الثنائي الشيعي يحرم الجنوب من المستشفى الميداني القطري

المدن - مجتمع

الإثنين 2021/01/18
بعد "مبادرة" رئيس المجلس النيابي، نبيه برّي، لنقل المستشفى الميداني الذي قدمته دولة قطر كهبة لمواجهة جائحة كورونا، من مدينة صور إلى بيروت.. بدأت الأصوات المعترضة تتصاعد جنوباً. ورفض تجمع "نبض الجنوب المنتفض"، الذي تأسس خلال انتفاضة 17 تشرين، هذا الأمر. معتبراً أن خلافات الثنائي الشيعي المهيمن على الجنوب حرم مدينة صور من المستشفى، رغم حاجة المنطقة له في ظل انتشار وباء كورونا. فمدينة صور لا يوجد فيها مستشفى حكومي، وتعاني المنطقة كلها من عدم وجود مستشفيات مجهزة لعلاج مرضى كورونا. 

تشغيل المستشفى مجاناً
و"نبض الجنوب" عبارة عن تجمع يضم نحو مئتي شخصية جنوبية من ديموقراطيين وعلمانيين، جلهم من أصحاب المهن الحرة وأطباء ومهندسين وفاعلين في الشأن العام، أعلنوا وقوفهم ضد هيمنة الثنائي الشيعي على المنطقة. 

وأكد الطبيب علي عز الدين لـ"المدن" أنه تواصل مع 15 طبيباً أبدوا  استعدادهم لتشغيل المستشفى وإدارته من دون مقابل مادي. لكن أحداً لم ينصت لهم منذ نحو أسبوع، أي قبل قرار نقل المستشفى إلي بيروت.
وأوضح أنهم عندما رأوا أن بلدية صور تتذرع بعدم قدرتها على تشغيل المستشفى، بسبب عدم توفر الأموال، وضعوا أنفسهم بخدمة أهالي صور للعمل مجاناً في المستشفى وإدارته. وهذا يوفر جزءاً من الكلفة التشغيلية التي تذرعت البلدية ووزارة الصحة عدم قدرتهما على تكبدها. لكن المسألة ليست مالية حصراً، بل تتعلق بفساد قوى الأمر الواقع. 

حرمان صور من الهبة
وحيال نقل المستشفى إلى بيروت أصدر تجمع "نبض الجنوب المنتفض" بياناً سألوا فيه: "في ظل استفحال جائحة كورونا وتفشي سلالتها الفتاكة في لبنان بشكل عام والجنوب بشكل خاص، لماذا أُهمل تشييد المستشفى الميداني القطري في صور؟ وحتى ولو كان المستشفى الميداني، الذي قدمته دولة قطر مشكورة غير مكتمل، فهو هبة لمدينة صور، ومن ذا الذي يملك سلطة حرمانها من تلك الهبة؟"

وأضاف البيان: "نعم قد ينقص ذلك المستشفى مختبراً أو ماكينات تصوير أشعة، ولكنه بوضعه الحالي يمكنه أن يخدم صور وقضائها و لو بشكل مجتزأ، خصوصاً أنَّ صور حُرمت عن قصد من مستشفى حكومي، أمَّن الصندوق الوطني الكويتي تمويله منذ سنين طويلة، واحتجزت الأموال بتوافق الثنائي الشيعي وفقدت قيمتها مع مرور الزمن".

قرار الحرب والسلم
واعتبر التجمع "أن صور تقع في قلب منطقة الصراع مع العدو الإسرائيلي، وليس فيها أي مستشفى ميداني. فهي قد تحتاج المستشفى الميداني القطري في حال اندلاع الحرب مع ذلك العدو اللئيم، خصوصاً أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الدولة. والقيمون على القرار العسكري لم يأخذوا بالحسبان مصالح الناس العزَّل، لذلك فأن اندلاع الحرب يبقى أمراً يجب ان يؤخذ بالحسبان".

ولفت البيان إلى "أنَّه بسبب خلافات الثنائي الشيعي المهيمن أخرج المستشفى من مدينة صور"، بينما "لا يحق أبداً لهذا الثنائي التصرف بتلك الهبة، التي أرسلتها دولة قطر لمدينة صور".

مدينة بلا مستشفى
وأضاف: "الهروب من حرمان أهل المدينة و قضائها من هذا المستشفى، لتجهيز مستشفى قانا، الذي كان من الواجب تجهيزه منذ سنوات، ليس إلاَّ ذرَّاً للرماد في العيون. فالعقبات المالية التي تحول دون استكمال المستشفى الميداني، سوف تحول دون تجهيز مستشفى قانا، المتروك منذ سنوات. كما أن تأمين جهاز طبي وتمريضي لن يكون أمراً سهلاً للأسباب ذاتها التي منعت تأمين جهاز طبي وتمريضي للمستشفى الميداني".

واعتبر "التجمع" أن سياسات السلطة الفاشلة والفاسدة أوصلت اللبنانيين إلى المأساة الحالية، داعين الشعب اللبناني إلى محاسبة المسؤولين.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024