أسراب الجراد في لبنان: شائعات وهلع

لوسي بارسخيان

الثلاثاء 2019/05/07

منذ أن نشرت صور أسراب الجراد في ترحالها بين اليمن والسعودية، وهناك من يصر على بث شائعات تثير الذعر، عن وصول أعداد هائلة منه إلى لبنان. ويتحدث عن كارثة لم تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الأولى، إلى حد تعقب أنواع من الجراد "المحلي"، الذي يظهر موسمياً في مثل هذا الوقت من السنة، لإحاكة "أساطير"، تسهم بعض صفحات التواصل الاجتماعي بانتشارها الواسع، من دون أن تبرز ولو صورة تثبت الإدعاءات.

أساطير وشائعات
تذهب "المخيلة" الشعبية إلى أبعد من ذلك، من خلال ربطها بين سلسلة ظواهر طبيعية، ولو استثنائية، شهدها سهل البقاع في الآونة الأخيرة. بدءاً من أسراب الفراشات المهاجرة، التي اجتازت الأراضي اللبنانية بالآلاف في ترحالها نحو أوروبا، والتي أعقبها في الأسبوع الماضي أسراب من الـ"خنفساء"، التي شيّع البعض أنها حلت مكان أسراب الجراد، بعدما أعاقت ثلوج "نيسان" طريقها. ليعود الحديث في هذا الأسبوع عن "الجراد".

ولكن ما يتبين، وفقاً لأكثر من شرح قدمه رئيس مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، ميشال أفرام، فإن هذا الجراد، حتى لو توفرت له كل العوامل المساعدة ليصل إلى لبنان، فإنه لن يجد في مناخه بيئة ملائمة، ذلك أننا متجهون إلى إنخفاض في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، والجراد عموما يحبذ "المناخ الصحراوي". علما أن عوامل وصول الجراد إلى لبنان غير متوفرة بالأساس، ومنها وجهة الرياح "الغربية" التي تعاكس "المسار" باتجاه لبنان، إلى بعد المسافة الجغرافية بين لبنان واليمن والسعودية، والتي تجعل الجراد، قبل وصوله إلى لبنان، يحط أولاً في الدول المجاورة، ومنها سوريا والأردن. والأخيرتين لا يبدو أنهما وضعتا في حالة تأهب لمواجهة مثل هذه الحالة.

الجراد المحلي
ولكن ماذا عن النوع المحلي الذي رصد في بعض الأماكن، هل يمكن أن يتكاثر. تؤكد رئيسة قسم الحشرات في مصلحة الأبحاث الدكتور زينيت خوري لـ"المدن" أن النوع المحلي الموجود هو جراد فردي، أو ما يعرف بالـsolitaire، وهو عادة يظهر في الطبيعة بعد فترة الشتاء، ولكن هذا النوع يبقى فردياً، ولا يتكاثر إلا إذا توفرت له الظروف المؤاتية.

فيما يشير مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود لـ"المدن" أن الوزارة وضعت في حال استعداد لمكافحة أنواع الجراد إذا وجدت. وهي كانت في العام 2004، قد واجهت حالات محدودة.. إنما وفقاً للكشف الذي تجريه فرق وزارة الزراعة في الحقول، فإن ما يشتبه البعض بكونه جراداً، ليس سوى حشرات تظهر في الطبيعة في مواسمها، ولا داعي للهلع.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024