ما علاقة الحجر المنزلي بجريمتي قتل امرأتين في البقاع؟

لوسي بارسخيان

الأحد 2020/04/05

"ليس الحجر المنزلي ما حمل علي. م. على طعن زوجته في بر الياس". هذا ما قالته جمعية "كفى" عن جريمة "العنف المنزلي" المروعة التي وقعت ظهر يوم الجمعة 3 آذار الجاري في بلدة بر الياس البقاعية.

طعنات ست
زوج طعن زوجته في البلدة طعنات ست بسكين يستخدمه اللحامون. فعل ذلك وتركها بين الحياة والموت على باب منزل استأجرته لتسكن فيه مع أولادهما الثلاثة في بداية تفشي كورونا. كان الزوج الجاني قد طردها من منزلها الزوجي منذ أكثر من 8 أشهر. و"رفض أن يعطيها ويعطي أولادها أي قطعة ثياب من ثيابهم"، على ما يقول شقيق المغدورة، أحمد حماده، لـ"المدن".

كانت زينب - وفقا لرواية شقيقها - عائدة من ساعات تدريس خصوصية، لاصطحاب اثنين من أطفالها الثلاثة إلى منزل شقيقتها، حيث ينتظرها إبنها الأصغر. لم يعبأ علي، زوجها بحال التعبئة العامة التي تحتم وجود أولاده في المنزل. انتظرها قرب باب منزلها أكثر من ساعة، كما يظهر من خلال كاميرات مراقبة مثبتة في المكان. وهناك معلومات عن تنكره بزي إمرأة. ولما رآها انهال عليها بطعنات ست مباشرة في صدرها. ثم فرّ بعدما حاول إحراق السكين والثوب الذي كان يرتديه قرب المنزل.

طلاق منفرد
النيابة العامة التمييزية في البقاع - بحسب مصادر قضائية - سطرت قرار بحث وتحري بحق الزوج المتواري عن الأنظار. فيما طالب الشقيق بإنزال أشد العقوبات به، وقال إنها لم تكن المرة الأولى التي يعتدي فيها على زينب، رغم محاولات لإصلاح علاقتهما أكثر من مرة.

وقال أحمد إن علياً لم ينفق قرشاً على أولاده منذ ثمانية أشهر. بل إن زينب تدبرت أمورها من راتبها كمدرسة لمادة البيولوجيا في مدرسة الإمام الجواد. وعلى رغم تحفظ عائلتها على طلاقها، كان قرار زينب حاسماً بانفصالها التام عن زوجها. لذا أقدمت على استئجار منزل، حجرت فيه نفسها مع أطفالها الثلاثة الذين لا يتجاوز عمر أكبرهم 11 سنة.

حجر وعنف منزلي
ولكن "الحجر المنزلي لم يكن سبب الجريمة"، يؤكد مصدر قضائي لـ "المدن"، مشيراً إلى ارتفاع عدد شكاوى "العنف المنزلي" ارتفاعاً كبيراً في الأيام الماضية: هناك أكثر من 50 شكوى أو اتصال تتلقاه الأجهزة الأمنية يومياً، للتبليغ عن حالات تعنيف، ضحيتها نساء وأطفال في منطقة البقاع.

وفي هذا الإطار يضع المصدر القضائي أيضاً قضية مقتل أم قاصر من التابعية السورية "شنقا" ليل الجمعة - السبت، 3 – 4 نيسان، متحدثاً عن توقيف الزوج على ذمة التحقيق.

في المقابل يشير معنيون في جمعية "كفى" إلى أنه من المبكر تقييم المعطيات حول أثر الحجر المنزلي في زيادة عدد ضحايا التعنيف المنزلي. "فالمعنّف" في المنزل غالباً ما لا يبلّغ عما تعرض من عنف.

وإذا كانت مصادر تتحدث عن ارتفاع عدد الحالات التي تطلب الحماية القضائية، فإنها تعتبر في المقابل أن نتائج "الضيق الاجتماعي والاقتصادي" الذي يخلفه الواقع القائم، تحتاج إلى وقت لتظهر. ولكنها بدأت تهدد الروابط الأسرية إلى حد بعيد.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024