محمد ديراوي.. أصغر بروفيسور في النروج

أحمد الحاج علي

الجمعة 2018/10/19
في جعبته العديد من الألقاب، أصغر مهندس في الدنمارك، أصغر بروفيسور في النروج، وكثير من الاكتشافات، على رأسها طائرة بدون طيار تحمل المرضى، إضافة إلى عشرات البحوث العالمية. كل ذلك، ولم يتجاوز محمد ديراوي بعد 33 عاماً. 


في العام 1983 هاجر والده، الأستاذ السابق في الجامعة الأميركية في بيروت عمر ديراوي وزوجته اللبنانية من لبنان إلى الدنمارك. ذلك العام الذي يقول شفيق الحوت في مذكراته إنه شهد هجرة نحو 70 ألف فلسطيني. يحكي محمد بتواضع وتصميم قصة نجاحه لـ"المدن".

بعد هجرة والديه بعامين وُلد محمد. كان ثناء معلّميه لا يتوقف، لنبوغ ظاهر، واجتهاد أكبر. احتفت به الدنمارك، بوسائل إعلامها، ومجتمعها، كأصغر مهندس في تاريخها، وهو بالكاد يصل إلى أعتاب العشرين. وأنهى في هذا البلد الاسكندنافي الماجستير في أمن المعلومات وعلوم الكمبيوتر، ووسّع إدراكه ومعارفه بنيل شهادة الدكتوراه في الفلسفة من الجامعة النروجية للعلوم والتكنولوجيا.

منذ العام 2009 وهو يحمل لقب أصغر بروفيسور عُمْراً في النروج. يدرّس في الجامعة النروجية للعلوم والتكنولوجيا، وكذلك في وزارة الدفاع النروجية بمجال الأمن السيبراني. بالإضافة إلى ذلك، يملك شركة يطوّر من خلالها اكتشافاته في التقنيات الذكية. يصفه زملاؤه بأنه آلة لديها مشاعر. يكاد لا يعرف التعب. ويقول لـ"المدن" إن "العمل الدؤوب، والاهتمام القوي بما أعمل هو ما جعلني، ربما، أُحقق كثيراً من إنجازاتي بسرعة أكبر. كذلك، فإن اختيار الاختصاص العلمي وفق الامكانيات والرغبات يحدد إلى حدّ كبير سرعة الوصول إلى الهدف".

ينفي محمد وجود صعوبات جدية أو عقبات ثقافية واجهته أثناء مسيرته العلمية: "المهم وجود استراتيجية عامّة لحياتك تعمل عليها. وتحديد الأولويات في حياتك، وكذلك الحفاظ على التوازن بين دراستك التعليمية والحياة الاجتماعية. وعلى الصعيد الشخصي كان لوالديّ أثر كبير عليّ في تحقيق ما أصبو إليه". يعبّر عن امتنانه الدائم للاهتمام الكبير به من قبل القنوات التلفزيونية الإخبارية ووسائل الإعلام الاجتماعية في الدنمارك والنروج، "وهو ما يعكس نظرة حيادية تجاه الأقليات العربية وغيرها، وتصبح النظرة إيجابية مع إظهار التصميم في العمل".

يطمح محمد إلى "زيادة شبكة التعاون مع مزيد من العلماء العرب والجامعات في العالم العربي، رغم أن التواصل ما زال محدوداً، مع أنني أعلن استعدادي لمشاركة معرفتي البحثية والتقنية معهم لجعل العالم العربي أكثر تطوراً. حالياً، أنا على اتصال بالباحثين العرب من شمال أوروبا". يضيف: "هناك كثير من العلماء العرب من ذوي العقول المشهود لها. لسوء الحظ، غالباً ما تكون مشغولة بطبيعة وظيفتها، رغم أنها تحتل مرتبة متقدمة في المجتمع. مع ذلك يجب العمل على زيادة عدد العلماء والباحثين العرب في الدول الاسكندنافية".

محمد ديراوي، صاحب اختراع أول طائرة بدون طيار متطورة في العالم لنقل المرضى، لديه كثير من الطموح، ولا يظن أن زواجه المبكر منذ سنوات، وتكوينه أسرة، قد يقف في وجه هذا الطموح. فهدفه المقبل هو أن يصبح "مديراً للبحوث والتكنولوجيا في أي جامعة متطورة في العالم. بالإضافة إلى ذلك، أخطط لإنشاء مشاريع جديدة مثيرة للاهتمام في مجال الصحة الإلكترونية، والأمن الإلكتروني، والتقنيات الذكية".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024