إتلاف 15 مليون جرعة من لقاح "جونسون": فساد أميركي

المدن - مجتمع

الجمعة 2021/04/02
فضيحة من العيار الثقيل تلاحق المصنع الذي تديره شركة Emergent BioSolutions، العامل على تصنيع لقاحي جونسون أند جونسون وأسترازينيكا في ولاية بالتيمور في الولايات المتحدة الأميركية.

قبل سنة خصّت الحكومة الأميركية هذا المصنع بدور أساسي لتسريع عملية تصنيع اللقاحات، لتنفيذ خطة التلقيح، من خلال منحه 628 مليون دولار، يضاف إليها ما مجموعه 740 مليون دولار لتصنيع لقاحي جونسون أند جونسون واسترازينيكا. 

وبعد قضية إتلاف حوالى 15 مليون جرعة من لقاح "جونسون آند جونسون" بسبب خلط مكونات عن طريق الخطأ، التي ضجت بها الصحافة العالمية أمس الخميس، تبين أن محققين من وكالة الأغذية والأدوية الأميركية كتبوا تقارير، في شهر نيسان العام الفائت، عقب زيارة تفقدية للمصنع، عن وجود مشاكل كبيرة تتعلق بالسلامة. وخلص التقرير إلى وجود مشاكل بالموظفين الذين ينقصهم التدريب، إضافة إلى افتقار المصنع لإجراءات تمنع التلوث، فضلاً عن وجود مواد عفنة في إحدى المنشآت.

مصنع غير مهيّأ
لقد كانت شركة "إميرجنت" صاحبة المصنع في قلب سلسلة التزويد باللقاحات، وكانت تقف وراء خطة شركة جونسون أند جونسون لتسليم 100 مليون جرعة من لقاحها في الولايات المتحدة، بنهاية الشهر المقبل. ومنحت الحكومة الأميركية الشركة دوراً أساسياً في تصنيع اللقاحات منذ سنة، رغم هذه التقارير، ورغم أن مصنع "بايفيو" التابع للشركة غير مهيأ لصنع ملايين الجرعات، لينكشف أمر المصنع بعد فضيحة اتلاف تلك الجرعات بسبب تلوثها بمواد تستخدم في تصنيع لقاح استرازينيكا.

ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، كتب ناطق باسم وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة، عبر الإيميل، أنهم كانوا متخوفين من تقارير وكالة الأغذية والأدوية السنة الفائتة، وأنهم عملوا مع "إميرجنت" لحل المشاكل قبل بدء تصنيع لقاحات كورونا. وحصلت الصحيفة على نسخة من تقرير وكالة الأغذية والأدوية، وتبين لها أن عدم كفاءة لقاح جونسون آند جونسون يعود إلى ارتكاب خطأ كبير من قبل الشركة في مصنع بالتيمور. هذا الخطأ الذي لم يتم الادعاء عليه سابقاً، محفوظ في ملفات لجنة الأمن والتبادل. 

وكشفت أن مكتب وزارة الصحة والخدمات البشرية في الولايات المتحدة، عندما وقع الاتفاق مع المصنع، كان يديره روبيرت كادليك. والأخير كان مستشاراً لشركة "إميرجنت" قبل انضمامه إلى إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب. 

لم يكن سراً
من ناحيته، لفت موقع "بوليتيكو"، مساء الأربعاء، بأن كبار مسؤولي الصحة في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وبعضهم يعملون داخل البيت الأبيض، كانوا على علم منذ أسبوعين بوجود مشاكل بالإنتاج في المصنع قد تؤخر تسليم كمية كبيرة من اللقاحات مستقبلاً، وفقاً لثلاثة مسؤولين مطلعين.

وقال اثنان من كبار المسؤولين العاملين ضمن إطار استجابة الحكومة الفيدرالية لجائحة كورونا، للموقع، إن مشاكل كبيرة شهدها المصنع المتعاقد مع جونسون آند جونسون، كانت واضحة في وقت سابق من هذا الشهر، إلا أنهم لم يكونوا على دراية بالتفاصيل الدقيقة للوضع.

وكشف مسؤول بارز ثالث للموقع، عن أن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية علمت الأسبوع الماضي بالخطأ الذي اقترفته شركة "إميرجنت" بالتعامل مع 15 مليون جرعة من اللقاح. ولفت المسؤول إلى أنه "لم يكن سراً أن "إميرجنت" لم تمتلك الكثير من الخبراء في مجال تصنيع الأدوية".

وكانت جونسون آند جونسون قد أعلنت أنها اكتشفت "مشاكل في الجودة" في أحد المصانع، ما أدى إلى إفساد كميات كبيرة من لقاح. ولفتت إلى أن عملية مراقبة الجودة في المصنع حددت "دفعة واحدة" من مادة دوائية لا تفي بمعايير الجودة. وهي الدفعة التي كانت تشكل جزءاً من التشغيل التجريبي وفحص الجودة.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024