أضواء إشارات تقاطع إيليا: أحمر أخضر.. ثورة!

المدن - مجتمع

السبت 2019/11/09

يوماً بعد يوم، منذ بدء الثورة الشعبية في مختلف المناطق، ومن بينها صيدا، يبتكر حراك عاصمة الجنوب أشكالاً مختلفة من التعبير السلمي، بدأ واستمر مع التظاهر والاعتصام والهتافات ورفع العلم اللبناني، ولم ينته بالأغاني الثورية والوطنية وأنواع شتى من الفنون والأنشطة، وكان جديده ليل السبت إشراك المواطنين العابرين بسياراتهم عند تقاطع إيليا، حيث قلب الثورة النابض في صيدا، بالتعبير عن دعم مطالب الثوار عن طريق إطلاق أبواق وزمامير سياراتهم.

لليوم السابع عشر، لم تخلف صيدا موعدها اليومي مع الثورة، ليلها ينقلب نهاراً، حيث إشارات السير الضوئية عند تقاطع إيليا اتخذت لها ضوءاً إضافياً هذه المرة بلون الثورة، فتفتح مساراته للسيارات حيناً وللثوار أحياناً، ليتحول من نقطة مرورية إلى نقطة عبور نحو تحقيق مطالب الثوار وتحقيق لبنان الذي يريدون.

ونهار صيدا تحول فسحة للثوار وللمدينة لالتقاط الأنفاس، وللتحضير للحراك المسائي الذي بات، كما تقاطع إيليا، علامة صيدا الفارقة في هذه الانتفاضة الشعبية، به تبقي جذوة الثورة متوهجة، تناغماً مع توأمها طرابلس وغيرها من المناطق، التي لا تزال تشهد استمراراً للتحركات.



أطول علم لبناني
محاطين بحزام بشري من جنود الجيش، احتشد المتظاهرون في صيدا وسط تقاطع إيليا بعدما أُقفل بداية بشكل جزئي، ثم كلياً بعد توافد أعداد كبيرة إضافية منهم إلى المكان. وسبق بدء الحشد تظاهرة جابت بعض شوارع المدينة ترفع "أطول علم لبناني"، وتم فيها توزيع ورود على ضباط وجنود الجيش.

وكما في كل يوم، يؤكد المتظاهرون على الاستمرار بالثورة حتى تحقيق المطالب التي يتشاركون في رفعها مع بقية المناطق، وهم يعتبرون انها سبب كاف لبقائهم في الشارع. ويرفض بعضهم اعتبار استمرار الحراك في صيدا وطرابلس بشكل خاص (أي المدن ذات الأغلبية السنّية) وبهذا الزخم، على أنه رد فعل على اقتصار الجزء الذي تحقق من المطالب على استقالة حكومة الرئيس الحريري، فهم يعتبرون أن استقالة الحكومة هو انجاز للحراك، لكنه ليس كافياً ولا يحقق التغيير المنشود، طالما المنظومة السياسية نفسها لا تزال موجودة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024