الجامعة المريضة: مدير كلية بزحلة يستقيل بعد تهديد حزبي

وليد حسين

الثلاثاء 2019/05/14
ما أن تنتهي الجامعة اللبنانية من قضية حتى تدخل بأخرى، حتى بات هذا الصرح العلمي الوطني محط حسرة وأسف من معظم اللبنانيين، بعد توالي فضائح الفساد وهيمنة القوى الحزبية على فروعها.
قد يظن البعض أن طرح الرأي العام تلك القضايا هدفها النيل من سمعة الجامعة التي تخرّج عشرات آلاف الطلاب سنوياً، لكن تحوّل بعض فروع الجامعة إلى منبر لرفع لواء القسم لزعماء سياسيين ورجال دين، جعل الجامعة أشبه ببؤر وخلايا حزبية، مكرّسة لأحزاب وطوائف بعينها. وإذا كانت سيطرة القوى الحزبية بشعاراتها لا تقتصر على حزب دون آخر، رغم التعاميم الصادرة عن الجامعة بمنع رفع الشعارات داخل المباني "حرصاً على حسن سير الدراسة وكل الأعمال الجامعية"، فالثنائي الشيعي "سبّع الكارات" في ممارسة الطقوس الدينية وإحياء مراسم عاشوراء وطبخ "الهريسة"، داخل الحرم الجامعي، عدا عن العراضات شبه الميليشياوية والمهرجانات السياسية والتعبوية. أما آخر فصول الجامعة، التي لن تنتهي، فكان في إقدام مدير الفرع الرابع في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، في زحلة، انطونيوس أبو كسم، على تقديم استقالته من منصبه، بسبب تعرضه لتهديدات من جهة حزبية نافذة في المنطقة، بعدما اتخذ قراراً بمنع وجود غرف مكرّسة لغايات حزبية ودينية داخل حرم الكلية.

مكتب حزبي في الحرم!
وكان أبو كسم قد كُلّف بمهام مدير الكلية في 15 شباط الفائت، بعد الإشكاليات التي رافقت الانتخابات لمركز المدير. وتم تعيينه بالتكليف إلى حين تعيين مدير أصيل. وقال إنه يعتبر أن الجامعة اللبنانية هي مؤسسة عامة رسمية، وصرح وطني أكاديمي غير ديني وحزبي. لكن ثمّة غرفتين في الكلية وضعت بتصرف أشخاص من خارج الجامعة، وخصصت لأنشطة حزبية وممارسة شعائر دينية.. ولغايات تجارية. لذا أصدر قراراً "بمنع ممارسة الشعائر الدينية على اختلافها داخل حرم الكلية، أو تخصيص قاعات أو غرف لهذا الغرض". لكن وعند طلبه استرداد مفاتيح الغرفتين، تعرّض عبر هاتفه لتهديد من قبل مسؤول حزبي، بحجة أنه أقفل المصلى، فقدم استقالته.

وأنهى أبو كسم رسالة الاستقالة، التي تقدم بها إلى رئيس الجامعة البروفسور فؤاد أيوب: "أتقدم باستقالتي هذه من مهامي كمدير لكلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية - الفرع الرابع، استقالة لا رجوع عنها، رسالة استنكار بوجه التدخلات الحزبية في إدارة الجامعة اللبنانية، ورفضاً للممارسات الميليشياوية، وصوناً لاستقلالية الجامعة اللبنانية وكرامة أهلها".

الرسالة التي كتبها أبو كسم

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024