القطط: نجوم الإنترنت وملوكها

يارا نحلة

الإثنين 2016/11/28
من دون أي جهدٍ، اجتاحت المخلوقات الأنيقة والعبثية حياة الناس الإفتراضية على الإنترنت وفرضت نفسها مادةً جاذبة لهم. نتحدث هنا عن القطط، تلك الحيوانات الأليفة التي تجمع بين المتناقضات: الغرور والحمق، اللامبالاة والتوق إلى لفت الأنظار. لقد تمكنت من تحقيق نسب مرتفعة من مشاهدات شبكات التواصل الاجتماعي. فوفق دراسةٍ أُعدّت في العام 2015 بعنوان "من يشاهد قطط الإنترنت، لماذا، وما هي آثار ذلك" وصل عدد فيديوهات القطط على يوتيوب وحده إلى نحو مليوني فيديو مع معدل 1200 مشاهدة للفيديو. وهو معدل يفوق معدلات مشاهدة أي فئة أخرى على الموقع، حتى قال البعض إن القطط "استولت" على الإنترنت وأنها "تعويذة الإنترنت الجالبة للحظ"، فيما رأى آخرون في الإنترنت "حديقة إفتراضية للقطط".


التأثير الإيجابي للقطط
هناك إعتقاد يقول إن الحيوانات الأليفة بشكلٍ عام تجعل البشر أكثر سعادةً، وهي تمنحهم الطاقة والمزاج الإيجابي. وقد وجدت إحدى الدراسات أن مشاهدي مقاطع فيديو تظهر فيها القطط أصبحوا أكثر سعادةً بعد مشاهدتها. كما ظهر من خلال عدد من الإستطلاعات أن الناس يشاهدون فيديوهات القطط خلال ساعات عملهم بشكل خاص، كطريقةٍ للتأجيل والهرب من وطأة المسؤوليات.

القطط مرآة البشر
في كتابها Cat Is Art Spelled Wrong تصف الكاتبة مايا بوستيلوس القطط بأنها مرآة للطبيعة البشرية. فهي تذكّرنا بأنفسنا وتعكس مشاعرنا تجاه أنفسنا. فلدى القطط بحسب الكاتبة إضطرابات في الشخصية، تكشف عن سلوك ملكي وغروري في لحظةٍ ما، ثمّ تتحوّل إلى سلوك أقرب إلى العته في اللحظة التالية، واضعة نفسها في مواقف مضحكة وبلهاء، باحثةً عن الاهتمام ولفت الأنظار، ثم بعد لحظات تعود لتفصح عن لامبالاة صريحة وواضحة.


الفن من أجل الفن
بعكس الكلاب التي تعبّر دائماً عن حبّها المخلص واللامتناهي لأصحابها، تملك القطط مزاجاً متقلباً تعكس من خلاله شخصية أكثر تعقيداً. يعتبر سلوك القطط "الإستقلالي" والبليد واللامكترث، الذي يعتبر محل حسد للمشاهدين في سّرهم، عاملاً أساسياً في جعلها مادّة مثيرة للمشاهدة، في مقارنتها مع الكلاب التي تبذل جهداً للحصول على الرضى. يشبه الصحافي جاك شابرد هذا السلوك بمقولة "الفن من أجل الفن"، أي القيام بشيء مجرّد من أي هدف أو رغبة في إثارة إعجاب الآخر.

جعلت هذه السمات القطط نجوماً على الإنترنت، حاصدةً لأصحابها أرباحاً هائلة. تفوقت بعض القطط في نجوميتها على قططٍ أخرى وإليكم هنا أبرز نجوم القطط المعروفين اليوم:

Lil Bub


اشتهرت ليل باب، عن طريق الخطأ، بعدما نشر صاحبها صورة على الإنترنت تظهر شكلها الفريد. لـLil Bub لسان يظلّ خارج فمها، كما لديها أصابع إضافيةً في كل قدم، وهي في عمر السنتين، لاتزال نت دون أسنان. كما أن Lil Bub هي موضوع فيلم وثائقي بعنوان "Lil Bub & Friends".

Grumpy Cat


ظهرت Grumpy Cat أو القطة النكدة في وثائقي Lil Bub & Friends هي الأخرى. اشتهرت Grumpy Cat بملامح وجهها الغاضبة وهي نتيجة طفرة جينية تعرف بتقزم القطط. تذكّرنا هذه القطة الغاضبة بأنفسنا حين نكون بمزاجٍ سيء، كما تذكرنا بقططنا ذات السلوك الغريب والمنفر أحياناً، الذي لا يمنعنا من أن نحبها. غرامبي كات هي بمثابة دليل حيّ على حبنا غير المشروط للقطط، وعلى شخصيتها الفريدة، وقد يكون ذلك أحد أسباب شهرتها الواسعة. ظهرت غرامبي كات في عددٍ من الفيديو كليب والأفلام المضحكة. وتشير أغنية Best Kittycat Song إلى حبّ غرامبي كات لكلّ ما هو كريه وسيء كالإرهابيين وأدولف هيتلر والحوادث، لتؤكّد في النهاية أن الشيء الوحيد الذي علينا أن نحبه هو القطط.

Maru


Maru هي قطة يابانية سمينة تعرف بهدوئها وخمولها. لمارو فيديوهات على يوتيوب تظهر فيها وهي تقوم بتصرفات حمقاء كالجلوس في وعاء أو على أرجوحة أو داخل علبة بعد دقائق من المحاولة.

Henri القط الوجودي


هنري، القط الفرنسي الوجودي، هو نجم سلسلة الأفلام القصيرة "Henri, le Chat Noir" التي تظهر تأملات هنري وأسئلته الوجودية. يسخر مخرج هذه السلسة من النظرة الأميركية تجاه الأفلام الفرنسية والتي تعتبر أن السينما الفرنسية هي "مدعية وفلسفية"، ولم يجد أفضل من القطّ للتعبير عن هذه الصفات. يصف هنري نفسه باللاواقعي المكتئب ويطرح أسئلةً عن الفنّ والأدب والسياسة، وعن حرية القطط وهمومها اليومية مع تراجيديا مبالغ فيها.

Space Cats


أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة حصدها فيديو على يوتيوب يظهر قطتين تسبحان في الفضاء، تموءان وتخرخران مع الموسيقى الإلكترونية. توفّر القطط الفضائية مهرباً من الحياة الواقعية اليومية وتذهب بالمشاهد إلى عالمٍ أكثر لطفاً وسعادةً تملؤه بلاهة القطط وفروها الدافئ.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024