صوْر: توزيع "زوّادة مدرسية" لمكافحة ظاهرة تلامذة بلا طعام

حسين سعد

الخميس 2020/02/13
كانت عينا فؤاد (10 سنوات) تحبسان الدموع، فظنت معلمته في إحدى مدارس مدينة صور الرسمية، أنه تشاجر مع أحد زملائه في الملعب الشتوي. لكنها اكتشفت أن الطفل واحد من عشرات أمثاله في المدرسة، يكظمون حقيقة مُرّة: عزوف عائلاتهم عن تزويدهم "بالزوادة" المدرسية، وعن "الخرجية" التي تتوفر لدى زملائهم، ولا تتعدى الخمسماية ليرة في أحسن الأحوال.

الحارات القديمة
والمفارقة أن فؤاد يتفهم ما آلت إليه أوضاع والده الذي لم يجد عملاً منذ شهور، ويلازم منزله بعدما يئس من دورانه على متاجر صور، لتشغيله في أي عمل متواضع.

ومع تفاقم الأزمة المعيشية المتدهورة يوماً بعد يوم، في المدينة الجنوبية، وشمولها عائلات كانت "مستورة"، تناقل رواد التواصل الاجتماعي رصد حالات شبيهة بحال فؤاد في أكثر من مدرسة رسمية صورية، غالبية تلامذتها من أبناء الحارات القديمة، المعروفة بفقرها الشديد وعوزها، وعمل غالبية معيلي أسرها في صيد السمك وباعة بسطات الخضر، أوعاطلون من العمل .

لذا، تلقفت جمعية "أفنان" الاجتماعية في المدينة، والتي اتخذت من بيت المدينة في حارة صور الجنوبية، التابع لبلديتها، مكاناً لتجميع مواد عينية وتوزيعها على الفقراء.

وقضية التلامذة المعدمين في مدارس صور الرسمية، حملت الجمعية الناشئة على إطلاق نداء سريع للمساعدة، عبر صفحاتها الإلكترونية، فلاقت تجاوباً كبيراً من المتبرعين، تزامناً مع تواصل متطوعي الجمعية بمديري المدارس وإحصاء عدد تلامذتها الذين ترصد إداراتها أوضاعهم. وعملت في أوقات سابقة على تأمين هدايا لهم في المناسبات، بالتعاون مع جمعيات وهيئات مانحة، بحسب بعض مديري المدارس.

ومنذ يومين، أتمت جمعية "أفنان" تحضيراتها للبدء بتأمين "الزوادة "المدرسية لحوالى مئتي تلميذ، غالبيتهم في مدارس وسط المدينة، والتي فضلت عدم ذكر اسمائها.

وتؤكد رئيسة الجمعية، المحامية ندى يونس أن المشروع، الذي سبقه مبادرات عديدة للجمعية منذ ظهور حدة الأزمة المعيشية، البدء بتقديم مساعدات عينية تحت شعار: "كل ما عندكم كل ما عندهم"

وولدت المبادرة من الحاجة الملحة لمئات العائلات الصورية، علها تخفف وطأة معاناة التلاميذ وتعيد شيئاً من الدفء إلى قلوبهم وحياتهم العائلية والمدرسية.

مرجعيون وبنت جبيل
ولفتت يونس وزميلاتها في الجمعية إلى أن توزيع "الزوادة"المدرسية على التلامذة الذين شملهم الإحصاء، يبدأ في المرحلة الأولى بتسليمها يومياً إلى أهلهم. وهي تضم عصائر وقطع "كيك"، بعد تفادي السندويشات "لأسباب لوجستية من جهة، وحفاظاً على سلامة المأكولات وصحة التلاميذ. وهذا بعدما كانت بعض المدارس تتزود بعينات مماثلة من منظمات غذائية دولية، لتوزيعها على تلامذة يعاني أهلهم الفقر والعوز.

وأشارت يونس إلى أن الجمعية تلقت اتصالات عديدة من مدارس في ضواحي صور وبعض مدارس مرجعيون وبنت جبيل، كي يشمل مشروع الزوادة المدرسية تلك المدارس التي يعاني فيها تلامذة من عدم قدرة أهلهم على تزويدهم سندويشات مدرسية.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024