عام دراسي بنصف منهاج.. وأساتذة مرعوبون من كورونا التلاميذ

وليد حسين

الخميس 2020/09/17
عودة الطلاب في التعليم الرسمي ما زالت تنتظر الوعود التي تلقتها المدارس من وزارة التربية والتعليم العالي، كما الوعود التي تلقتها الوزارة من الجهات المانحة. ففضلاً عن صعوبة التعليم عن بعد ومستلزماته، حتى الجزء المتعلق بالتعليم الحضوري دونه عقبات. إذ تتطلب العودة إلى المدرسة تأمين مستلزمات صحية ومرشد صحي، بدأت الوزارة بالطلب من المتخصصين تقديمات طلبات للتعاقد معهم.
لكن توزيع المواد المعقمة والكمامات وموازين إلكترونية للحرارة على المدارس والثانويات والمعاهد المهنية الرسمية، تنتظر تنفيذ الوعود التي تلقتها الوزارة من اليونيسف والصليب الأحمر اللبناني لتأمينها. بيد أن الأصعب من هذه المواد الصحية هو تأمين التجهيزات الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر للمدارس والتلامذة. وقد أمنت اليونيسف 8000 جهاز كمبيوتر محمول للصفوف، وما زالت الوزارة بحاجة إلى ألف جهاز كمبيوتر ليكتمل تجهيز كل الصفوف في المدارس والثانويات الرسمية. 

عام تحت التجربة
في حديثه إلى "المدن"، أكد رئيس رابطة التعليم الثانوي في لبنان، نزيه جباوي، أن الأساتذة سيبدأون التدريس كما هو مقرراً. لكن ستكون العودة إلى المدرسة تحت التجربة. ففي حال سارت الأمور بشكل جيد ولم تحصل إصابات كورونا، ضمن الخطة التي وضعتها وزارة التربية، في تقسيم الصفوف لتنفيذ مبدأ التباعد، سيكون الأمر ميسراً. لكن خطة الوزارة لها عقبات مادية أساسية. فصناديق المدارس والثانويات فارغة تقريباً، وأسعار اللوجستيات التي على المدرسة تأمينها، من مواد تعقيم وكمامات للطلاب والمعلمين وأدوات تنظيف وتعقيم يومي للصفوف والمراحيض، كلها على سعر صرف دولار السوق. والوزارة لم تقدم إلى حد الساعة إلا الوعود، في وقت بات العام الدراسي على الأبواب. 

نصف منهاج
وإذ شدد جباوي على أن تقليص المنهج الى النصف واستقبال 50 بالمئة من القدرة الاستيعابية للمدرسة ممكنة، لكن عدم توفر الامكانات المادية في صناديق المدارس الرسمية، لتتمكن من أن تكون على جهوزية لاستقبال الطلاب، سيجعل بدء العام الدراسي تحت التجربة. ففي حال حصلت أي إصابة في أي مدرسة أو ثانوية سنتوقف عن التدريس.

الأساتذة حريصون على بدء العام الدراسي، وأن لا يتأذى أي أستاذ أو طالب، كما قال. وأضاف، في مواجهة كورونا رأينا كيف تتصرف باقي الدول، التي عادت وبدأت بإقفال المدارس، بعد ظهور إصابات. وبالتالي نتمنى من الوزارة أن تبدي حرصها على هذا الأمر. وربما نعود إلى التعليم عن بعد. فإلى حد الساعة من المقرر ألا يتعدى التعليم عن بعد العشرين في المئة، مقابل التعليم الحضوري بأكثر من 80 في المئة. إذ ستقسم الصفوف إلى قسمين وكل فئة تحضر أسبوعاً. وهذا يترتب عليه خفض المناهج بنحو النصف.  

التعليم عن بعد
ووفق جباوي، اتخاذ قرار بالتعليم عن بعد له عقبات كثيرة، ولم يحصل أي تغير من العام الفائت في مسألة التعليم عن بعد التي كانت فاشلة. فهناك أكثر من ثلاثمئة ألف طالب في التعليم الرسمي يحتاجون لأجهزة إلكترونية، إضافة إلى عشرات الآلاف من الأساتذة. هذا فضلاً عن العقبات اللوجستية المتعلقة بانقطاع الكهرباء وضعف شبكة الانترنت وعدم توفرها مجاناً للطلاب والأساتذة. وأضاف: نحن على مقربة أيام من بدء العام الدراسي ولم تؤمن الوزارة غير الوعود والقول إنها تسعى للحصول على مساعدات. 

وفيما يتعلق بالقرطاسية، أكدت الوزارة للرابطة أنها أمنتها مجاناً لحد الصف السادس. لذا يطالب الجباوي أن تؤمن الوزارة القرطاسية للجميع المراحل وإلى المدارس أيضاً. فأبسط الأمور، أي ماعون الورق ارتفع سعره بنحو خمسة أضعاف، وعلى المدارس طباعة دروس وامتحانات وغيرها. 

لا جديد في المساعدات
مصادر وزارة التربية أكدت أنها تسعى لتأمين المساعدات وتنفيذ ما وعدت به. لكن ليس هناك من جديد على هذا الصعيد غير المساعدات التي أعلنت عنها سابقاً، سواء لناحية المساعدات اللوجستية للمدارس التي تأمنت من اليونيسيف، أو لناحية المساعدات التي تلقتها لإعادة إعمار وترميم المدارس التي تضررت جراء انفجار مرفأ بيروت. 

في الأثناء عاد الأساتذة إلى الدوام الرسمي منذ أسبوعين، ويواظبون على شراء الكمامات والمعقمات وعلى نفقتهم الخاصة. ولم يبادر أي مدير مدرسة بسؤالهم عن حاجتهم لجهاز كمبيوتر، كما أكد أكثر من أستاذ لـ"المدن".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024