يوم أسود: إصابات كورونا تخطّت الألف.. والوزيران يتقاذفان التهم

المدن - مجتمع

الأحد 2020/09/20
بينما ضرب عدّاد فيروس كورونا، اليوم الأحد، رقماً قياسياً جديداً بتسجيل 1006 إصابات بالفيروس في يوم واحد، كانت السلطات المعنية تتقاذف الاتهامات  والمسؤوليات وتخوض سجالاً لا طعم فيه ولا لون ولا رائحة، إلا التأكيد على أنّ السلطة الحاكمة غير مخوّلة للحكم، وتتعامل بخفة مطلقة مع الملف الصحي. فانشغلت وزارتا الصحة والداخلية اليوم بسجال ثنائي، في حين الوباء اجتاح كل لبنان. فالوزيران اللذان لا تجمعها صورة واحدة، اشتبكا في مواقف وبيانات حول ضرورة إقفال البلد أو عدمه في ظل انتشار الوباء. ودعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن، إلى "إقفال تام للبلاد لمدة أسبوعين ضمن حالة طوارئ لا بد منها وفق إجراءات مشددة، بهدف استعادة القدرة على السيطرة على الأمور". وشدد حسن على أنّ القرار بهذا الشأن سيصدر بعد اجتماع لجنة كورونا المقرّر غداً، مشيراً إلى أنّ نسبة الإصابات المحلية بلغت 8% من الفحوص. وكان حسن قد شدد على "ضرورة إعلان حالة طوارئ قابلة للتطبيق تؤدي للملمة ووقف الانتشار، وعلى تحمل المؤسسات الاستشفائية مسؤولياتها أمام المجتمع، وعلى الأجهزة الأمنية ‏أن ترعى قانون التعبئة العامة والسهر على تطبيقه من دون أي استثناءات".‏

وعلى الفور، ردّ المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات، محمد فهمي، على كلام حسن مشيراً إلى أنه "يتم التداول بتصريح صادر عن وزارة الصحة العامة وتحميلها مسؤولية فشل الاقفال التام الشهر الفائت إلى القوى الامنية والبلديات، إنّ القوى الأمنية كما المحافظين والقائمقامين والبلديات والمخاتير كافة يقومون بواجباتهم كاملة للحد من الجائحة من خلال البيانات والمعلومات المتاحة بين أيديهم والتي غالباً ما تصلهم ناقصة أو في الوقت غير المناسب". وحول دعوة حسن إلى الإقفال، أكد المكتب الإعلامي في بيانه إلى أنّ "المجتمع اللبناني ليس لعبة بين الأيادي ليخضع أسبوعاً للإقفال وآخر لإعادة الفتح"، وتمنّت على "الوزارة المعنية القيام بواجباتها التي لو التزمت بها وبتوصيات وزارة الداخلية منذ بدء تفشي الوباء في لبنان، لكانت وفّرت تقاذف المسؤوليات يميناً ويساراً".

عدّاد كورونا
على وقع هذا السجال، كان لفيروس كورونا اليوم كلمة حاسمة في التثبّت من أنّ الوباء انتشر وسط التلهّي الحكومي. فأعلنت وزارة الصحة في تقريرها اليوم، الأحد 20 أيلول 2020، تسجيل 1006 إصابات و11 حالة وفاة جديدة في 24 ساعة. وهو الرقم اليومي الأعلى على مستوى الإصابات الجديدة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 29303. وبينما لامست الإصابات الـ30 ألف، تلامس حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالفيروس حاجز الـ300، وقد بلغت اليوم 297 حالة منذ شباط الماضي. وحسب البيان الصادر عن الوزارة، توزّعت الإصابات الجديدة بين 1003 إصابات لمقيمين و3 وافدة من الخارج، ومن بينها أيضاً 8 حالات في الجسم الطبي، رفعت إجمالي الإصابات في القطاع الصحي إلى 843. وتم تسجيل خلال الساعات الماضية 451 حالة استشفاء، منها 123 حالة في العناية المركزة. وعلى مستوى الفحوص، تم خلال الـ24 ساعة الأخيرة إجراء 9797 فحصاً لمقيمين و2603 لوافدين، ليبلغ إجمالي الفحوص التي تم إجراءها إلى اليوم 713,366.

بعلبك
وحدث اليوم، في بلدة حوش الرافقة في بعلبك، مشهد غريب من نوعه حين اعترض أهالي البلدة على إجراءات دفن أحد المتوفين المصابين بفيروس كورونا. فعمل هؤلاء، في إصرارهم على "تكريم" المتوفى، حسب ما اعتبروا، على انتزاع الجثمان من العناصر المخصصة والمدربة لهذه المراسم بعتادها الصحي العازل، لدفنه بطريقة طبيعية. وقد تعرّض الفريق الصحي للاعتداء ما دفع محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، على التأكيد في تغريدة له على تويتر: "نستنكر الاعتداء على طاقم الهيئة الصحية في حوش الرافقة، الذين كانوا يقومون بدفن إحدى ضحايا كورونا بشكل شرعي وعلمي". وأكد خضر على أنّ "هؤلاء المتطوعين يخاطرون بحياتهم بظل انتشار الوباء، وأن هذا الفعل إذا دلّ على شيء، فعلى قلة الوعي والإصرار على العيش في النكران. كورونا مش كذبة".

إقفال مؤسسات وإدارات
ووسط تسجيل الإصابات بفيروس كورونا، أكدت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي أنه "بعد الاطلاع على النتيجة الموجبة لفحصي كورونا لموظفتين تعملان في المؤسسة، أبلغت جميع الموظفين بملازمة منازلهم نهار غد الاثنين، ريثما يتم تعقيم كامل المؤسسة وينتهي فرز وتحديد المخالطين، والتنسيق مع وزارة الصحة لاتخاذ الاجراءات والفحوصات اللازمة كافة".
وشمالاً، أعلن مجلس نقابة المحامين في طرابلس إقفال مبنى النقابة الإثنين بداعي التعقيم، وذلك تماشياً مع قرار إقفال قصر عدل طرابلس لتعقيمه وإجراء فحوصات Pcr لبعض الموظفين. وذلك بعد تسجيل 3 إصابات على الأقل لمحامين ومحاميات تبيّن مشاركتهم في احتفال حلف اليمين يوم 17 أيلول الجاري. مع العلم أنّ قصر العدل في المدينة سيقفل ليوم واحد فقط كإجراء صحي وقائي، بعد اتصالات تمّت بين الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في الشمال القاضي رضا رعد ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود ووزيرة العدل ماري كلود نجم.

إصابات الشمال
وعلى صعيد الإصابات، أعلنت خلية متابعة أزمة كورونا في قضاء طرابلس تسجيل 82 حالة موجبة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرةً إلى أنّ العدد الاجمالي للاصابات في القضاء بلغ 2290، منها 1332 حالة شفاء و32 حالة وفاة. وتخّطت محافظة عكار عتبة الـ600 مصاب بالفيروس مع تسجيل 12 إصابة جديدة، في حين بلغ العدد الإجمالي للوفيات 8. وفي الكورة، أعلنت لجنة إدارة الأزمات في القضاء تسجيل 14 إصابة جديدة توزّعت على ستّ قرى في القضاء. أما في زغرتا، فتم تسجيل 10 حالات إضافية في 6 بلدات من القضاء.

الإقليم والجنوب
وفي إقليم الخروب، أعلنت بلدية برجا تسجيل 7 اصابات جديدة بكورونا، رفعت العدد التراكمي للإصابات إلى 56، منها 7 حالات شفاء، في حين تمّ تسجيل 3 حالات في بلدة الناعمة-حارة الناعمة. وجنوباً، أعلن التقرير اليومي الصادر عن خلية الأزمة في اتحاد بلديات جبل عامل - مرجعيون، تسجيل 3 إصابات جديدة، واحدة في كل من حولا والصوانة والخيام. كما أعلنت عن تسجيل 5 حالات شفاء، فارتفع عدد المصابين في قرى الاتحاد منذ بداية الأزمة حتى تاريخه إلى 168 إصابة، منها 109 حالات شفاء و6 حالات وفاة. وفي صيدا، تم تأكيد إصابة أحد الموظفين في سنترال المدينة، مع تأكيد الإدارة على البدء بتنفيذ الاجراءات اللازمة لتحديد المخالطين له وتعقيم السنترال، على أن يستأنف العمل فيه صباح غد كالمعتاد.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024