التعليم متعثّر: الأساتذة ينتظرون بنزين الحكومة ودولاراتها

وليد حسين

الإثنين 2021/10/11
فتحت المدارس الرسمية في مرحلة المتوسط أبوابها أمام الطلاب في بعض المناطق، اليوم الإثنين في 11 تشرين الثاني. وتفاوت حضور الطلاب والأساتذة فيها بحسب المنطقة، كما أكد نقيب رابطة التعليم الأساسي حسين جواد لـ"المدن". 

نزيف الطلاب
هذه العودة إلى التعليم ما زالت تقتصر على خلق جو عام بأن المدارس الرسمية فتحت أبوابها، كي لا يستمر النزيف الحالي للطلاب من التعليم الرسمي إلى الخاص، وذلك في ظل تصاعد صرخة أهالي الطلاب، كما أكد جواد، لافتاً إلى أن رابطته وُضعت في فوهة المدفع جراء الانتقادات التي تتلقاها من الأساتذة، في ظل عدم حسم رابطة الثانوي موقفها من العودة إلى التعليم، مقصّرة الأمر على تسجيل الطلاب، الذي انطلق اليوم. 

غضب الأساتذة
عملياً نجح وزير التربية عباس الحلبي في إطلاق العام الدراسي في التعليم الرسمي، اليوم الإثنين في 11 تشرين الأول، لكن من دون البدء الفعلي بالتعليم، وذلك في انتظار تبريد غضب الأساتذة على روابطها. ولم يقتصر الأمر على الأساتذة الذين يعارضون الروابط وكل التفاوض الذي أجرته مع الحلبي، بل حتى الأساتذة الذين يوالون الروابط يعتبرون أن وعود تلقيهم تسعين دولاراً مساعدة شهرية من الدول المانحة، ونصف راتب، وبدل نقل يحاكي ارتفاع أسعار المحروقات غير مضمونة النتائج.   

رابطة التعليم الأساسي راهنت على أن الوعود ستتحقق، وهي باتت محرجة أمام أهالي الطلاب الذين بدأوا بإطلاق الصرخة كي يعود أبنائهم إلى المدارس، خصوصاً أن التعليم الخاص بدأ في كل لبنان. لكنها تنتظر تنفيذ الوعود، وإلا ستلجأ إلى الإضراب. 

الثانوي في انتظار الحكومة
رابطة الثانوي التزمت اليوم ببدء تسجيل الطلاب. وهي تنتظر ما سيبدر عن الحكومة بخصوص بدل النقل كي تبدأ بإجراء استفتاء الأساتذة لاتخاذ قرار العودة إلى التعليم. لكن وفق مصادر "المدن"، فقد اتخذ قرار العودة إلى التعليم، إلا إذ نكثت الحكومة بوعود رفع بدل النقل. فهذا الأمر أساسي كي يتمكن الأساتذة من الالتحاق بالمدارس. 

رواتب بالدولار
إلى ذلك بدأ أساتذة في التعليم الثانوي برفع الصوت ضد الرابطة. وأعلنت "لجنة الأقضية"، التي تضم نحو 1700 أستاذ في كل المناطق اللبنانية رفض التقديمات التي حصلت عليها رابطة الثانوي. وقد اتخذت هذا القرار بموافقة جميع ممثلي الأساتذة في نحو 156 ثانوية في كل لبنان، معتبرة أن ما قدّمته وزارة التربية وعود هزيلة لتحسين أوضاع الأساتذة، معلنة تمسكها بتعديل رواتب الأساتذة وفق مؤشّرات التضخم، أو من خلال دولرة نصف الراتب وفق سعر الصرف في السوق الموازية.

ودعت إلى عقد جمعيات عمومية لأساتذة التعليم الثانوي الرسمي في أسرع وقت ممكن، وإعلان نتائج هذه الجمعيات بشفافية ودقة بعيدا عن الاستبيانات الشكلية المعلّبة. وطالبت بدعم تعاونية موظفي الدولة ورفع مساهمتها، بما يمكّنها من إعادة التغطية الصحية للأساتذة كما كانت، وتوفير قسائم بنزين للأساتذة، وحصر دوام العمل الأسبوعي لتخفيف الأعباء على الأساتذة والأهل والطلاب. وأكدت أن حقوق الأساتذة ليست منّة من أحد، وليست مادة للمساومة، ومن يقرر بشأنها الجمعيات العمومية للأساتذة حصراً.

التحاق الطلاب متعذر
بطبيعة الحال التعليم في المدارس سيكون متعثراً، ولن ينتظم قبل نحو شهر في حال صدقت وعود حكومة للروابط ومنحت الأساتذة بدل نقل يحاكي غلاء أسعار المحروقات. لكن ما لم يحسب له أي حساب أن أهالي الطلاب في التعليم الرسمي أمام استحقاق نقل أولادهم. 

وأكد بعض المدراء أن أهالي الطلاب يشتكون من عدم قدرتهم على تحمل أعباء النقل. ففي القرى يطلب أصحاب الحافلات 25 ألف ليرة يومياً أو ما يوازي مجموعها شهرياً. وهذا المبلغ يرتفع في المدن. وفي حال لم تتخذ الحكومة أي إجراء في هذا الشأن لن يتمكن المدراء حتى الطلب من الأهل لاستدعاء الطلاب والالتحاق بمدارسهم. 

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024