اعتداء عسكريين على طبيب..النقيب يستنكر والجيش يأسف

المدن - مجتمع

الأربعاء 2020/05/20
أقدمت مجموعة من عناصر الجيش اللبناني على الاعتداء ضرباً على الطبيب لؤي شلبي في مستشفى دار الشفاء في قسم الطوارئ. إذ كان يقوم بتطبيب أحد الجرحى الذي نقل إلى المستشفى. وبعد رفض الطبيب خضوع الجريح للتحقيق بسبب النزيف الحاد الذي يعاني منه، طالباً من العناصر الانتظار ريثما يقدّم له الإسعافات الأولية، انهال عليه عناصر الجيش بالضرب. 

وفي التفاصيل نقل المواطن ع. هرموش بعد إصابته بطلق ناري، بعد إشكال فردي، إلى قسم الطوارئ في مستشفى دار الشفاء مساء الثلاثاء في 19 أيار. وكان يعاني من نزيف حاد. وبينما كان الطبيب شلبي يقوم بواجبه الطبي في معاينة المصاب وتقديم الإسعافات الأولية له، حضر نحو أربعة عناصر من الجيش اللبناني مدججين بالسلاح، وأرادوا التحقيق مع المصاب فوراً، رغم أن حالته حرجة ومن غير الممكن التحقيق معه.
بعد رفض الطبيب هذا الأمر، عمد عناصر الجيش إلى إسكاته. بدوره حاول الطبيب منع إجراء التحقيق، خصوصاً أن المصاب كان يغيب عن الوعي، شارحاً لهم خطورة الأمر على حياة الجريح. لكن عناصر الجيش انهالوا على الطبيب بالضرب وبطريقة مهينة ولم ينصتوا لندائه بضرورة إسعاف المصاب قبل أي شيء آخر، وبأن واجبه الطبي يقتضي منه منعهم من إجراء التحقيق قبل وقف النزيف.

بلطجة 
بعد انشار فيديو يوثّق لحظة الاعتداء توالت الدعوات من الأطباء إلى نقيبي الأطباء في بيروت والشمال لإصدار موقف حول هذا الأمر.
والطبيب شلبي من طرابلس لكنه منتسب إلى نقابة الأطباء في بيروت. لذا أرسل نقيب اطباء طرابلس سليم ابي صالح تسجيلاً صوتياً يشرح فيه ما حصل مع الطبيب شبلي، مؤكداً أنه تواصل مع نقيب أطباء بيروت شرف أبو شرف لأخذ إذنه بمتابعة الملف. واعتبر أن ما أقدم عليه عناصر الجيش بلطجة غير مقبولة داعياً قيادة الجيش إلى التدخل السريع. 

التصعيد
وقال أبي صالح في تسجيل آخر إنه اتصل برئيس مخابرات فرع الشمال وأرسل له الشرائط المصورة التي تظهر الاعتداء. وكان الجواب أنهم في المؤسسة العسكرية لا يقبلون بهذا الأمر وأنه سيجري تحقيقاً وسيحاسب الفاعلين. وطلب أبي صالح منه أن تكون المحاكمة عادلة للجميع. 

وأكد أبي صالح أنه اتصل بالأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمود الأسمر وأرسل الفيديو لوزيرة الدفاع زينة عكر أيضاً.
وكشف أنه سيقوم بزيارة لقائد منطقة الشمال على رأس وفد من الأطباء وفي حال وجد أي تسويف في الموضوع وعدم توقيف المعتدين سيدعو إلى الإضراب والتصعيد.

المستشفى يشرح 
وكانت إدارة مستشفى دار الشفاء في طرابلس أصدرت بياناً وأكدت فيه أنه "مساء يوم الثلاثاء في 19 أيار 2020 وبعد وصول جريح إلى طوارئ المستشفى إثر إشكال فردي، وبعد قدوم الجهات الأمنية المختصة، تعرض أحد أطباء الطوارئ في المستشفى للضرب من أحد العسكريين".
وأضافت: "إننا في إدارة المستشفى إذ نستنكر هذا العمل المدان بكل المقاييس، ونحن على يقين من أن هذا الخطأ الفردي الذي قام به العنصر لا يمثل فيها قيادته ومرجعيته، نؤكد استمرارنا بعملنا وواجبنا الإنساني في تقديم الرعاية الطبية لجميع المرضى من دون استثناء، وتعاوننا مع كل الهيئات والمؤسسات العسكرية منها والمدنية".
وقالت: "لسنا مع نشر مقطع الفيديو المسرب، وكلنا ثقة بأن الجهة العسكرية المختصة ستتابع الموضوع لإنصاف الطبيب والمستشفى".

الجيش يوضح
من ناحيتها أصدرت مديرية التوجيه في الجيش بياناً عن الحادثة وقالت فيه: "تداول بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يتضمن تعرّض طبيب لاعتداء من قبل عسكريين في إحدى المستشفيات.
إنّ قيادة الجيش إذ تأسف لما حصل تؤكّد أن ما قام به هؤلاء العسكريَّين هو عمل فردي لا يمثّل المؤسسة وأخلاقياتها ومبادئها. وأشارت إلى أنها قد اتخذت على الفور إجراءات مسلكية بحقّ العسكريَّين اللذَين أقدما على التعرّض للطبيب وتم توقيفهما وفتح تحقيق بالحادثة.
وتؤكّد قيادة الجيش احترامها الشديد للجسم الطبي وتقديرها لرسالته الإنسانية السامية ورفضها أي تعرّض لطاقمه تحت أي سبب أو ذريعة".

وزيرة الدفاع تستنكر
بدورها استنكرت وزيرة الدفاع زينة عكر الاعتداء وغرّدت عبر تويتر قائلة: "نحن لا نقبل ابدًا ان يُعتدى على كرامة أي مواطن فكيف على كرامة طبيب في وقت خدمته في مستشفى. طالبت باتخاذ الاجراءات التأديبية اللازمة لحفظ كرامة الطبيب والمستشفى وعدم تكرار حوادث كهذه تحت أي ظرف".

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024