جهاز لخدمات عديدة ويحمي الدولة من التزوير

نيكول طعمة

الإثنين 2018/12/17
استثمر قدراته العلميّة وطوّر مهاراته في مجال الإتصالات، حتى توصل إلى ابتكار جهاز ICN، الأول من نوعه بشأن الخدمات التي يقدّمها، ليس في لبنان وحسب، إنما في العالم. هو الشاب الفلسطيني المخترع، محمد عيسى عوض الذي نال في 26 تشرين الثاني 2018، براءة اختراع من وزارة الإقتصاد والتجارة في الجمهورية اللبنانية، بناء على طلب مقدّم من مجموعة طلال أبو غزالة للملكية الفكرية في لبنان.

للإتصال والتواصل
ما هو هذا الجهاز؟ وما الخدمات التي يوفّرها؟

يُقيم عوض (27 عاماً)، في مدينة صيدا جنوب لبنان، وهو حائز على شهادة في الفيزياء من جامعة بيروت العربية عام 2015. يقول في دردشة مع "المدن"، "رغبت في أن أُكمِل الماجستير. لكني لم أتمكّن من متابعة تحصيلي العلمي، ولا الحصول على وظيفة. فتوجّهت إلى العمل في متجر للهواتف، إلا أني لم أشأ أن أقف عند حدود هذا النمط من العمل المحدود، بل ذهبت إلى تطوير قدراتي ومهاراتي، منطلقاً من معاناة الناس ومشاكلهم اليومية، فابتكرت جهازاً خاصاً بتقديم العديد من خدمات الإتصالات، بغية تسيير شؤون المواطنين بأقل جهد ممكن ومنعاً لهدر الوقت، فضلاً عن الحد من الإحتكار".

Intelligent Communication Network (ICN)، أو شبكة الإتصالات الذكيّة، هو اسم الجهاز الذي يرتبط بمجال الإتصالات بشكل خاص، وفق عوض الذي يوضح: "ثمة عامل أساسي استوجب اختراع جهاز يعمل على إصدار SIM CARD، بحيث يسمح للمستهلك الحصول عليه بدل أن يتوجّه إلى إحدى شركتي الخليوي Alfa أو Touch والإنتظار ساعات في الصف لإتمام المهمة، ناهيك عن إضاعة الوقت لإيجاد موقف لركن السيارة، وأيضاً بدل أن يقصد نقاط البيع الخاصة بالهواتف الذكية التي قد يتعرّض فيها الزبون في أحيان كثيرة للإحتكار أو التزوير، أكان لجهة شراء الخط الذي يُباع بأسعار باهظة الثمن، ويمكن أن يكون بمتناول أي شخص من دون التعرّف إلى هويته، إضافة إلى خدمات أخرى". يضيف: "بهذا الأسلوب، قد يخدم الجهاز الدولة من خلال تعرّفها إلى بيانات المستهلكين الصحيحة والدقيقة وحمايتها من التزوير". 

براءة الاختراع


هذا على مستوى خدمة SIM CARD، أما على صعيد النظام التشغيلي للجهاز فقد طوّر عوض، خدمات إضافية مرتبطة بالإتصال والتواصل، يذكر أهمها "خدمة إصدار شرائح الإتصالات SIM CARD، الذي يوفّره الجهاز لبطاقات التشريج المدفوعة سلفاً، تعبئة الرصيد، دفع الفواتير ذات الخطوط الثابتة والأخرى الأرضية من دون أي كلفة إضافية بدلاً من دفعها في ليبان بوست أو OMT، أو حتى توطينها في المصارف، تقديم خدمات الانترنت على اختلاف أنواعها، تحويل واستلام الأموال داخل حدود البلد الواحد". ويضيف عوض أن هذا الجهاز "يتميّز بامكانية الدفع مقابل هذه الخدمات نقداً أو عبر بطاقات الإئتمان مع توفير خاصية الصرافة في هذا الجهاز عند الدفع بالعملتين الدولار الأميركي والليرة اللبنانية".

حبر على ورق!
صمّم الشاب الطموح مشروعه بمفرده، واستغرق تصميمه ووضع الخرائط والدراسات له قرابة ستة أشهر. وعن مواصفات الجهاز يشرح: "يشبه ICN جهاز الـATM، وحسب التصميم، يمكننا تحديد القياسات على النحو الآتي: متران ونصف متر ارتفاعاً، متر عرضاً ومتر عمقاً، وبالتالي يمكن إدخال بعض التعديلات على القياسات وفق حاجة المصنّعين أو المنفّذين لذلك".

على رغم أن الشباب اللبناني الطموح لا يتلقى الدعم المطلوب من قبل الدولة لتنفيذ مشاريعهم الرائدة، يأسف عوض لأن مشروعه لا يزال نظرياً على الخرائط، ولم يسلك طريقه إلى التنفيذ بعد، لكنه لا يستسلم. هل يعوّل عوض على دعم مادي من مسؤولين لإنجاز مشروعه؟ يجيب: "تتمثّل المشكلة الأساسية في تكلفة الجهاز العالية التي تقدّر بين 15 و40 ألف دولاراً ولا تسمح إمكاناتي المادية تغطيتها". وهو يعوّل على أن يصبح حلمه حقيقة ويبصر جهازه النور في 2019، وأن يصل إلى العالمية لأنه يخدم الناس في كل مكان. وأشار إلى طلال أبو غزالة "الذي احتضن طموحي في مجال الإبتكار ووعدني بدعم مشروعي الذي تبناه نظراً إلى أهميته، والإستثمار في الإبداع".

تم ابتكار هذا الجهاز ليكون في متناول المواطنين، ولا يستغرق إتمام أي عملية أكثر من خمس دقائق وفق عوض الذي يرى "أن هدف الجهاز هو تسهيل حياة الناس عامة، ومن أساسياته تواجده في الأماكن العامة والخاصة بعد الحصول على التراخيص اللازمة لذلك، مثل المستشفيات والمطارات، محطات القطار إذا توافرت في بلدنا، المراكز التجارية والجامعات".
©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024