المدن - مجتمع
وأوضح أن الشراكة مع اليونسكو في عملية ترميم هذه المباني الجامعية أتت بدعم من أمير دولة قطر، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وسفير قطر في لبنان، مؤكداً سعيه مع العائلة التربوية والجامعية إلى استدامة التعليم في لبنان، لأن التعليم حق ولأن التربية فوق الجميع. من هنا يأتي تقديرنا وعرفاننا بجميل الدول والمنظمات والمؤسسات التي تستجيب لاحتياجاتنا المتعاظمة في ظل أزمات متراكمة.
عشرة ملايين دولار
بدروه قال السفير القطري إن "جهود مؤسسة التعليم فوق الجميع واليونسكو تضافرت، بدعم مقدم من صندوق قطر للتنمية بلغ حوالى 10 مليون دولار، من أجل إعادة تأهيل 55 مدرسة و20 مركزاً للتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني وثلاث جامعات، بهدف ضمان استمرار الرسالة التعليمية، وضمان حق الأطفال والشباب في العودة إلى الصفوف الدراسية وتلقي تعليمهم بشكل آمن وميسر"، مؤكداً أن "ما يقارب ثلاثين ألف شخص استفادوا من مشاريع المؤسسة في لبنان منذ العام 2013".
من ناحيته، أكد رئيس الجامعة اللبنانية "أهمية هذا التعاون بين الجامعة اللبنانية واليونسكو بشكل عام، وبالأخص في الأزمات الصعبة الحالية، سواء كانت صحية أو اقتصادية أو أمنية، لا سيما إثر انفجار مرفأ بيروت الذي أحدث شللا في قطاع التعليم العالي والجامعة اللبنانية، على الصعيد الانساني وفي البنية التحتية"، لافتاً إلى أن "مكتب اليونسكو في بيروت كان السباق في مؤازرة الجامعة اللبنانية لمواجهة هذه العقبات وإعادة تأهيل الأبنية المدمرة والبنى التحتية من خلال الدعم المقدم عبر مبادرة "لبيروت".
تخليد التراث
أما رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، فقال: "لبنان كثيراً ما يقال إنه ينهض أقوى وأفضل بعد كل كارثة وعلى مر السنين، مثل طائر الفينيق في الأساطير اليونانية". وشكر المقيمين على المشروع معتبراً "أن ما يقومون به لإنقاذ تراث لبنان لا يخلد ذكرى تاريخه فحسب، بل يبني أيضا الأمل الذي تشتد الحاجة إليه داخل هذا البلد ويذكرنا بأن الصمود والاستمرارية ممكنان بعد كل شيء". وأضاف: "تعمل إعادة الإعمار الحضري والمعماري بعد الكوارث على تطوير مدن قادرة على الصمود، يتم تمكينها من خلال دروس الماضي لإعادة ابتكار نفسها من أجل مستقبل أفضل".
وأضاف أن اليونسكو، بصفتها صديقة قديمة للجامعة الأميركية في بيروت، دعمت المبادرات الثقافية لهذه الجامعة، وتكريم أعضاء هيئة التدريس المتميزين فيها، وشاركتها في تعليم الشباب وتنميتهم على مدى عقود. لقد شهدت عن كثب الأهمية التاريخية للمباني التي ننقذها اليوم في هذا الحرم الجامعي، تلك التي تمثل أكثر من 150 عاماً من تاريخ شعوب هذه المنطقة. كانت هذه المباني مساحة ليبرالية حيث حصل أكثر من 70 ألف خريج في جميع أنحاء العالم على تعليمهم، وتفاعلوا في الحرم الجامعي وخلقوا ذكريات مدى الحياة.
قنص الطلاب
من جانبه أطلق رئيس جامعة القديس يوسف "نداء باتجاه منظمة اليونسكو للمساعدة المعنوية والمادية على ثلاثة مستويات:
الأول، المساعدة في تثبيت شبيبتنا في أرضهم ووطنهم فيستمرون بالثقة في مؤسساتهم الجامعية والتعليم العالي بشكل خاص. فهذه المؤسسات يجب أن تبقى قوية ليشعر التلامذة في المدارس أن الجامعة في لبنان ستبقى منيعة وثابتة ورائدة في رسالتها التربوية الأكاديمية، وفي التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.
الثاني، إقناع بعض الجامعات خصوصا في أوروبا بالتوقف عن قنص طلابنا بحيث يغرونهم بالمال والعتاد، وبالتالي يعملون على إفراغ هذا الوطن من مقومات استمرار مؤسساتنا في تأدية رسالتها.
وثالثاً إن الحاجة ماسة على مستوانا على الأقل لدعم كل ما هو في باب المعلوماتية من الأجهزة والبرامج والصحائف والكتب والمجلات الإلكترونية. وهذا يشكل على الأقل أربعين في المئة من موازنة المشتريات السنوية اليوم في الجامعة، نظراً إلى ضرورة تأمينها للطلاب والأساتذة والباحثين".