الاحتجاجات في البقاع: بلدنا مقبرة للفقراء وساحة للأقوياء

لوسي بارسخيان

الأحد 2019/09/29

بين بعلبك ومجدل عنجر تمحورت الحركة الاحتجاجية الشعبية في البقاع. وكان "البعلبكيون" أول من نزل إلى الشارع، عند الثامنة والنصف صباحاً، بناء لدعوة وجهت بإسم المجتمع المدني بوجه كل الطبقة السياسية، لتحضر المعاناة البعلبكية، خصوصاً في كلمة ألقاها رئيس جمعية  safe side  حسين الزين ياغي، الذي بدأ كلمته بدقيقة صمت عن روح كل شخص توفي على باب مستشفى، أو لأنه لم يؤمن الدواء، وعن أرواح كل الضحايا على الطرقات، سائلاً المسؤولين "هل تعرفون أن نسبة البطالة في بعلبك الهرمل تخطت 80 في المئة، وأن هناك متخرجين من الجامعات يعملون براتب 400 ألف ليرة.  سائلاً إلى أين نحن ذاهبون، ومؤكداً أن التحرك بداية الإنطلاقة، لاستعادة الحقوق المنهوبة وبناء محافظة تشبه أحلامنا...

وقد أعقب هذا التحرك في بعلبك تحرك آخر عند مفرق بلدة بريتال، حيث رفعت لافتات تطالب برحيل السلطة "الفاسدة" وباسترجاع المال العام، ومحاسبة السارقين ووقف الهدر..

وعلى الضفة الأخرى من البقاع، كان التحرك في بلدة مجدل عنجر عند بوابة المصنع إلى سوريا، حيث تمكن المعتصمون على رغم قلة عددهم من إغلاق الطريق لنحو نصف ساعة، حاملين لافتات ركزت في هجومها على رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل، وسط حضور للأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش.  

وألقى المختار ناصر صالح، الذي دعا إلى الاعتصام، كلمة قال فيه: في وطني صار للفساد دولة.. موجهاً انتقاده إلى السلطة التي تمعن في إفقار الناس، وتجويع الناس وسرقتهم، وتضليلهم لكسب الوقت في مهمة القضاء عليهم. وسأل: كيف لسارقي المال العام أن يكافحوا السرقة، وكيف لمجرمي الحرب أن يقيموا العدل ويصلحوا القضاء، وكيف لتجار الطوائف أن يحاربوا الطائفية، وهم يختبئون وراء المقامات، وكيف لأصحاب المليارات التي جمعوها من قوت الشعب وعرقه أن يرأفوا به... قائلاً هم سبب كل ما يعتري المواطن من عذابات. لقد أصبح بلدي سجناً للشرفاء ووطناً للعملاء ومقبرة للفقراء والضعفاء وساحة للأقوياء... متوجها إلى من سماهم "السارقين" بالقول: "دمرتم بلادي، وشردتم أولادي، واقفلتم تجارتي، ونهبتم خيرات بلادي، ماذا تنتظر يا شعب المغلوب؟ أعلنها ثورة..."

وكانت مناطق بقاعية عدة شهدت اعتصامات وتجمعات وقطع طرق أساسية، فتجمع عشرات أمام سرايا الهرمل الحكومية، كما أقفل محتجون لمدة محدودة طريق عام سعدنايل تعلبايا بالقرب من أفران موسى بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية. ومن ثم أعيد فتحها.

©جميع الحقوق محفوظة لموقع المدن 2024