ما الذي جرى في زحلة وفنادقها ليلاً؟

لوسي بارسخيان

الأربعاء 2020/05/06

فتحت الحدود اللبنانية – السورية المقفلة منذ 16 أذار الماضي بسبب جائحة كورونا، لنحو خمس ساعات يوم الثلثاء 5 أيار، من أجل استقبال نحو مئة لبناني، كانوا قد سجلوا أسماءهم لدى سفارة لبنان في سوريا، طلبا للعودة إلى لبنان. على أن يتكرر الأمر يوم الخميس المقبل إبتداءً من العاشرة صباحاً أيضاً، لراغبين أخرين بالعودة، سيسمح بعودتهم "عشوائيا" من دون الحاجة للاتصال بالسفارة اللبنانية في سوريا.

الدفعة الأولى من الوافدين، كانت معظمها من عائلات، تتنوع أمكنة إقامتها على مختلف الأراضي اللبنانية، مع عدد كبير من الأطفال، ما شكل نفياً لما أشيع عن "فتح إستثنائي" للحدود من أجل استقبال مجموعات تنتمي إلى "حزب الله" دون سواهم.

وقد خضع الوافدون إلى لبنان، لإجراءات وقاية مشابهة لتلك المتخذة بالنسبة للوافدين عبر مطار رفيق الحريري. فعمل فريق من وزارة الصحة على تسجيل أسمائهم إلى جانب الأمن العام اللبناني، مع إخضاع الجميع، حتى الأطفال، لفحص الـPCR، قبل أن تتم مرافقتهم بمواكبة أمنية إلى فندق مسابكي في شتورا...

بلبلة في المدينة
نقل الوافدين إلى "مسابكي" جاء بعد تراجع فندق بارك أوتيل شتورا عن موافقته باستقبالهم، وكذلك فعل فندق LA PLACE في زحلة، نزولا عند ضغوط مورست عليه من قبل شبان زحليين، تجمعوا بالعشرات أمام الفندق، ورفضوا أن تتحول استضافتهم في زحلة "هفوة" تنشر "كورونا" في زحلة، بعد أن بقيت المدينة بمنأى عنه طيلة الفترة الماضية.

وقد تسبب الأمر ببلبلة في المدينة، خصوصاً بعدما تبين أن بلدية زحلة، كما محافظ البقاع لم يبلغا مسبقاً بنية وزارة الصحة في استخدام الفندق، بل تفردت إدارة الفندق بهذا القرار، محاولة إيجاد غطاء بلدي لها، عبر إصدار بيان يؤكد إبلاغها بلدية زحلة بالأمر. وذلك بعدما كانت إدارة الفندق قد جهزت 25 غرفة لاستقبال هؤلاء.

العناية الإلهية..
إلا أن بلدية زحلة سارعت لإصدار بيان أكدت من خلاله أنها "لم تتبلغ من إدارة الفندق عن أي نية لاستقبال الوافدين اللبنانيين. ولدى معرفتها بالأمر بطرق غير رسمية، أرسلت الشرطة البلدية إلى الفندق، للاستفسار عن الأمر، فأكد مدير الفندق أنه أقدم على الخطوة "بالتنسيق مع وزارة الصحة، وأن الأشخاص الوافدين قطعوا نقطة المصنع وهم بطريقهم إلى الفندق".

وأكدت البلدية على أن "أي خطوة من هذا النوع يجب أن تتم بالتنسيق المسبق معها، "مع التأكيد على رفضها التام لاتخاذ أي قرار يمكن أن يعرض مجتمعنا لخطر إنتشار الوباء".

وشدد بيان البلدية على أن "زحلة بقيت بمنأى عن كورونا بفضل العناية الإلهية وبفضل وعي أهلها، وبلدية زحلة لن تسمح بأي هفوة يمكن أن تبدد كل الجهود التي بذلت في هذا الإطار".

السوريون ودولتهم
يذكر أخيراً، أنه بموازاة فتح لبنان لحدوده من أجل استقبال مواطنيه العالقين في سوريا، بقي عبور المواطنين السوريين إلى بلادهم عبر معبر جديدة يابوس متعثراً. وتحدث سائقو الشاحنات العابرين للمنطقة عن عشرات المواطنين، وبينهم أطفال ومسنين، يبيتون لياليهم على الطرقات، قبل السماح لهم بالدخول إلى سوريا. علماً أن فتح الحدود لاستقبال اللبنانيين العالقين في سوريا، بقي مقتصراً على حركة الدخول إلى لبنان وليس الخروج منه، وبالتالي بقيت المعابر غير الشرعية، الخيار الوحيد المتاح أمام السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024