بالدكتور بازرباشي. ولكن الهدف من الشكوى هو الزام المستشفى والدكتور والفريق الطبي المعالج بالتعامل بمسؤولية مع المرضى، لمنع تكرار هذه المأساة مع عائلات اخرى. وذلك إكراماً لروح فياض".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024