كورونا ينشر الهلع العام: العودة إلى إغلاق البلاد؟

المدن - مجتمع

الأحد 2020/07/26
بانتظار الرقم اليومي للإصابات الجديدة بفيروس كورونا، بدأ الهلع من انتشار الفيروس بالسيطرة على أوساط وقطاعات مختلفة. فإن كان ارتفاع الإصابات اليومية بات أمراً مسلمّاً به، بدأت الأزمة بالظهور من خلال زحمة المستشفيات وأسرّتها، وزحمة الفحوص الطارئة في المشافي. وهو الأمر الذي دفع عدداً منها إلى التوقف عن استقبال طلبات الفحوص، لحين الانتهاء من مئات الفحوص التي تم أخذ عيّناتها في الساعات الأخيرة. فهل يتّخذ مجلس الوزراء قراراً بإقفال البلاد في جلسته المقرّر عقدها يوم الثلاثاء المقبل؟ مع العلم أنّ المجلس الأعلى للدفاع سيعقد جلسة قبيل الجلسة الحكومية في قصر بعبدا. وفي المشهد العام، خرج الهلع العلني من مصادر طبية، أبرزها رئيس مستشفى رفيق الحريري الجامعي، الدكتور فراس أبيض.

تصريح أبيض
عبّر أبيض عن قلق بالغ نتيجة تفشّي الفيروس في لبنان، فقال "إننا على وشك فقدان السيطرة على الوباء. لذلك نحن بحاجة إلى مهلة لالتقاط الأنفاس، مما سيسمح لنا بالعمل على تصويب المسار". وفي سلسلة تغريدات على "تويتر"، أكد أبيض أنّ لبنان "على شفا هاوية صحية أو اقتصادية، أو كليهما، ونقف أمام خيار صعب". فحدّد أبيض الخيارات المطروحة لمواجهة هذه الأزمة الصحية مشيراً إلى "خيار فرض إجراءات أكثر شدّة في المجتمع والمطار، وإغلاق جزئي يؤدي إلى إبطاء الارتفاع في الأرقام"، أو "خيار الدخول في إغلاق كامل لفترة محدّدة، وهو الخيار الذي نجح في السابق، ويسمح ببقاء الوباء تحت السيطرة. لكن عواقبه الاقتصادية وخيمة".

كما اعتبر أبيض أنّه "ربحنا المعركة الأولى، لكن هذه حرب. المبادرة بيدنا ولا ينبغي أن نضيعها. في بعض الأحيان يأخذ المرء خطوة إلى الوراء للتقدم خطوتين إلى الأمام"، مذكراً بأنّ "جهوزية مراكز العزل والمستشفيات وأقسام العناية المركزة، ودور القطاع الصحي الخاص، ومدى تطبيق التدابير من قبل القطاعات الاقتصادية المختلفة، والوعي العام عند الجمهور، واستخدام التعقب الرقمي، والصرامة في فرض التدابير الوقائية، كل هذه هي أمور يمكن بحثها وتحسينها".

كورونا الساسة
دخل الفيروس إلى الدوائر السياسية من باب البرلمان، بعد الإعلان عن إصابة النائب جورج عقيص. وبدأت حملة إجراء فحوص PCR في الأوساط السياسية، فأعلن حتى الساعة عن 4 نتائج سالبة، الأولى لرئيس مجلس النواب نبيه برّي، والثانية لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وللنائبين في كتلة الجمهورية القوية التي ينتمي إليها عقيص، عماد واكيم وسيزار معلوف. إلا أنّ بلدة جديتا البقاعية تعيش حالة قلق كبير نتيجة مشاركة عقيص في عشاء قبل يومين جمع عدداً من المواطنين، مع إشارة معلومات صحافية إلى تسجيل إصابات بالفيروس بين المخالطين.
وعلى صعيد آخر، من المقرّر أن يخضع موظفون وقضاة في قصر العدل في بيروت إلى فحوص PCR، مطلع الأسبوع المقبل. مع العلم أنه سبق لنقيب المحامين أن اتّفق مع مجلس القضاء الأعلى على توقيف العمل في دوائر عدلية بيروت في الأيام المقبلة، لحين تبيّن نتائج الفحوص التي ستُجرى.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024