مناظرة انتخابية في "الأميركية".. سابقة تقيّدها ولاءات الجمهور

علي فحص

الأربعاء 2015/11/25
في محاولة لإخراج الانتخابات الطلابية، ولو قليلاً، من بعدها السياسي البحت، شاركت الحملات الانتخابية الثلاث في انتخابات الجامعة الأميركية، التي ستجري الجمعة، في مناظرة علنية، الأربعاء، لشرح برامجها الانتخابية. المناظرة التي نظمتها جريدة الجامعة الطلابية "Outlook" ركزّت على الرد على أسئلة الطلاب الحاضرين، بالاضافة الى عرض البرنامج الانتخابي لكل حملة.


وبالرغم من أن المناظرة تعتبر سابقة في الانتخابات الطلابية، والتي عادة ما ينحصر التصويت فيها على الاصطفافات السياسية في البلد، بين حملتي 8 و14 آذار، مع المشاركة الملموسة لحملة "النادي العلماني" المستقل، الا انها منذ انطلاقتها أخذت الطابع الشعبوي نفسه، من ناحية الهتافات السياسية التي عادة ما تطل برأسها أثناء فترة الانتخابات واعلان النتائج. وبدا ملحوظاً أن الجمهور، باستثناء البعض منه، لا يرغب بسماع الآراء، وانما جاء لتشجيع ممثليه السياسيين، حيث لم يُسمع الكثير من الكلام بسبب الهتافات. بينما اعتبر محرر اللغة العربية في "Outlook" محمد نذر أن المناظرة "تشكل سابقة على صعيد الانتخابات في لبنان ككل، وهي خطوة في مسار الوصول الى عملية انتخاب ديمقراطية، تسمح للناخب برؤية المرشحين واختيار ما يناسبه من بينهم".

في سياق المناظرة، لم تختلف البرامج الانتخابية لهذه السنة عن سابقاتها، حيث أصبح معتاداً اعتماد العبارات الرنانة نفسها من تغيير ووعود تختفي، بطيبعة الحال، كما نظيراتها في الواقع السياسي، فور اعلان النتائج، في وقت أصبح من المعروف انتماء كل حملة الى طرف سياسي، فـStudents at Work تمثل الواجهة الطلابية لقوى 14 آذار، بينما تقدم 8 آذار نفسها تحت اسمStudents for Change، ويبقى "النادي العلماني" مستقلاً بينهما في حملة Campus Choice.

مع هذا التسييس الواضح، جاءت المناظرة كمنبر لـ"العلماني" ليقدم برنامجه وتطلعاته. فيما لم تشكل أكثر من حدث اضافي للتجييش السياسي عند الحملات الأخرى، وفرصة ليتجمهر جمهور الحملتين معلناً ولاءه السياسي بين صراخ "سعد سعد سعد" والرد عليه بصراخ آخر مستوحى من زعامات 8 آذار. وهذا، ربما، ما يمكن أن يفسر سبب فشل المناظرة في ايصال الأفكار والنقاش، أي فشلها في مهمتها.

مواضيع عدة تطرق اليها النقاش، والتي تشكل سنوياً، في أهميتها، معيار نجاح أو فشل الحكومة الطلابية، من قضية ارتفاع الأقساط الى قانون الانتخابات وغيرهما من القضايا اليومية المحددة لكل كلية. هكذا، لم يخل النقاش في القضايا المذكورة من الندية بين الحملات، وعلى سبيل المثال فإن ارتفاع الأقساط، الذي بالرغم من اجماع المشاركين على أهمية العمل بشكل موحد من أجل تعطيله، الا ان لكل طرف تجربة تُذكر في هذا المجال. ولربما أوضحها تلك التي خاضتها 14 آذار السنة الماضية مع رئيس الحكومة الطلابية عصام شميطلي، والتي كانت موضوع سؤال من الجمهور.

في قانون الانتخابات، بدا جلياً ضياع ممثلي 14 آذار الواضح، في عدم اجابتهم بشكل تفصيلي عن السؤال حول ماهية القانون الأنسب للجامعة، ناهيك عن رأي الحملة بالقانون الحالي. في حين عبر ممثلو الحملتين الأخريين عن رغبتهما بقانون انتخابات نسبي يأخذ في الاعتبار التمثيل الصحيح بالاضافة الى متطلبات كل كلية. مع الاشارة الى أن بعض الأسئلة أحرجت بعض ممثلي الحملات، إلا أن الرد لم يرق إلى مستوى توضيح سياسة الحكومة الطلابية في العام المقبل.

في المحصلة، وبالرغم من أن المناظرة لم تشكل أكثر من تطور شكلي في العملية الديموقراطية الانتخابية، حيث لا يمكن الاتكال عليها في تغيير الكثير من الاراء، الا أنها أظهرت تحضيراً غير مسبوق من قبل حملة 8 آذار ان كان في الكلام أو الردود الواضحة، في وقت اعتاد معظم طلاب الجامعة على "النادي العلماني" وبرنامجه الذي يعتمده سنوياً، ويحاول مراراً العمل وفقه في الجامعة. ويحسب لـ"Outlook" أيضاً اجراؤها ما كان يعتبر مستحيلاً في السنوات الماضية من نقاش علني بين الأطراف، "سيعمل على استكماله في السنوات المقبلة"، على حد قول نذر.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024